تونس-افريكان مانجر
ورأى القيادي في “النهضة”، محمد القوماني، أن “المصالحة الوطنية تقتضي طرحها في صورتها الجذرية من خلال الاتفاق على بعض نقاط الاختلاف بين البورقيبيين والإسلاميين عبر الاعتراف بالأخطاء”.
و أضاف في حوار للعربي الجديد :”على الدساترة والمنظومة القديمة مثلاً، الاعتراف بتعطيلهم المسار الديمقراطي واحتكارهم الحكم، وعدم فتح المجال أمام المشاركة في الحياة السياسية، وبدورهم، ينبغي على الإسلاميين أن يعترفوا بأن الفكرة الإسلامية في عالميتها، أضعفت الانتماء للفكرة الإسلامية الوطنية، فيما كان ممكناً الوقوف عند هذه النقاط وإقامة المصالحة”.
وحول الوضع الراهن، رأى القوماني أن “التجاذبات السياسية تغلب على اليومي والقضايا الطارئة، إلى جانب عدم استكمال ملف العدالة الانتقالية الذي اُسيئت إدارته من قبل رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين، وهو من أسباب تعثر ملف المصالحة”.
وتحدث القوماني عن “ارتهان بعض الأطراف، التي فقدت مصالحها بالثورة، إلى أجندات خارجية معادية لهذه الثورة، تعمل على تعطيل المصالحة، من خلال النبش في صفحات الصراع من الماضي بين الإسلاميين والدساترة لإعادته إلى الواجهة، إلى جانب عددٍ من الإسلاميين ممن يرون أن مسار العدالة الانتقالية لم يستكمل شروطه، وبقي لديهم عداء لكل ما يرمز إلى المنظومة القديمة”.
وبحسب رأيه، فإن هؤلاء “غير متحمسين لأي تقارب”، مؤكداً “وجود شخصيات من الطرفين رافضة لمسار المصالحة”.
وحول ذلك، أشار القوماني إلى أنه “يوجد داخل النهضة شقّ عارض تجربة التوافق ولا يزال معارضاً لها حتى اليوم، وبالتالي لم يجد الغنوشي المساندة الكافية داخل النهضة لتحقيق مشروع المصالحة الوطنية”. وفي الجهة الأخرى، أكد القيادي في “النهضة”، “وجود أطراف أيضاً، ترفض المصالحة الوطنية”، لافتاً إلى أن “الحزب الدستوري الحر هو التعبير المتطرف و المتعصب للمنظومة القديمة”، على حدّ توصيفه.