تونس – افريكان مانجر
مازال المشهد السياسي في تونس لم يتشكل بعد، ومازالت كل السيناريوهات مفتوحة على كلّ الاحتمالات. سيما وأنّ حزب حركة النهضة صاحب المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية بعد حزب حركة نداء تونس لم يُحدّد بعد الشخصية التي سيدعمها خلال الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها يوم 23 نوفمبر الجاري.
مشاورات متواصلة
وكانت صناديق الاقتراع قد أفرزت فوز حركة نداء تونس ب 89 مقعدا مقابل 69 مقعدا لحزب النهضة في انتظار ما ستفرزه صناديق الاقتراع الخاصة بأول انتخابات رئاسية تشهدها تونس منذ ثورة 14 جانفي. ومازالت المشاورات متواصلة الى غاية كتابة هذه الاسطر داخل مجلس شورى حركة النهضة لاختيار مرشح تدعمه في السباق نحو قصر قرطاج.
ورغم أنّ العديد من المواقع الإخبارية تناقلت خبرا مفاده ان النهضة حصرت نقاشها في 5 أسماء، إلا أنّها سارعت إلى إصدار بلاغ أكدت خلاله ان هذا الخبر لا أساس له من الصحة. كما قالت إنّها لم تحسم بعد قراراها في الموضوع وأنها لا تحصر النقاش في أسماء بعينها من 27 مرشح للرئاسة.
وتشمل القائمة كل من المنصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر واحمد نجيب الشابي وعبد الرزاق الكيلاني وحمودة بن سلامة.
صفات الرئيس فقط
وتُفيد آخر التسريبات من مجلس شورى حركة النهضة بإمكانية تأجيل قرار الحركة بخصوص دعمها لمرشح للانتخابات االرئاسية الى الدورة الثانية.
وستقتصر الحركة على مد انصارها بمواصفات الرئيس القادم في الدورة الاولى من الانتخابات. وفي المقابل أكدت انها ستعمل على الدفع نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية.
من جانبه أكّد القيادي بحركة النهضة عامر العريض في تصريح صحفي ان مجلس الشورى المنعقد منذ أمس لم يحسم بعد في شخصية لمساندتها في الانتخابات الرئاسية مشيرا الى إمكانية الاقتصار فقط على تحديد صفات الرئيس المقبل دون تقييد أنصارهم باسم معين.
وفي هذا السياق قال القيادي في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي ان موقف الحركة بخصوص ملف الانتخابات الرئاسية والتشارك في الحكم وطبيعة الحكومة ونوعيتها سيكون واضحا على أقصى تقدير يوم الجمعة القادم.
وأضاف الجلاصي في إطار اجتماع مجلس الشورى “نحن لم نتحدث بالقدر الكافي مع كل المترشحين”.
النهضة في “ورطة”
وفي انتظار ما ستفرزه الساعات القليلة من مواقف وقرارات قد تُغير من الخارطة السياسية في تونس، فقد دعا عدد من المراقبين الى ضرورة عقلنة العملية السياسية في تونس مقارنة بقترة ما بعد الثورة التي ضعفت فيها الدولة مشددا على ضرورة ان يتحمل السياسي مسؤوليته في استرجاع الدولة لهيبتها.
من جانبه قال رئيس مركز دراسات الإسلام والديمقراطية رضوان المصمودي في تعليقه على مبادرة مصطفى بن جعفر وخاصة نقاشات حركة النهضة حول دعم أحد المترشحين للانتخابات الرئاسية إن حركة النهضة في ورطة حاليا.
وأوضح المصمودي في تصريح اعلامي أن ذلك يعود إلى أن الحركة لم ترشح أحدا من داخلها للاستحقاق الرئاسي وأن الطريق أمام رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي مفتوح للفوز، مشيرا إلى أنها قد تتجه إلى عدم دعم أي طرف.
رزنامة الانتخابات الرئاسية
وللإشارة فان الحملة الانتخابية للدورة الاولى للانتخابات الرئاسية انطلقت يوم اول امس 1 نوفمبر الجاري ليكون يوم الصمت الانتخابي الخاص بها يوم 22 من نفس الشهر ويوم اقتراع التونسيين المقيمين بالخارج ايام 21 و22 و23 نوفمبر.
اما الانتخابات الرئاسية داخل تونس فسيكون يوم 23 نوفمبر ليتم التصريح بالنتائج الاولية لهذه الدورة وكأخر اجل يوم 26نوفمبر والنتائج النهائية يوم 21 ديسمبر 2014.
وضبطت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تاريخ 28 ديسمبر 2014 اخر أجل لإجراء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي سيتم التصريح بنتائجها الاولية في حال تنظيمها يوم 31 ديسمبر وبنتائجها النهائية بعد البت في الطعون يوم 25 جانفي 2015 كأجل أقصى.