تونس- افريكان مانجر
قال مدير عام وكالة النهوض بالصناعة والتجديد عمر بوزوادة انه خلافا لما كان متوقعا، فإنّ، نوايا الاستثمار المصرح بها في القطاع الصناعي لم تُسجل تراجعا، وكانت إيجابية خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2020.
ارتفاع نوايا الاستثمار الصناعي بـ 9,2 %
وأكد بوزوادة في حوار مع “افريكان مانجر” أن نوايا الاستثمار المعلنة ارتفعت بـ 9,2 %، كما ارتفع حجم الاستثمار من 1500 مليون دينار و1640 مليون دينار منذ مطلع العام الجاري إلى غاية جوان 2020.
في المقابل، أشار إلى تسجيل تراجع في عدد مواطن الشغل المحدثة خلال السداسي الأول، ومرت من 26500 إلى 25300 موطن شغل.
واعتبر المدير العام هذه النتائج مؤشر إيجابي، يمهد لتحقيق نسق ارفع للاستثمار الصناعي خاصة إذا ما نجحت الحكومة في التسويق بصفة جيدة لمختلف الإجراءات والقرارات الاستثنائية العاجلة التي تم اتخاذها لمجابهة تداعيات جائحة كورونا، مشددا على ان هذه الوضعية تؤكد توا صل ثقة المستثمرين في تونس.
42 % من الشركات سيتراجع رقم معاملاتها باكثر من 75 %
وبخصوص وضعية المؤسسات الصناعية بعد رفع الحجر الصحي واستئناف نشاطهم بشكل عادي، أفاد بوزوادة ان الوكالة أجرت مؤخرا دراسة شملت 400 مؤسسة ممثلة في كل الولايات والقطاعات، توصلت الى ان 42 % من الشركات سيتراجع رقم معاملاتها باكثر من 75 %، فيما اعربت 71 % من المؤسسات عن تخرفها من اللجوء الى طرد العمال، واعربت ايضا 40 % من العينة المستجوبة عن تخوفها من خسارة وفقدان الاسواق.
كما توصلت الدراسة الى ان 40 % من المؤسسات تعاني من اشكالية السيولة و19 % متخوفون من الافلاس والاغلاق النهائي.
وأشار مدير عام وكالة النهوض بالصناعة والتجديد الى ان خطة الانقاذ الاقتصادي اخذت بعين الاعتبار مختلف الصعوبات والاشكاليات التي تواجهها المؤسسات والصغرى والمتوسطة وتضمنت عدة اجراءات وتسهيلات مالية لمساعدتها على مجابهة الاوضاع المتأزمة.
وأكد ان الحكومة تسعى من خلال اقرار خطة الانقاذ الى تحقيق النمو الاقتصادي الذي يمرّ حتما عبر الاستثمار وخلق الثروة الوطنية وتحقيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
بإمكان تونس الاستفادة من الأزمة
ولفت إلى أن العمل سيتواصل خلال الفترة القادمة للترويج لتونس كوجهة استثمارية ناجحة خاصة بالنسبة للبلدان الأوروبية التي ينتظر ان تغير خارطة مواقع انتاجها والتخلي عن الأسواق الاسياوية بعد انتهاء ازمة كوفيد -19، حيث يعتزم صناع القرار في منطقة الاتحاد الاوروبي عدم التعويل على التزود من مناطق بعيدة على غرار دول شرق اسيا، وستتجه للبحث عن اسواق قريبة على غرار دول شمال افريقيا.
وتابع قائلا :”استقطاب الاستثمارات الكبرى يحدث خاصة في اوقات الازمات وتونس مطالبة باستغلال الازمة والتعريف بالامتيازات الممنوحة للمستثمرين لاستقطاب رؤوس اموال جديدة”.
اشكاليات مجلة الاستثمار
في سياق اخر، كشف محدثنا ان قانون الاستثمار فيه بعض الاشكاليات، وقد شرعت الحكومة في تقييمه لتدارك نقاط الضعف.
ومن ابرز الاخلالات المسجلة، هو ان الاطار القانوني متشعب ومتعدد النصوص الى جانب تعدد الهياكل المتدخلة في منظومة الاستثمار فضلا عن وجود صعوبات في الانتفاع بالامتيازات الاجتماعية مع تسجيل بطئ في سنّ النصوص القانونية المتعلقة بقانون الاستثمار.