تونس-افريكان مانجر
أفاد مدير عام المجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والالبان كمال الرجيبي، ، اليوم الخميس 29 سبتمبر 2022 ، ان تونس و على غرار عديد الدول عاشت تداعيات عديدة لجائحة كورونا و موجة الجفاف التي اكتسحت العالم مؤخرا بالاضافة الى الحرب الروسية الاوكرانية و مخلفاتها على سلاسل الانتاج .
و قال الرجيبي ، بان تونس لم تكن بمنأى عن كل هذه العوامل التي اثرت بصفة مباشرة على منظومة الحليب و الالبان واصفا اياها “بمنظومة السيادة الغذائية للدولة التونسية ” حيث انها تمثل 25 بالمائة من الانتاج الحيواني و 11 بالمائة من الانتاج الفلاحي و 7 بالمائة من قيمة الصناعات الغذائية و 40 بالمائة من اليد العاملة في هذا القطاع بحسب قوله.
و تحدث ذات المصدر عن اهمية الحفاظ عن هذه المنظومة و تطويرها و التفاعل معها بصفة ايجابية ، مع العمل على اغراء الفلاح للاقبال على هذا النشاط الذي اصبح يتهرب منه بسبب خسائره .
و لفت الى ان الفلاح اليوم وجد نفسه مجبرا على بيع عدد من قطيعه ليتمكن من الابقاء على البقية أو لتغطية كلفة الانتاج نظرا لمحدودية امكانياتهم المادية مع تسجيلهم لارتفاع قياسي لاسعار مدخلات الانتاج خاصة من الاعلاف و الطاقة و اليد العاملة.
ارتفاع تكاليف التجميع
هذا و قد شهدت اسعار الاعلاف ارتفاعا بنسبة 35 بالمائة مقارنة بسنة 2019 ، بالاضافة الى ارتفاع تكاليف التجميع بسبب ضعف القدرة التنافسية لمراكز التجميع و نقص الكميات المجمعة لديهم و ارتفاع كلفة النقل و الطاقة .
للاشارة فقد بلغ عدد مراكز تجميع الحليب بتونس 235 مركزا موزعين على كامل تراب الجمهورية بطاقة تجميع يومية وصلت الى 3 مليون لتر في اليوم .
و اشار محدثنا الى ان منظومة الحليب و الالبان مهددة فعلا خاصة مع تنامي خطر عزوف المربين عن تربية الابقار و التفويت فيها عبر التهريب أو الذبح العشوائي وذلك نتيجة تدهور المردودية الاقتصادية و المالية لهذا النشاط .
و يرى مدير عام المجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والالبان، ان مراجعة سعر الحليب عند الانتاج اصبح مسألة ضرورية و سريعة للفلاح و للمواطن الذي اصبح لا يجد هذه المادة بالاسواق المحلية بسبب تفشي ظاهرة الاحتكار .
هذا و دعا عدد من الفلاحين المتواجدين بندوة نظمتها كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية، “كوناكت ” بالعاصمة حول هذا الملف ، الى ان تكون الزيادة في سعر الحليب على مستوى الاستهلاك ليصبح سعره في حدود 1.800 دينار للتر الواحد بينما يتم بيعه حاليا 1,450 دينار .
اشكاليات التصنيع
من جهة اخرى تراجع نسق تطوير حلقة التصنيع منذ سنة 2018 بسبب الاسباب المذكورة سابقا و الارتفاع المتواصل لكلفة التحويل و التعليب .
هذا و من المنتظر ان تشهد سنة 2022 تراجعا في جميع مستويات الانتاج و المبيعات حيث تم تسجيل تقلص في انتاج الحليب المعقم و في المبيعات خلال السداسي الاول بنسب على التوالي بلغت 6,8 بالمائة و 4,7 بالمائة مقارنة بسنة 2021 .
و قد بلغ مخزون الحليب المعقم نصف الدسم مستوى 36 مليون لتر خلال موفى شهر اوت 2022 مقابل 52,2 مليون لتر مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية و يعود ذلك للتراجع الحاد في الانتاج و التجميع.
و من المنتظر ان يتراجع مستوى المخزون الى مستوى متدني مع موفى شهر ديسمبر و بالتالي يمكن تسجيل صعوبات على مستوى تزويد السوق و اللجوء الى التوريد وذلك بحسب وثائق تحصل عليها افريكان مانجر من المجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والالبان.
و تسببت هذه الاشكاليات في تأزم وضعيات عديد المؤسسات الصناعية الناشطة في قطاع الالبان و خاصة بالنسبة للمركزيات المصنعة لمادة حليب الشراب التي لم تعد تغطي نفقاتها و تتحمل اعباء المنظومة مما نتج عن ذلك توقف 4 وحدات صناعية عن النشاط خلال السنوات الاخيرة .
كما دعا مدير عام المجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والالبان كمال الرجيبي في ذات السياق ، الى مراجعة الاسعار عند الانتاج و التصنيع كذلك لتفادي عدم قدرة المؤسسات الصناعية على الايفاء بالتزامتها تجاه مراكز التجميع و المربين ، مع مراجعة سياسة الدعم في المنظومة بما يمكن من المحافظة على مقوماتها و تعزيز دورها .
جدير بالذكر ، بان كلفة الدعم خاصة المسند بعنوان منحة الاستغلال بلغت بلغ اقصاها سنة 2020 بما قيمته 246 مليون دينار و بقيمة 239,6 مليون دينار سنة 2021 ، حيث تقوم الدولة بدعم لتر الحليب الواحد بحوالي 410 مليم ،كما تتجاوز مستحقات مرمزيات الحليب بعنوان منحة الاستغلال 300 مليون دينار.