تونس-افريكان مانجر
قال مدير التعاون الاقتصادي و التجاري بوزارة التجارة وتنمية الصادرات الازهر بنّور ، ان تونس تتقدم بخطى ثابتة في تطور معاملاها في اطار اتفاقية السوق المشترك لدول الشرق والجنوب الافريقي “الكوميسا”.
و اعتبر بنور في حديث لافريكان مانجر ، بان تونس رغم انظمامها بصفة متأخرة نسبيا (سنة 2019 ) لهذه الاتفاقية ، الا انها ماضية في كسب الوقت و الاستفادة اكثر ما يمكن من هذه “المجموعة الاقتصادية الضخمة “على الصعيد المحلي و الاقليمي .
و “الكوميسا ” هى اتفاقية السوق المشتركة لدول الشرق والجنوب الأفريقي، ويعد التجمع أحد الدعامات الرئيسية للجماعة الاقتصادية الأفريقية التي تم إقرارها في قمة أبوجا لعام 1991، إذ أن هدف إنشاء التجمع هو إلغاء كافة القيود التجارية فيما بين دول أعضاء التجمع تمهيدًا لإنشاء وحدة اقتصادية للمنطقة، وهو ما يخدم تحقيق هدف الوحدة الأفريقية في التحليل الأخير، وقد تمّ إنشاء الكوميسا في ديسمبر عام 1994 خلفًا لمنطقة التجارة التفضيلية التي بدأت في عام 1981، وتستضيف العاصمة الزامبية لوساكا مقر سكرتارية الكوميسا.
و اشار ذات المصدر ،الى ان تونس قدمت عديد المقترحات في اطار “الكوميسا ” ، معلالا ذلك باستفادة العديد من رجال الاعمال و صاحبات الاعمال في الخطوات العملية التي تبذلها الحكومة التونسية في هذا الاتجاه .
و أوضح ممثل وزارة التجارة ، بان تونس من خلال هذه الاتفاقية تعمل على بناء اساس متينة لتكون صدرات بلادنا من السلع و الخدمات “متواصلة في الزمن و في المجال الجغرافي عبر تسهيل تواجد المؤسسات الاقتصادية التونسية في القارة الافريقية .”
دول جديدة للتصدير
وشدد محدثنا بانه بعد انضمام تونس لهذه الاتفاقية ،اصبحت عديد الشركات التونسية قادرة على التصدير في اتجاه دول “الكوميسا ” المتكونة من 21 بلدا ، لافتا الى انه قد تم تصدير المنتوجات التونسية لبلدان افريقية لم يسبق و ان قامت تونس بالتعامل معها على غرار كينيا “و التي انطلقنا منذ سنة 2020 في تصدير مادة زيت الزيتون المعلب، بالاضافة الى كل من مداغشقر و السيشال .
و تحدث في ذات السياق على ان “عديد من منتوجات الصناعات الغذائية على غرار المعجنات اصبحت تصدر الى الدول الافريقية بفضل هذه الاتفاقية .
و اوضح بان المؤسسات التونسية اصبحت تعي عن طرق هذه الاتفاقية باهمية السوق الافريقية ، مشددا على انه و على غرار معاملاتنا التجارية مع مصر اصبحنا نتعامل في اطار “الكوميسا ” و ليس في اطار التجارة الحرة العربية باعتبار ان الاجراءات المعتمدة فيها أسهل و اسرع .
اتفاقية ليست بالعادية
و اعتبر بنور بان “الكوميسا” ليست بالاتفاقية العادية على غرار اتفاقيات التبادل الحر بين البلدان بل فيها جانب مهم على غرار الاستثمار و الشراكة و الاعتراف بشهادة المنشأ و عدم تطبيق معاليم ديوانية أو جبائية اضافية حيث انها تراعي مبدأ “النوع الاجتماعي ” بحسب قوله .
في ذات السياق ، اشار الى وجود عديد اتفاقيات التبادل الحر الممتازة على الورق لكن المستثمر يجد نفسه امام عديد العراقيل و المعوقات عند التصدير و ذلك على عكس المعمول به في اطار “اتفاقية الكوميسا ” حيث يوجد بحسب بنور فريق عمل كامل يهتم بتذليل الاشكاليات الخاصة بالمستثمرين و العمل على حلها بشكل مباشر و في الوقت المناسب.
ثالث شريك استراتيجي لتونس
و افاد مصدرنا بان القارة الافريقية تمثل ثالث شريك استراتيجي لتونس و ذلك بعد اوروبا و المغرب العربي على التوالي ، و حيث تسعى الدولة التونسية على بقاءها في صدارة ترتيب الشركاء الاقتصاديين لبلادنا بحسب تعبيره .
و أكد بان ما يتم تصديره الى القارة الافريقية هي من المنتوجات المحلية الصنع بنسبة مائة بالمائة ، مقابل ما يتم تصديره الى الاتحاد الاوروبي مثلا و الذي يخضع لقانون 72 .
وتضم اتفاقية السوق المشترك لدول الشرق والجنوب الافريقي “الكوميسا” 21 دولة هم: مصر، السودان، إريتريا، إثيوبيا، بوروندي، رواندا، جزر القمر، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجيبوتي، وكينيا، مدغشقر، مالاوي، موريشيوس، أوغندا، اسواتيني، زامبيا، ليبيا، سيشيل، زيمبابوي، الصومال، تونس.