تونس-أفريكان مانجر
أثارت عمليّة تواتر العمليّات الإرهابيّة والتدرّج في درجة خطورتها، جدلا واسعا في صفوف المراقبين الأمنيين، وأجمعوا على أنّ النّجاحات التّي حقّقها رجال الأمن على مستوى عمليّتي روّاد وبرج الوزير، كانتا دافعا لردود أفعال عنيفة من قبل الإرهابيين.
وفي هذا الإطار أكّد خبراء أمنيون وعسكريون أنّ أحداث بلاّريجيا جاءت لتستهدف أساسا الأمنيين، مشيرين إلى أن إقحام مواطنين (واحد استشهد والأخر أصيب بطلقة ناريّة) في هذه العمليّة، جاء بمحض الصّدفة.
من جهة أخرى، أبرز المراقبون والخبراء الأمنيون أنّه بعد أحداث بلاّريجيا ستحاول مجموعات إرهابيّة أخرى، في مناطق أخرى من البلاد ردّ الفعل بشكل أعنف واستهداف الأمنيين، بهدف الانتقام منهم، ويتوقّع أن تنفّذ هذه العمليّات في القريب العاجل حسب التّحاليل الأمنيّة.
ديناميكيّة كبيرة للخلايا الإرهابيّة
وحول هذا الموضوع، أكّدت بدرة قعلول رئيسة المركز الدّولي للدّراسات الإستراتيجيّة الأمنيّة والعسكريّة في تصريح خصّت به “افريكان مانجر” أنّ النّجاحات الأمنيّة التّي حقّقها رجالات الأمن في الفترة الفارطة، جعلتهم يهادنوا الإرهابيين ويمكّنونهم من فرصة لإعادة ترتيب أوراقهم وتغيير مواقعهم ومخطّطاتهم، خاصّة وأنّ وزارة الدّاخليّة أكّدت في أكثر من مرّة كشفها عن مواقع تمركزهم، مضيفة أنّ الخلايا الإرهابيّة تملك ديناميكيّة كبيرة على مستوى المكان والزّمان، وقادرة على تغيير مواقعها في أيّ وقت يكشف فيه مكان تمركزهم ، في الوقت الذي تكتفي فيه القوّات الأمنيّة بملاحقة الإرهاب لا بمقاومته دون إيجاد استراتيجيّة واضحة وناجعة للقضاء على هذه الظّاهرة الخطيرة.
وفي هذا السّياق، أوضحت محدّثتنا أنّه يجب تكوين خليّة أزمة لمقاومة الإرهاب، لا لملاحقته، كما يجب على الأمنيين مزيد من الجرأة لضرب الإرهابيين دون هوادة لإثبات قدرتها على التّحكّم في هذه الظّاهرة، علاوة على ضرورة تحرّك الأمن والجيش مع بعضهم البعض على حدّ تعبيرها، وعدم ترك المجال للإرهابيين لاستعادة أنفاسهم وتغيير مخطّطاتهم مثلما حصل هذه المرّة، حيث تؤكّد بدرة قعلول أنّ قوّات الأمن ركّزت على مراقبة تونس الكبرى، وخفّفت هذه المراقبة على بقيّة الولايات والمناطق الدّاخليّة، ممّا جعل هذه المجموعات الإرهابيّة تحوّلوا مخطّطاتها إلى أماكن أخرى خارج العاصمة لتخفيف الحمل على بعضهم البعض، بعد أن استرجعوا ثقتهم بأنفسهم، مبيّنة أنّ نوعيّة العمليّات الإرهابيّة الجديدة التّي تمّ تنفيذها في جندوبة ستتواصل، و”سننتظر عمليّات مماثلة في الأيّام القادمة وربّما حتّى في القريب العاجل.
توقّعات بحدوث عمليّات إرهابية مماثلة
وحول نفس الموضوع، أبرز مختار بالنّصر العميد المتقاعد في وزارة الدّفاع في تصريح لـ “فيكان مانجر” أنّ عمليّة بلاّريجيا كانت ردّة فعل على عمليّة روّاد وبرج الوزير، وتمّ تنفيذها في شكل كمين لاستهداف أكبر عدد من الأمنيين، مضيفا أنّ تمكّن هذه العناصر الإرهابيّة من قتل 4 أشخاص وجرح أربعة آخرين، يمكن أن يزيد من ثقتهم بأنفسهم ويدفعم إلى تنفيذ عمليّات مماثلة في مختلف جهات البلاد.
وفي ذات السّياق أكّد مصدرنا أنّ العمليّات الإرهابيّة ستتواصل طيلة الفترة القادة، ربّما بنفس الكيفيّة أو بشكل آخر، وهو ما يتطلّب من الأمنيين على حدّ تعبيره مزيدا من الحذر واليقظة، وفق ترجيحه.