تونس-افريكان مانجر
كشفت صفحة غير رسمية و مقربة من الجيش الوطني على موقع التواصل الاجتماعي بعضا من خفايا استقالة رئيس أركان جيش البر التونسي محمد الصالح الحامدي في ظل تكتم شديد من السلطات الرسمية عن الأسباب الحقيقة لهذه الاستقالة . ففي حين عللت وزارة الدفاع الاستقالة بأسباب شخصية ، فضلت رئاسة الجمهورية التحفظ عليها .
و استنادا لما أسمته الصفحة مصادر من القصبة وباب منارة عرضت الصّفحة أربعة أسباب ينقلها “افريكان مانجر بكل تحفظ :”
السبب الأول
الصراع الذي أصبح مفتوحا بين الجنرال ووزير الدفاع غازي الجريبي، حيث تشير مصادر القصبة إلى جلسة عاصفة جمعت منذ أسبوعين الرجلين برئيس الحكومة أعرب فيها الجنرال عن تذمره من سياسة الوزير واعتباره السيطرة على دواليب الوزارة ووضع أتباعه في المناصب الحساسة أولوية على تحسين القدرات العملياتية للجيش في مواجهة الإرهاب.
و في هذا الاجتماع تفاجأ الوزير بموقف الجنرال ، فعلا صياحه وهدّده باتخاذ إجراءات صارمة ضده لتجرئه على انتقاد طريقة إدارته للوزارة أمام رئيس الحكومة.
السبب الثاني
عدم تعاون الأمن العسكري مع القوات البرية المنتشرة في الشعانبي ، وعدم مدها بالمعلومات الواردة عليها من وزارة الداخلية بتاريخ 10 ثم 16 جويلية، مما تسبب في المجزرة التي أوقعت خمسة عشر قتيلا من بين الجنود. هذا السلوك فهم منه الجنرال أن هناك رغبة من الوزير الذي تتبعه إدارة الأمن العسكري في تحميل الجنرال مسؤولية المجزرة ودفعه بذلك إلى الاستقالة لعدم الكفاءة في القيادة.
السبب الثالث
الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة مهدي جمعة للجزائر حيث رفض الجنرال رفضا باتا فكرة السماح للقوات الجزائرية بدخول التراب التونسي، لأن ذلك يعني أن أي قتيل سيسقط بين التونسيين سيكون كارثة باعتبار أن قوة عسكرية أجنبية قد قتلته، وهو أمر لا يسمح به الدستور الجزائري ولا قواعد الاشتباك والقوانين التونسية.
هذا الموقف كان موقف الجزائريين أيضا ، مما أحرج رئيس الحكومة ووزير الدفاع، اللذين تجاهلا الجنرال تماما ولم يوجها إليه أي كلمة طيلة المهمة في الجزائر. تميز الحامدي خلال هذا الاجتماع بتأكيده على سيادة الجيش الوطني على التراب التونسي، مما جعل المهدي جمعة وغازي الجريبي يعتبرانه مسؤولا عن فشل الزيارة، تلك الزيارة التي كال فيها الوزير الأول الجزائري الصفعات للمهدي جمعة وللسيادة التونسية ولم يكن هناك سوى الجنرال الحامدي تقريبا الذي واصل اتباع نفس موقفه القديم في عدم السماح بانتهاك حرمة الأراضي التونسية وعدم اتخاذ مكافحة الإرهاب ذريعة للسماح بالتدخل الأجنبي، وخاصة الأمريكي والفرنسي، في الشؤون التونسية .
السبب الرابع
اعتبار الحامدي رجل المنصف المرزوقي الذي جاء به من ليبيا حيث كان ملحقا عسكريا وقام بترقيته وتعيينه قائدا لأركان جيش البر، وهو ما جعل وزير الدفاع يعتقد أنه لن يستطيع كسبه إلى صفه أبدا، فبقي ينتظر أية فرصة للإطاحة به، ولكن الحامدي نفسه هو الذي منحه هذه الفرصة باستقالته.
أخطاء تكتيكية و عسكرية
في مقابل ذلك قدم رئيس تحرير إذاعة موزاييك ناجي الزعيري أسبابا أخرى لهذه الاستقالة تتمثل أساسا في المعلومات التي تحصل عليها رئيس الحكومة مهدي جمعة خلال زيارته الأخيرة للجزائر و التي تفيد بغياب أي شكل من أشكال المطالبة من قبل جيش البر بتقديم المساعدة الاستخباراتية الجزائرية لفائدة تونس في حربها ضد الإرهاب ومطاردة المجموعات الإرهابية المتواجدة في الشعانبي، فضلا عن عدم وجود أي تنسيق من الجانب التونسي.
و أفاد الزعيري بوجود دوافع أخرى جعلت الجنرال الحامدي يتنحى عن منصب رئاسة أركان جيش البر والمتمثلة أساسا في بعض الأخطاء التكتيكية العسكرية في مواجهة الإرهاب ، خاصة و أن تدخل جيش البر لملاحقة الإرهابيين ونجدة الجنود عقب الهجوم الإرهابي بالشعانبي في 16 جويلية والذي خلف 15 شهيدا، كان بعد ساعات من الهجوم إلى جانب أخطاء في التمركز وضعف التغطية والإرشاد.
و للإشارة فإن كلا من وزارة الدفاع و رئاسة الحكومة قبلتا استقالة الحامدي و بدأتا تدرسان في الضباط المقترحين لخلافة الحامدي ليتم اختيار واحد منهم لهذا المنصب باعتماد مقاييس نظافة اليد والحياد السياسي والخبرة والأقدمية بحسب ما أعلنه الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية اليوم .