تونس- افريكان مانجر
تفاقمت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة الإعتداء على الملك العمومي للدولة، وذلك استنادا الى ما أكده محمد بن غفار رئيس جمعية مشيدي تونس، مشددا على ضرورة الإسراع بسنّ تشريعات جديدة للحدّ من التجاوزات والمخالفات.
وقال غفار في حوار مع ” افريكان مانجر” إنّ تنامي الاعتداءات باتت اليوم تهدد الملك الغابي والبحري للدولة، وأضاف أنّ حملات إزالة الانتصاب الفوضوي ساهمت جزئيا في “تحرير” الطرقات، غير انها تبقى غير كافية.
وفي ما يلي نص الحوار كاملا:
تونس- افريكان مانجر
- هل تمكن المنظومة التشريعية الحالية من المحافظة على الملك العمومي بمختلف أنواعه، وحمايته من كلّ الاعتداءات؟
تفاقمت المخالفات المتلعقة بالاعتداء على الملك العمومي (البحري، الغابي، المياه، الاودية…) خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، ومقارنة بالسنة الماضية لم نسجل أي تحسن، ورغم غياب الأرقام الرسمية بخصوص الظاهرة فإنّ كل المؤشرات التي تتحوز بها الجمعية – حتى من خلال المشاهدة بالعين المجردة – تُؤكد استباحة الملك العمومي.
وتتطلب الوضعية الراهنة إعادة النظر في القوانين ووضع آليات للمحافظة على الثروة الوطنية.
- ما مدى مساهمة حملات إزالة الانتصاب الفوضوي في التقليص من الاستغلال المفرط للطريق العام وتحرير الأرصفة والشوارع؟
ما من شك أنّ الحملات المكثفة والواسعة التي إنتظمت مؤخرا، ساهمت جزئيا في “تحرير” الأرصفة الخاصة بالمترجلين في مختلف الولايات، غير أنّها غير كافية ويمكن أن تكون مؤقتة.
والاعتداءات على الطرقات تنتشر خاصة بالمدن الكبرى وداخل المناطق العمرانية شوهت صورة العاصمة والعديد من المناطق امام السياح، ومن غير المعقول ان تتحول الأرصفة الى مقاهي أو فضاءات لبيع “الفريب” و”البلاستيك”….
والحلّ في حزم البلديات مختلف الأطراف المتداخلة لتطبيق القوانين وردع كل المخالفين.
- ماذا عن الاعتداءات المسجلة على ملك الدولة الغابي؟
الاعتداءات التي تطال الملك العمومي الغابي تتكرر بشكل مستمر بالرغم من أنّ الملك الغابي الخاص يخضع بدوره الى تراتيب معينة تُحدد طريقة استغلاله.
ومع ذلك سجلنا أشكالا مختلفة للاعتداءات بهدف تغيير صبغة الأرض، ونسبة كبيرة من الحرائق التي أضرت بالغابات والمحاصيل الزراعية كانت مفتعلة كما تم تسجيل عدد هام لحالات قطع الأشجار بصفة فوضوية وهو ما نتج عنه تضرر مساحات واسعة من الغطاء الغابي، والغاية منها ادخال الأراضي في الاستغلال الاقتصادي والسكني، وخير دليل على ذلك هو ارتفاع عدد الفيلات والمنازل على سفوح الجبال.
وقد رصدنا تضررا كبيرا للغابات جراء الحرائق، فمثلا المنطقة الغابية في منطقة “الصمادية” بمعتمدية بنزرت الشمالية، تقريبا اندثرت بشكل كامل، بالإضافة الى تضرر عدد من الغابات سواء في جندوبة او طبرقة…
أيضا، الملك العمومي البحري يواجه اعتداءات متكررة من قبل “صائدي العقارات”.
- ماهي الحلول المقترحة لحماية ملك الدولة العمومي؟
تداخل المتصرفين والمستغلين للملك العمومي يحول دون تطبيق القوانين ويعرقل عملية الردع، ونحن اليوم في أشد الحاجة لتشريعات جديدة وصرامة اكثر والضرب بيد من حديد على المخالفين.
وفي هذا الاطار، قامت وزارة التجهيز والتهيئة الترابية بإعداد أمثلة توجيهية للتوسع العمراني وتطوير المناطق الحساسة، والتي حُددت بـ 19 منطقة تهم أساسا الشريط الساحلي وجزيرة جربة والوطن القبلي….
وما يجهله البعض هو أن غابات اقصى الشمال أغلبها اصطناعي ذات طابع حمائي، باعتبار أنّ الشمال التونسي هو منطقة كثبان رملية متحركة وتم تكثيف الزراعات لتشجير الكثبان الرملية.
تفاقم ظاهرة الاعتداءات باتت اليوم تهدد هذه المناطق بالتصحر، فيما تواجه مناطق ساحلية أخرى خطر الانجراف البحري.
- صرحتم في وقت سابق أنّ المستلزمين العموميين يرتكبون مخالفات ضد الملك العمومي ، كيف ذلك؟
المستلزمون العموميون (الستاغ والصوناد وديوان التطهير والاتصالات) يتحملون بالفعل، مسؤولية تردّي عدد هام من الطرقات في المناطق العمرانية، ذلك ان الشركات المذكورة تتعمد القيام بإصلاح وصيانة الشبكات التابعة لها، ولا يقومون في اغلب الحالات بإرجاع الطريق لحالتها التي كانت عليها.