جاء الرد الذي بعث به محامي الرئيس المخلوع المحامي اللبناني أكرم عازوري الى موقع الكتروني فرنسي (ميديا بارت ) سبق له أن أعطى رواية عن وقائع يوم 14 جانفي التي كان بن على أحد ابطالها بالهروب جاء مدافعا كما هو متوقع عن موكله وحاملا لروايته للأحداث . أكد عازوري أنّ موكّله لم يطلب بتاتًا، من وزير الدفاع السابق، رضا قريرة، قتل أعوان فريق مقاومة الإرهاب. وقال في رده على ما نشره موقع “ميديا بارت” الفرنسي مؤخّرا تحت عنوان “14 جانفي2011 في تونس.. اليوم الذي سَقَطَ فيه بن علي” ، الصحيفة الالكترونية اعتمدت في روايتها على نتائج التحقيق الجنائي في قضية “التآمر على أمن الدولة”، والتي اتّهم فيها علي السرياطي (مدير أمن بن علي)، وزير الدفاع السابق رضا قريرة، بالسعي لإقصائه بأي ثمن، وأمر بتوقيفه، بموافقة وإيعاز من بن علي، بعد أن وصلت لبن علي أنباء أن علي السرياطي، يُعد انقلابًا ضدّه أكرم عازوري، أفاد أن بن علي لم يطلب بتاتًا من وزير الدفاع السابق، قتلَ أعوان فرقة مكافحة الإرهاب، التي أوقفت عددًا من أفراد عائلته، والمقربين منه في مطار قرطاج عندما كانوا يستعدون للفرار خارج البلاد..
وأكّد على لسان بن علي أنّ ذلك مثبت في كل الاتصالات الهاتفية، وجميعها مسجل بين بن علي مع وزيري الدفاع والداخلية والجنرالين علي السرياطي ورشيد عمار، وأن استغلال الاتصالات الهاتفية يكشف حقيقة ما حدث ويوضح ما لم ينشره موقع “ميديبارت” .
ويستشف من رد عازوري أن بن علي لم يفر من تونس بل كان ضحية لعملية انقلاب مُرَكَبة، بشكلٍ محكم، في صباح 14جانفي 2011حيث ّ حضر علي السرياطي إلى مكتب الرئيس ليعلمه أن الوضع في العاصمة خطير، وخارج السيطرة، وبدأ باقتراح ترحيل عائلته(عائلة بن علي) وأضاف السرياطي أنّ كلا من قصري قرطاج وسيدي بو سعيد يحاصرهما أفرادٌ من قوات الأمن منشقون ،ولتأكيد ما ادعاه أشار من نافذة المكتب بيده زورقين يجوبان البحر بين قرطاج، ومقر إقامته بسيدي بو سعيد، كما أراه طائرة هيليكوبتر. .
وواصل عازوري قوله أكّد السرياطي لبن علي المعلومات القائلة بأن هناك من كلف من الحراسة المقربة، بقتله، والتي تحدّث عنها جهاز مخابرات لبلد صديق، دون أن يوضح الاسم، ولا اسم الجهاز وبلده، وألح عليه بأن يأذن لزوجته وأبنائه كي يغادروا البلد دون تأخير، بل وأوضح له كذلك أن حراسة المرافقة جاهزة، وكذلك مخطط الرحلة التي ستكون في اتجاه طرابلس ثم جدة .
وأمام خطورة الوضع وإلحاح علي السرياطي قَبِلَ بن علي أن تسافر عائلته إلى جدة، وقد غادر الركب قصر قرطاج على الساعة الخامسة مساءً ، في اتجاه مطار العوينة حيث كانت الطائرة الرئاسية على أهبة الإقلاع، وفي المطار عاد السرياطي ليلح هذه المرة على أن يرافق بن علي بنفسه عائلته إلى جدة، ثم يعود بما يعني غيابًا لبضع ساعات، بل اقترح حتى أن يرافقه، ويعودا مباشرة بعد ايصال أفراد العائلة لكن بن علي رفض..
وفي نهاية المطاف قَبِلَ أن يرافق عائلته، على أن تظل الطائرة في انتظاره، ليعود بمفرده في نفس المساء، لكن الطائرة عادت يوم 15 جانفي 2011، بدونه وتم الاعلان في مرحلة أولى عن خروج للرئيس تولى محمد الغنوشي مؤقتا مهام رئيس الجمهورية بموجب الفصل 56 من الدستور ثم في الغد تم الاعلان عن شغور المنصب نهائيا وتولي رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع مهام رئيس الجمهورية لحين انتخاب رئيس جديد في غضون60 يوما بموجب الفصل 57 من نفس الدستور.