تونس –افريكان مانجر
أكد مراقبون أنه لا خيار أمام حركة نداء تونس ,الذي بدا في صدارة نتائج الانتخابات الأولية ,إلا التحالف مع حركة النهضة الإسلامية و التي تليه مباشرة في الترتيب، لتكوين حكومة يتم تمريرها في البرلمان القادم وستحكم تونس لمدة خمس سنوات .
وأظهرت النتائج الأولية لانتخابات 26 أكتوبر 2014 حصول حزب نداء تونس على أغلبية المقاعد بالبرلمان القادم بينما احتلت حركة النهضة الإسلامية المرتبة الثانية بنسبة محترمة من المقاعد البرلمانية تمكنهما من تكوين حكومة قادمة بأغلبية مريحة وحتى بدون تحالف مع أحزاب أخرى .
وتوقع متابعون للشأن السياسي في تونس أن يتم التحالف بين حزبي النهضة و النداء باعتبار أنهما يضمان وحدهما الأغلبية المطلقة لتكوين حكومة )109( مقعدا .علما و إن كلا الحزبين عبرا قبل الانتخابات عن استعداهما لتكوين حكومة وطنية في حال فازا بالأغلبية .
لا حل أمام النداء إلا التحالف مع النهضة
في هذا السياق أكد رئيس مركز الإسلام و الديمقراطية رضوان المصمودي في تصريح” لافريكان مانجر “على أن أفضل حل بالنتائج التي أفرزتها انتخابات 26 أكتوبر هو تحالف كل من حزب نداء تونس و النهضة و بعض الأحزاب الأخرى لتكوين حكومة وحدة وطنية .
و شدد المصمودي على أن نظام الحكم البرلماني الذي تم وضعه بعد الثورة مبني على التحالفات الحزبية مشددا على أن لا حل أمام النداء و النهضة بهذه النتائج سوى التحالف في حكومة قادمة مراعاة لمصلحة تونس .
من جهة أخرى قال محدثنا إنه في حال قرر نداء تونس عدم التحالف مع النهضة و التحالف مع بقية الأحزاب “ذات التمثليات الصغيرة في البرلمان ” فذلك سيفرز حكومة غير مستقرة مبنية على “الابتزاز الحزبي ” و يمكن إسقاطها بسرعة و في أسبوع أو شهر قائلا بان هذا الحل لا يمثل حلا ايجابيا للاستقرار السياسي و الاقتصادي للبلاد .
النداء تقبل ما تسميه بـ”التعايش” الحكومي
و في هذا السياق أكد القيادي في حزب نداء تونس خميس قسيلة في تصريح “لافريكان مانجر ” أن انتخابات 26 أكتوبر أجابت عن حاجة البلاد لقيادة القوى الحداثية و التقدمية لها و أن النتائج هذه الانتخابات طمأنت الشعب التونسي من زوال المشروع الإسلامي و من تنحيته من الصدارة .
قال بان ما تبقى من مسائل كتكوين للحكومة القادمة يبقى لنتائج الصندوق النهائية الحسم في تركيبة الحكومة القادمة مشيرا إلى قرار الحزب مسبقا بالتحالف مع القوى الديمقراطية إلا أن “ما اسماه بالتعايش الحكومي ” فذلك تحكمه نتائج الصناديق الاقتراع حول عدد المقاعد الخاصة بكل حزب ,مشددا على “اختلاف معنى التحالف و معنى التعايش الحكومي “.
قيادي بالنهضة لا يستبعد التحالف
من جهة أخرى قال قيادي بحركة النهضة” لافريكان مانجر” رفض الإفصاح عن اسمه بان الحركة الآن في محل دراسة لنتائج الانتخابات التي ستفرزها صناديق الاقتراع و بأنه لا مانع لدى الحركة في التحالف مع نداء تونس في إطار حكومة وطنية .
يذكر أن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي كان قد التقى ورئيس حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي يوم 15 أوت من سنة الماضية في باريس بوساطة رئيس الحزب الوطني الحر سليم الرياحي.
و المفاجئ في الأمر بأن الثلاثة المجتمعين في باريس تواجدوا اليوم على رأس نتائج الانتخابات التونسية و ذلك وضمن كوكبة الأحزاب الثلاثة الأولى.
مها قلالة