تونس- افريكان مانجر
تعزز نسيج الوحدات الفندقية، مؤخرا، بدخول 3 مشاريع ضخمة طور الإستغلال، وهو ما يعكس الثقة في الوجهة السياحية التونسية، بحسب ما أكده مدير عام الديوان الوطني التونسي للسياحة نزار سليمان.
تونس جاذبة للاستثمار
وأفاد المصدر ذاته في حوار خصّ به موقع “افريكان مانجر” أنّ حجم الإستثمارات في القطاع السياحي خلال سنة 2021 قدر بنحو 450 مليون دينار مقابل مليار دينار سنة 2020، مشيرا إلى أنّ أشغال المشاريع لم تتوقف حتى في ظلّ أزمة كورونا ممّا يؤكد أنّ بلادنا وجهة جاذبة للاستثمار، قائلا “تونس تتوفر فيها العديد من مقومات الجذب السياحي”.
وقد تم الشروع في استغلال نزل Novotel – accor بالبحيرة 2 والوحدة الفندقية Mariott بكلّ من سوسة وتونس العاصمة، استنادا إلى ما ذكره سليمان.
وإعتبر أنّ المؤشرات الحالية إيجابية لاسترجاع النشاط وعودة عدة أسواق سيما في ظلّ التعافي من أزمة كورونا التي خلفت تراجعا غير مسبوق للعائدات المالية للقطاع السياحي، وأبرز أن التقدم الكبير في حملات التلقيح ضدّ كوفيد-19 وتحسن الوضعية الوبائية في العالم سيُعجل باستعادة النشاط السياحي لنسقه العادي.
ارتفاع بـ 50 % في عدد الوافدين على تونس
وسجلت تونس منذ مطلع سنة 2022 إلى غاية موفى شهر فيفري زيادة بـ 50 % في عدد السياح من مختلف الجنسيات مقارنة بنفس الفترة من سنة 2019، و”هو ما يسمج لنا بالحديث عن عودة النشاط.. وهدفنا تحقيق 60 بالمائة من النتائج المسجلة خلال 2019″.
جدير بالذكر أنّ تونس استقبلت خلال 2019، 9,5 مليون سائح فيما بلغت عائدات القطاع 5,6 مليار دينار.
وردّا على سؤال يتعلق بمدى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية، قال المدير العام ” ننتظر ما ستؤول اليه هناك والتي سيكون لها اثر سلبي اذا تمادت خاصة مع تسليط عقوبات اقتصادية على روسيا”، لافتا في هذا الصدد أنّ السوق الروسية من أهم الأسواق لتونس بالنسبة لليالي المقضاة، وبلادنا تستقبل سنويا نحو 600 ألف سائح روسي.
السياحة الداخلية… خيار استراتيجي
وفي سياق متصل، أكد أن السياحة الداخلية ركيزة أساسية للاقتصاد التونسي وهي “اليوم خيار استراتيجي لا ظرفي تلعب دورا كبيرا في دفع القطاع والارتقاء به”، مشددا على أن التونسيين أنقذوا القطاع في عدة مناسبات.
وكشف أنّ التوجه الحالي يرمي الى تحفيز الطلب على السياحة الداخلية نظرا لما تزخر به تونس من تنوع طبيعي وثراء ثقافي وتاريخي بالإضافة إلى تعدد الأنشطة والمرافق السياحية التي تتناسب مع إمكانيات مختلف شرائح المجتمع التونسي وفئاته، كما يتم العمل على إيجاد صيغة لتمكين التونسيين من أسعار التفاضلية بما يتماشى ومقدرتهم الشرائية.
وحول وضعية النزل، أفاد المدير العام أنّ تونس تأمل ان تفتح مختلف الوحدات الفندقية ابوابها خلال هذه الصائفة.
وتتواصل خلال سنة 2022 الحملة الدعائية والاتصالية التي أطلقها الديوان الوطني للسياحة منذ سنة 2021 بهدف الترويج للسياحة الداخلية بحسب ما اعلنه المتحدث، مشيرا إلى ان السياحة قطاع حيوي وتساهم بنسبة 8 بالمائة من الناتج المحلي الخام وهي مصدر رئيسي لجلب العملة الأجنبية وثاني أكبر مشغل بعد القطاع الزراعي.
وبيّن نزار سليمان ان وزير السياحة يعكف في الوقت الراهن على عقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع سفراء البلدان الأجنبية ومتعهدي الرحلات لاستعراض أوجه التعاون الثنائي المالي والفني وآفاق تطويره في النهوض بالقطاع ودفع نسق إحداث المشاريع السياحية.
وأكدت مختلف الوفود الأجنبية على أن تونس من الوجهات السياحية المفضلة معبرين عن استعدادهم لحسن انطلاق الموسم القادم في أفضل الظروف.
ويقول المصدر ذاته، إنّ تونس تسعى لجعل السياحة الصحراوية ركيزة أساسية في السياحة الأجنبية مشيرا إلى منطقة الجنوب التونسي من أفضل الوجهات في الشتاء والدولة تراهن عليها كأحد مخارج الأزمة.
وتعمل وزارة السياحة على إتمام مخطط استرجاع النشاط السياحي الذي سيعرض قريبا على انظار مجلس وزاري للمصادقة عليه، بهدف عودة السياحة الى مستويات ما قبل الجائحة.