تونس ـ افريكان مانجر
توقع المدير العام للإسكان بوزارة التجهيز نجيب السنوسي ان يتزايد الاقبال على اقتناء الشقق المعروضة ضمن برنامج “السكن الأول” خلال الأشهر القليلة القادمة، مُشيرا الى أنّ البرنامج شهد في الفترة الأولى لإنطلاقته عديد الإشكاليات وهو ما أدى إلى تراجع المبيعات.
حملات ترويجية جديدة
وأوضح في حوار مع “افريكان مانجر” أنّ الحديث عن تراجع الوزارة عن دعم البرنامج والترويج له لا أساس له من الصحة، قائلا إنّ “السكن الأول” من أولى البرامج التي أقرتها حكومة الوحدة الوطنية لتمكين متوسطي الدخل من شراء مساكن بأسعار مقبولة وبشروط ميسرة، كما أكد ان الوزارة مكلفة بتنفيذ البرنامج وإنجاحه.
وردا على ما يروج بخصوص وجود صفقة لإنقاذ قطاع البعث العقاري الخاص وركود السوق، نفى السنوسي هذه الاتهامات نفيا قاطعا مشيرا الى ان برنامج السكن الاول يشمل الشقق المعروضة من قبل الباعثين العقاريين الخواص كما ان المواطن بامكانه اقتناء منزل من الخواص و تنسحب عليه نفس الشروط والامتيازات شرط ان لا يتجاوز ثمن المسكن 200 ألف دينار.
وأرجع محدثنا ضعف المبيعات الى تراجع الحملات الترويجية للبرنامج الذي دخل رسميا حيز التنفيذ منذ شهر فيفري الماضي، فضلا عن ان المنظومة المعلوماتية للبنوك تطلبت عديد الأشهر لتركيزها.
توقعات بتحسن المبيعات
ويُنتظر ان تتحسن نسب الاقبال سيما وقد تمّ مؤخرا نشر قائمة المساكن والأسعار ضمن الموقع الالكتروني للغرفة النقابية للباعثين العقاريين، كما تمت المؤسسات البنكية للتعريف أيضا بالبرنامج.
وشدد المسؤول بوزارة التجهيز على انه يتوجب على الغرفة التعريف بالبرنامج.
ومن شروط الانتفاع بهذا البرنامج أن لا تملك العائلة مسكنا وأن يتراوح دخلها العائلي الشهري الخام بين 4.5 و10 مرات الأجر الأدنى المهني المضمون أي بين 1750 دينار و3750 دينار شهريا.
وعلى كل منتفع تتوفر فيه شروط الانتفاع بهذا البرنامج الاتصال بالباعث العقاري الذي يمكنه من وثيقة تثبت حجز المسكن لفائدته والحصول على وثيقة من القباضة المالية تثبت أنه غير متحوز على أي عقار ثم يتوجه إلى البنك ويقدم ملفه للحصول على قرض بنكي وقرض التمويل الذاتي.
وللإشارة فان المواطن الذي تحصل على قرض سكن في سابقا لا يشمله البرنامج.
السكن الاجتماعي
وفي ما يتعلق بالبرنامج الخصوصي للسكن الاجتماعي الذي انطلق منذ سنة 2012، افاد نجيب السنوسي ان العمل متواصل لإتمامه بعد ان تمّ تدارك الصعوبات والاشكاليات التي واجهها في مراحله الأولى.
ويتضمن البرنامج محورين اثنين، الأول يتعلق بإزالة وتعويض المساكن البدائية والثاني بالتخفيف من العجز في توفير المساكن الاجتماعية لفائدة الفئات محدودة الدخل.
ومن ضمن هذا البرنامج، مشروع مدينة عمر المختار بالسيجومي الذي يشمل إسكان حوالي 810 عائلة معوزة، يُنتظر ان تستكمل أشغاله نهائيا مطلع سنة 2018 ليتمّ تسليم الشقق الى أصحابها.
كما أشار الى ان بعض الباعثين العقاريين الخواص هم حاليا بصدد انجاز أكثر من 4600 مسكن اجتماعي.
الرصيد العقاري… ابرز الصعوبات
واجمالا ارجع مصدرنا ارتفاع أسعار العقارات الى غياب الأراضي الصالحة للبناء الى جانب ارتفاع أسعار مواد البناء واليد العاملة.
وأضاف انه في اطار الاستشارة الوطنية حول الاستراتيجية الجديدة للسكن، وقعت الدعوة الى مراجعة مثال التهيئة الترابية والتعمير وحاليا تمّ قطع أشواط متقدمة من تنقيح مجلة التعمير لتدارك عديد النقائص وملائمتها مع متطلبات القطاع. وينتظر ان تعرض قريبا على انظار مجلس وزاري للمصادقة عليها واحالتها الى مجلس نواب الشعب لمناقشتها.
وتسعى الحكومة أيضا من خلال مراجعة التعمير أيضا الى التقليص من انتشار ظاهرة البناء الفوضوي التي ارتفعت من 30 إلى 40 بالمائة.