أفريكان مانجر- وكالات
إن القائد الذي لا يتقدّم جنودَه في المعارك، لا يعدو عن كونه متاجرا بهم”، من هذا المنطلق دشن على تويتر هاشتاغ بعنوان “نطالب المحرضين علــى الجهــاد بالذهاب إلى الجهــاد”، نبّه فيه المــغردين من تجار الدين الذين يقولون ماﻻ يفعلــون.
وهؤلاء الدعاة ممثلون بارعون يدّعون التزهد ويتباكون على أمجاد الإسلام الضائعة لكنهم “يعيشون في القصور، في فرح وسرور ثم يُرشدون الشعوب البريئة للقبور! وبين فنادق لندن والدوحة وباريس وإسطنبول، ومطاعمها يتقلبون”، “يطفئون شموع أعياد ميلادهم، يتجوّلون بسياراتهم الفارهة، يصيّفون في أجمل مدن الشرق والغرب، أما أبناؤهم فهم يجاهدون في جامعات “الكفار” ينعمون فيها بدفء العائلة، ويستمتعون بحياة الثراء التي يعيشها آباؤهم من تجاراتهم المتعددة!
وقد دأب هؤلاء الوعاظ على القول للعامة إما أن تجاهدوا بالمال وهذه صناديق التبرعات وتلك أرقام الحسابات، أنفقوا ما استطعتم ونحن بطريقتنا الخاصة نجاهد بها في سبيل الله، ومن لم يستطع إلى ذلك سبيلا فعليه الالتحاق بأرض المعركة حتى يلوّع أمه سريعا!!
ويصف نشطاء سماسرة الجهاد بـ”الورم السرطاني الخبيث”، توفرت لهم لحسن حظهم وسائل الاتصال والتواصل الحديثة التي صنعها “الكفار” ولم يحلم بمثلها دعاة الأمس.!
لكن، غريب أمر هؤلاء الدعاة فهم رغم ذلك “لا يريدون الحور العين والفردوس الأعلى لهم ولأبنائهم” ألا يثقون بصكوك الغفران التي يوزعونها؟
وأعاد مغردون تغريدة للداعية محمد العريفي قال فيها سابقا “يا جماعة بقرب هلاك بشار وكثرة الأحاديث الحاثة على سكنى الشام؛ بالله من يعرف عقاري سوري شاطر يشوف لي مزرعة بالشام أعيّد فيها عيد الفطر”.
وبعد تحريضه على الجهاد أيام المعزول مرسي من القاهرة رُصد العريفي وحقائبه في المطار متوجها إلى لندن “مصيّفا”.
لكن لماذا لا يذهب العريفي وهو شاب ليجاهد في سوريا؟ أما يوسف القرضاوي أو مفتي “الناتو” فهو يحرض على الجهاد بينما يسكن هو وأبناؤه قصرا يبعد أمتارا عن قواعد أميركا في قطر.
الداعية الشيخ العُودة أو كما يسميه البعض خبير القصف العشوائي، منشغل بالإعجاب بإحداهن على تويتر، معجبة بطريقته في “إفحام خصومه”، يعطيها عن طيب خاطر رقم جواله لمواصلة الحديث في موضوع الخصوم.. طبعا.
أحدهم “طارق السويدان” يستميت في مطالبة معتصمي ميدان رابعة بالصمود، لا تظنن أنه معهم، بل هو مشغول بالتجوّل حول العالم لإلقاء محاضرات حول تطوير الذات؛ وأبناؤه مبتعثون في أميركا.
كثير يحرضون على الجهاد في حين يقضون إجازاتهم العائلية في أوروبا، والخاصة في أندونيسيا.
والسؤال المطروح “لماذا لم نسمع طوال 30 عاما الماضية عن داعية مات ابنه في الجهاد؟”
فإذا دعا المشايخ للجهاد، كان لزاما عليهم أن يكونوا في الصفوف الأولى للمجاهدين، فإن كانوا ممن هم أعمارهم كبيرة فلا بدّ أن يكون أبناؤهم في الجهاد، أما أن يرموا أولاد الناس في أتون الحرب والجهاد وأولادهم يعيشون رغد العيش فهذا كذب وتدليس.
يقول مغردون “لقد أصبحت التجارة بالدين منهج التيارات المتأسلمة التي تردّد أن الآخرة هي دار القرار”، ورغم ذلك “لاصقة في الدنيا لصق”.
وطالبوا دولهم إما بتوفير طائرة خاصة لهم لنقلهم إلى أرض المعركة وتوفير كل وسائل الراحة حتى ترفع معنوياتهم أو إيقافهم عند حدّهم، مؤكدين أنه يحق للعائلات التي تضررت من دعوتهم إلى الجهاد، التقدم إلى السلطات الأمنية لمعاقبة كل من يدعو إلى الجهاد من غير وجه حق.
وقال معلق إن الحل يكمن في الكف عن الاستماع الى الأصوات التي تدمّر السلم الاجتماعي والتعايش، متسائلين “متى نتعلم من الأيام وأحوال الشعوب؟”
ويتساءل مغردون “لماذا على أبنائنا فقط دون أبنائهم، من عليهم ترك أهلهم والتفريط في مستقبلهم وحياتهم؟ أليس لهؤلاء آباء وأمهات تنفطر قلوبهم لفراقهم؟ لماذا يفزع شيوخ التحريض عندما يحاول أحد أبنائهم الالتحاق بقوافل الجهاد كما فعل ابن أحد كبار المحرضين على القتال في أفغانستان والعراق؟”
ويزيدون “لماذا لا يدعو من يسمّون أنفسهم علماء المسلمين للجهاد في فلسطين مثلا؟ فمنذ عام 1948 لم يجرؤ أيّ شيخ وأن دعا جهرا للجهاد في فلسطين وقتال إسرائيل.. الجواب لا ولن يفكروا في ذلك حتى بعد 100عام!” واتفق مغردون على أن هؤلاء من وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بـ”الدعاة على أبواب جهنــم”. (العرب اللندنية 7 جانفي 2014)