تونس- افريكان مانجر
من المنتظر أن تشرع وزارة الصحة في غضون الفترة القليلة المقبلة في استغلال مشروع جديد لمراقبة المياه الصالحة للشرب عن بعد، ووفقا لما أفاد به مدير إدارة حفظ الصحة وحماية المحيط محمد الرابحي ل “افريكان مانجر” فإنّ هذا المشروع هو الأول من نوعه في إفريقيا وسيتمكن من خلاله أعوان المراقبة الصحية بالتفطن الى كلّ الاخلالات وحالات التلوث الإبّان والتدّخل لتداركها وذلك بالتعاون مع الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه.
تونس الكبرى كمرحلة أولى
وكمرحلة أولى سيشمل المشروع الجديد المُقدرة كلفته بنحو مليون دينار، تونس الكبرى والتي يقطنها مليوني ساكن ليتمّ تعميم التجربة في مرحلة لاحقة على المدن الكبرى ثمّ المدن الداخلية وفق ما أكده محمد الرابحي.
ويأتي مشروع مراقبة جودة المياه في وقت أكد فيه بعض المواطنين تلوّث مياه “الصوناد”، كما كشف تقرير سابق لدائرة المحاسبات أن الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه لم تطبق سوى 35 % من المواصفات في مجال مراقبة المواد السامة بالمياه الصالحة للشرب مما قد يشكل خطرا على صحة المستهلكين.
وأضاف التقرير ان التحاليل التي أجرتها مخابر الصوناد على المواد الكميائية المحتمل وجودها بمياه الشرب لم يتعدى نسبة 60 %.
كما أشار إلى عدم شمولية التحاليل التي تقوم بها الشركة بخصوص جودة المياه وعدم احترامها الوتيرة اللازمة لأخذ العينات وفقا للمواصفات التونسية.
وبين التقرير ان عديد المناطق لا تزال تتزود بمياه تتجاوز درجة ملوحتها 2 غ/ل وفاقت هذه النسبة 3غ/ل ببعض المناطق مقابل 5ر1غ/ل كنسبة قصوى مستهدفة.
مياه ملوثة…مسألة واردة
وأفاد مدير إدارة حفظ الصحة أنّه من الوارد ان تكون مياه “الصوناد” ملوثة في بعض الحالات، مشيرا إلى انه وبدخول الشبكة الجديدة حيز الاستغلال سيتمّ معرفة نسب التلوّث أيضا الناجمة عن تسرّب مياه التطهير ” الأوناس ” إلى مياه الشرب.
وأفاد مدير إدارة حفظ الصحة أن التقنية الجديدة ستمكن من قيس نسبة راسب الكلور في الماء والتأكد من وجود مواد كيميائية من عدمها.
“الصوناد” تتمسك بجودة المياه وسلامتها
كما ارجع البعض ارتفاع معدلات الإصابة بمرض فيروس الالتهاب الكبدي “البوصفير” وامراض الكلى الى تلوث المياه الصالحة للشراب.
يُشار الى ان الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه شدّدت في اكثر من مناسبة على أنّها تقوم بوضع التنظيم المحكم والآليات الضرورية لمتابعة ومراقبة جودة المياه الموزعة على المستويين البكتريولوجي والفيزيوكيميائي باعتماد أجهزة متطورة للتعقيم الآلي وذلك على مستوى كل مراحل الانتاج والمعالجة والتوزيع.
كما أكدت انها تقوم يوميا برفع عينات من هذه المياه بكامل تراب الجمهورية وتحليلها في مخبر الشركة بغدير القلة ومعهد باستور، بالنسبة لتونس الكبرى، وفي مخابر الشركة والمستشفيات الجهوية، بالنسبة لباقي جهات البلاد، وذلك لضمان مراقبة مضاعفة وتمكين وزارة الصحة العمومية من المتابعة اليومية للمياه الموزعة بكامل تراب الجمهورية.
وذكرت في سياق متصل انها تقوم سنويا برفع حوالي 52 ألف عينة من المياه وتحليلها وقد بلغ معدل الحالات السليمة خلال السنوات المنقضية نسبة 98،5٪ وهي تعتبر جيدة مقارنة مع الحد الأدنى (95٪) المبين بالمواصفات التونسية (NT09-14).
كما أوضحت أن صلوحية مياه الشرب لا يتم البت فيها عن طريق آراء شخصية غير مؤهلة بالاعتماد على الطعم أو المذاق.
بسمة المعلاوي