تونس-افريكان مانجر
أكّد سليم العزابي وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي انه لا مفر من تطبيق الفصل 70 من الدستور و الذي دعا له رئيس الحكومة الياس الفخفاخ في خطابه وذلك لتمكين الحكومة من إصدار مراسيم لاتخاذ التدابير المستعجلة لمكافحة فيروس كورونا .
و ينص الفصل 70 من الدستور أنه”يمكن لمجلس نواب الشعب بثلاثة أخماس أعضائه أن يفوض بقانون لمدّة محدودة لا تتجاوز الشهرين و لغرض معيّن الى رئيس الحكومة اصدار مراسيم تدخل في مجال القانون تعرض حال انقضاء المدّة المذكورة على مصادقة المجلس. يستثنى النظام الانتخابي من مجال المراسيم”.
وقال سليم العزابي “ان هذا الفصل مقيد ولا يعني التفويض المطلق بل هو فقط تفويض في مجالات محدودة خاصة بمقاومة فيروس كورونا والمجلس سيبقى منعقدا للمتابعة والنظر “.
و تحدث عمليا قائلا :”من بين ال 23 اجراء طرحهم الفخفاخ للخروج من ازمة الكورونا يوجد حوالي 13 اجراء يتطلبون قوانين استعجالية ، و من غير المعقول في هذا الوضع انتظار اجتماع اللجان البرلمانية و الجلسات العامة لان هذا سيتطلب الكثير من الوقت “.
و في سياق متصل قال المسؤول الحكومي بان الازمة الصحية التي تعيشها تونس من فيروس الكورونا هي ازمة عالمية و كل دولة مهتمة حاليا بشانها الداخلي و على الرغم من ذلك فقد استطاعت تونس إيجاد اصدقاء يساندوها في هذه الازمة بحسب قوله .
و اوضح بان المساعدة بين الدول في هذه الازمة لم تعد مساعدة شاملة بل اصبحت من خلال التكفل بتقديم المساعدة كل في مجالها على غرار الجزائر التي قررت مساعدة تونس في المجال الطاقي و المحروقات بالاضافة الى مساعادات دول اخرى في اقتناء الادوية و التجهيزات الطبية او كذلك دعم الميزانية .
و قال العزابي بان الوزارة تعمل على مقاربة واضحة تعمد فيها لعدم احراج بقية الدول و التوجه نحو اعتماد طلب يد العون من الدول كل حسب مجال قدراته .
وأشار العزابي إلى مطالب تونس تنحصر في 4 نقاط أساسية وهي الحصول على الدعم السياسي من كل الدول حتى تكون بلادنا دائمة الحضور في كل المحافل الدولية، وثانيا الحصول على الدعم الطارئ لمكافة الوباء من خلال الحصول على التجهيزات والادوية الاساسية، وثالثا تعبئئة الموارد المالية لتطبيق الاجراءات التي اعلن عنها رئيس الحكومة ورابعا التموقع في العالم الجديد بعد كورونا “لأن تونس في حرب ستنتصر عليها ويجب ان تتموقع في الخارطة الدولية السياسية القادمة اقتصاديا ودبلوماسيا”.
وشدّد على أن المخزون الطاقي والغذائي والدوائي “محترم وكاف سيغطي حاجتنا لمدة 4 اشهر في حال تواصل الازمة ولدينا من الموارد المالية ما يكفي لاقتناء حاجتنا من الادوية والتجهيزات اللازمة في حربنا ضد كورونا”.
و حول المبلغ الذي قامت الحكومة بتخصيصه لمجابهة ازمة الكورونا و محدودية الموارد قال العزابي بإنّ الاجراءات التي اعلن عنها رئيس الحكومة ستكون كلفتها قاسية و سيتم اقتلاعها من العظام .
منبها انه في حال عدم التزام المواطن بالحجر الصحي “فسنخسر على الواجهتين حيث سنخسر 2.5 مليار دينار وأرواح المواطنين”.
وعن كيفية تعبأة هذه الموارد كشف التوجه الحكومي للضغط على ميزانية المشاريع العمومية واعادة هيكلة المشاريع مع استغلال مرابيح “تراجع اسعار المحروقات و انخفاض الاستهلاك الوطني إلى جانب التفاوض مع صندوق النقد الدولي والجهات المانحة لتسهيل الدفع ولايجاد ضمانات، معلنا أنه لا يمكن اليوم لتونس الخروج للسوق العالمية في ظل الأزمة الراهنة.
و اشار الوزير الى وجود برنامج جديد و هيكلة اخرى للتفاوض مع صندوق النقد الدولي وذلك فيه اعلان رسمي لانتهاء البرنامج القديم مع هذا الصندوق .
هذا و أعلن رئيس الوزراء التونسي إلياس الفخفاخ، ليل السبت الأحد، عن حزمة إجراءات إستثنائية تبلغ كلفتها 2500 مليون دينار و التي تهدف إلى حماية الأفراد والمؤسسات من أجل التخفيف من التاثيرات السلبية لتفشي وباء كورونا.