تونس- افريكان مانجر
كشفت مؤشرات إحصائية تحصل عليها “أفريكان مانجر” أنّه تمّ تسجيل تراجع في دخول السّياح لتونس بنسبة 24.6 بالمائة خلال السّتة أشهر الأولى من سنة 2015، حيث تمّ تسجيل دخول 2.003.408 سائحا مقابل 2.656.021 سائحا خلال نفس الفترة من سنة 2014.
السوق الليبية في المرتبة الأولى
وأوضح ذات الإحصائيات أنّ السّوق اللّيبيّة تتصدّر المرتبة الأولى من السّياح الوافدين على تونس خلال السّتة أشهر من سنة 2015 بنسبة 29.9 بالمائة وبانخفاض بـ 39.5 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2014، في حين تأتي السّوق الجزائريّة في المرتبة الثّانية بنسبة 24.7 بالمائة خلال السّتة أشهر من سنة 2015 وبارتفاع بـ 3.7 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2014.
كما أوضحت المؤشرات أنّ السّوق الفرنسيّة تأتي في المرتبة الثّالثة من حيث عدد السّياح الوافدين على تونس خلال السّتة أشهر من سنة 2015 بنسبة 11.2 بالمائة مقابل تراجع بـ25.8 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2014.
تراجع متوقع
وفي هذا الإطار، قال وجدي بن رجب الخبير الاقتصادي في تصريح لـ “أفريكان مانجر” إنّ تراجع القطاع السّياحي منتظر بعد استهداف السيّاح خلال عمليتي باردو وسوسة، مؤكّدا أنّ عمليّة سوسة هي الأخطر والأثقل وعواقبها كانت وخيمة على الاقتصاد التّونسي سواء على مستوى استقطاب المستثمرين أو على مستوى القطاع السّياحي.
وأبرز نفس المصدر أنّ الحلّ اليوم في انقاذ القطاع السيّاحي هو التّشجيع على السّياحة الدّاخليّة واستقطاب السيّاح اللّيبيين والجزائريين.
ويذكر أنّ قطاع السياحة تلقى ضربة موجعة جراء الاعتداء الإرهابي الذي طال فندقا بسوسة يوم 26 جوان الماضي ليتراجع عدد السياح الوافدين على الوجهة التونسية بنسبة 57.7 بالمائة في الفترة الممتدة من 01 إلى 10 جويلية 2015 مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
عجز المالية العمومية
وفي ظلّ التراجع الكبير المسجل بالقطاع السياحي، قال الخبير الاقتصادي و المختص في المخاطر المالية مراد حطاب ل “افريكان مانجر”فإنّ تونس دخلت مرحلة المخاطر النهائية، كما يُرجح أن تعجز المالية العمومية عن سداد ما تخلدّ بذمتها من ديون حسب قوله.
وأضاف الحطاب في تصريح سابق، أنّ القطاع السياحي سيكون أبرز القطاعات المتضررة، وبخصوص حجم الخسائر جرّاء العملية الإرهابية التي راح ضحيتها 38 سائحا أجنبيا فقد رجح انها قد تناهز 1000 مليون دينار. وأوضح المصدر ذاته أنّ القطاع السياحي سيُواجه أزمة خانقة يُمكن أن تتواصل إلى 3 سنوات.
وتوّقع الحطاب أن يتسبب الهجوم المسلح في إغلاق العديد من المؤسسات السياحية، مُشيرا إلى أنّ “الموسم السياحي تقريبا انتهى” خاصة إذا علمنا أنّ ربع النزل قد أغلقت أبوابها قبل عملية سوسة حسب تعبيره، وأكد المصدر ذاته أن العملية الإرهابية بنزل “الامبريال” ستساهم في تعميق الأزمة.
وتوقع الخبير في المخاطر المالية أن تنجر عن الحادثة الإرهابية إلغاء العديد من الحجوزات وتراجع أعداد الوافدين، مُؤكدا ان إفلاس العديد من المؤسسات السياحية مسالة واردة. وقال الحطاب انه من المنتظر ان يتم في غضون الفترة القليلة المقبلة طرد الآلاف من عمال النزل ومختلف المؤسسات السياحية الى جانب اللجوء إلى إحالة الآلاف على البطالة الفنية.
وأفاد محدثنا ان العديد من القطاعات ستعيش بدورها أزمة نظرا لارتباطها الوطيد بالقطاع السياحي.