مراجعة كراس الشروط المتعلق بتصدير المنتجات الفلاحية واقتراح إحداث جمعية للمنتجين والمصدرين الفلاحيين وإحترام قواعد التصدير ومسالك التوزيع … مثلت أبرز المطالب التي رفعها مجموعة من المنتجين المشاركين في دورة تكوينية نظمتها وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية على امتداد أسبوع واختتمت أشغالها صباح السبت 17 ديسمبر بالمعهد الوطني للبيداغوجيا والتكوين المستمر الفلاحي بسيدي ثابت بمشاركة حوالي 20 منتجا من مختلف ولايات الجمهورية .
وذكرت مديرة مساندة الباعثين بوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية منية بن رمضان أن هذه الدورة تهدف الى تأهيل الباعثين وأصحاب المشاريع المنتجة القابلة للتصدير و أنها تتضمن حصصا تكوينية خاصة في مجالات جودة المنتوج الفلاحي والتعريف بالامتيازات الجبائية والمالية و الإجراءات الإدارية الخاصة بالتصدير . ووصفت السيد منية بن رمضان منظومة عملية التصدير بالمتشعبة مشيرة إلى أن إيجاد أسواق خارجية يعد من أهم العوائق التي يواجهها المصدرون.
في ذات السياق شدد المقدم رياض هلال (الإدارة العامة للديوانة مكتب المؤسسات المصدرة) خلال مداخلته على ضرورة تبسيط الإجراءات الديوانية المتعلقة بالتصدير خاصة منها التصاريح الديوانية مؤكدا أنه لا وجود لعوائق ديوانية في هذا المجال وأن جل الإجراءات تعد مبسطة كما أن المصدّر غير مطالب بالإلمام بها لأنها من اختصاص الوسيط الجمركي .
من جانبهم عبر المنتفعون بهذه الدورة التكوينية عن جملة من المشاغل التي يواجهونها,حيث أكد حاتم الزحاف(صاحب مشروع لتعليب زيتون الطاولة بولاية صفاقس) أن مشروعه لا يزال معطلا بسبب كراس الشروط المنظم للمهنة و الذي وصفه بالصعب و بأنه لا يستجيب لتطلعات المنتجين والمصدرين الصغار.وابرز أيضا أن مثل هذه الدورات التكوينية من شانها أن تساعد المنتجين و توفر لهم المعلومة والتأطير وتضعهم أيضا على الطريق الصحيح وأنها أفضل بكثير من مجرد الاكتفاء بمنح الامتيازات والمساعدات.
ويقول كذلك حميدة الشريف(مصدّر) انه يجب العمل على مساندة المصدر من خلال مزيد تقديم الحوافز وإعطاء الفرصة للفلاح الصغير حتى يتمكن من تصدير منتوجاته خارج إطار المجامع, كما طرح أيضا خلال هذه الدورة فكرة إحداث الجمعية التونسية للمنتجين والمصدرين الفلاحين التي ستعمل على تنمية العلاقات المهنية بين الفلاحين بكامل تراب الجمهورية وعلى تبادل الأفكار والتجارب بين جميع الأطراف المتدخلة مشيرا إلى انه سيتم تركيز مقرات فرعية لهذه الجمعية بالخارج حتى تتيح الفرصة للمنتجيين والمصدرين الصغار لترويج منتجاتهم.
وتدخل بشير القبودي (مصدّر) ليقول: “القطاع الفلاحي يجب أن يحظى بالاهتمام مثله مثل القطاعات الأخرى , فمسالك التوزيع التي يجهلها المنتج و كذلك المصدّر وغياب منظومة واضحة ترافق الفلاح لضمان عنصر الجودة هي العوائق الأولى التي تعترضنا إضافة إلى غياب المعلومة والإرشاد حول متطلبات الأسواق الأوروبية والأسواق بصفة عامة وكذلك الإشكال المتعلق بالنقل وتوفير الوسائل الكفيلة بذلك خاصة على ذمة المصدرين الصغار.”
واختتم اللقاء بصياغة جملة أخرى من المقترحات المتعلقة بالأساس بضرورة التكثيف من مثل هذه الدورات التكوينية والتأكيد على احترام قواعد التصدير وإدراجها ضمن حلقات مقبلة ,كما وجه بعض الحضور انتقادات تمثلت في أن الدورة ركزت على البعد النظري أكثر من البعد التطبيقي.