قال وزير الداخلية التونسي علي العريض الثلاثاء إنه يتوقع استمرار أعمال الشغب من جانب مجموعات من السلفيين وآخرين خلال الايام القادمة وزيادة عدد المعتقلين. وربط جانبا من أعمال العنف بتصريحات أيمن الظواهري زعيم القاعدة. واضاف أن الاحتجاجات جاءت ردا على المعرض الفني الذي اعتبره البعض مهينا للاسلام .
كما اتهم علي لعريض، من وصفهم بـ غلاة السلفيين بالوقوف وراء أحداث الفوضى. وتحيّن الفرص للتطاول على هيبة الدولة والإعتداء على مؤسساتها، واستهداف المقرات الأمنية .
وعلى صعيد متصل قال علي لعريض أمام نواب المجلس التأسيسي ك”هناك أطراف اعلامية لا تريد مساعدة رجال الأمن على نشر وكشف الحقيقة”. مشيرا الى ما لدى وزارة الداخلية من شكوك وصفها بالكبيرة حول ما عرضته التلفزة الوطنية مساء الاثنين وقالت انها أعمال تكسير وتهشيم داخل قصر العبدلية, .
وأكد لعريض أن الأمن كان يحاصر قصر العبدلية, بما يعني استحالة الولوج اليه, من طرف المحتجين, كما أن وزارة الداخلية لم تتلق أي بلاغ عن عملية اقتحام للمبنى. وأضاف أن فريق التلفزة هو الوحيد الذي دخل المبنى لتصوير تقريره الاخباري.
وأكد العريض أن أعوان الأمن سيطبقون القانون على المخالفين بدون تسامح وبكل صرامة مشيرا الى أن الأمنيين يفرقون جيدا بين الاحتجاج السلمي والاحتجاج لغاية الحرق والتخريب والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة.
وقال العريض أن أنصار النظام السابق وأزلامه تسعى الى اثارة الفوضى بغية ارباك السلطات لحمل أبناء الشعب الواحد على الاقتتال, مضيفا ” كل ما يحصل من فوضى في تونس يكون لأزلام النظام السابق يد فيها”.
وهو المعنى الذي أكّد عليه زعيم الحزب الشيوعي العمالي التونسي حمة الهمامي الذي صرّح لاذاعة موزاييك ظهر الثلاثاء 12 جوان الجاري أن أزلام النظام السابق يدفعون بالشباب السلفي المتحمس الى تمزيق الوحدة الوطنية.
ودعا الهمامي على التونسيين الى التوحد حول مكتسبات ثورتهم ووحدة وطنهم, مضيفا ” أحذر الشباب السلفي من مغبة الوقوع في فخ الدفع بهم للصدام ضد شعبهم”.
أبو أيوب زعيم السلفية الجهادية في العاصمة والذي يتخذ من حي الانطلاقة مقرا له قال ان المسلمين في تونس لن يرضوا بإهانة رسولهم من أي طرف كان وطالب الرئيس المرزوقي بمحاسبة المتطاولين على المقدسات.
وقال أبو أيوب مهددا السلطة لو مس ديننا فإننا سنحرق الأرض تحت الجميع وأضاف :”لم نعتد على احد نحن نتعرض للاعتداء” وأفاد “ان كانت دساتيركم ومؤسساتكم ودولكم يبيحون الطعن في ديننا وفي ربنا وفي نبينا صلى الله عليه وسلم، فإننا نكفر بها ونكفركم”.
وطالب الشيخ أبو أيوب من جميع التونسيين الخروج الجمعة المقبلة لنصرة الرسول وإفهام النخبة الملحدة أن هنالك رجالا لا تخاف الموت في سبيل نصرة الله والرسول.
وفي تصريح ل “الصباح نيوز” اكد الناطق الرسمي لحزب التحرير رضا بلحاج على ان الاحتجاجات الاخيرة التي تشهدها مختلف الجهات في البلاد هي نتيجة استفزازات التيارين الليبرالي و العلماني للشق السلفي في تونس.
وقال ان هذه الاحتجاجات تمثل رسالة الى الحكومة المتواطئة في التجاوزات التي عرفها قصر العبدلية مشيرا الى انها ستتواصل و ستتوسع الى ان يتم اقرار قانون يجرّم الاعتداءات على المقدسات الدينية.
واضاف ان ما يحدث تحركه غرفة عمليات تهدف الى جرّ البلاد نحو الفوضى من خلال استفزاز الشباب المتشدد دينيا و الذين لن يقبلوا بأن تهان مقدساتهم دون اتخاذ موقف رسمي بعض النظر عن طريقة التعبير .