تونس-افريكان مانجر
” الإعلام و متطلبات التعامل مع القضايا الإرهابية ” مثلّ اليوم الأربعاء 23 أفريل 2014 محور ندوة تكوينية نظمها المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل بدعم من مركز جنيف للرقابة الديمقراطية على القوات المسلحة، و قد أجمعت مختلف الأطراف المشاركة من أمنيين و عسكريين على الدور الرئيسي للإعلام في مقاومة ظاهرة الإرهاب التي أودت إلى الآن حياة ما لا يقلّ عن 38 أمني.
غير أنّ البعض حمّل عدد من الإعلاميين مسؤولية نجاح الجماعات الإرهابية في تنفيذ مخططاتها و ضرب المجتمع التونسي عن طريق ما أسموه بالتعامل الخاطئ و غير المسؤول مع المعلومة الإرهابية.
سلاح ذو حدّين
و في هذا السياق أوضح رئيس قسم الأمن العقائدي بمركز الأمن الشامل فريد الباجي ل” افريكان مانجر ” أنّ العناصر المتشدّدة و تنظيم” القاعدة ” يعتمدون الإعلام سلاحا لنجاح عملياتهم ميدانيا، و عليه فقد حذر المصدر ذاته من إستغلال بعض الإعلاميين المنبر الإعلامي من أجل تبرير الإرهاب بإستعمال ” الكذب و التكذيب ” وفق تعبيره.
و أضاف أنّ الإرهابيين في العقيدة الجهادية القتالية يعتبرون أنّ الكذب واجبا مقدّسا، و عليه فقد أكد الباجي أنّه يتوجب على الإعلامي دعم المؤسسة الأمنية و العسكرية في حربها ضدّ الإرهاب دون حياد. في المقابل لاحظ الباجي أنّ المؤسستين الأمنية و العسكرية ليست فوق النقد غير أنّ قوانين الحرب تفرض على الإعلام أن لا يكون محايدّا.
من جانبه شدّد الناطق الرسمي بإسم وزارة الداخلية محمد علي العروي أنّ الإعلام سلاح ذو حدّين، ساهم وفق تعبيره في التشكيك في عمل و مصداقية الوزارة. كما أفاد أنّ التناول الإعلامي لظاهرة الإرهاب موضوع حسّاس و بدأ يترشد خلال الفترة الأخيرة، مُؤكدا أنّ سوء التصرّف في المعلومة من شأنه أن يُهدّد الأمن القومي وهو ما حدّث بالفعل في بعض المناسبات حيث فشلت العمليات الأمنية بسبب نشر معلومات في وسائل الإعلام.
و لاحظ العروي أنّ وزارة الداخلية لمست تحسنّا نسبيا في تعاطي وسائل الإعلام مع المعلومة الأمنية، غير أنّه أفاد بأنّ التأثيرات السلبية لبعض الصور التي عرضتها وسائل الإعلام مازالت قائمة إلى غاية اليوم و خاصة تلك المتعلقة بتمرير صور الجنود المذبوحين في الشعانبي.
قيادات أمنية في قفص الإتهام
و الحقيقة أن موضوع تعاطي الإعلام مع ظاهرة الإرهاب واحد من أبرز المواضيع التي أثارت الكثير من التجاذبات سيما في ظلّ العمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها تونس على غرار العملية الإرهابية برواد و عملية جندوبة و العملية الإرهابية بمنزل نور بالمنستير و عملية ذبح الجنود بالشعانبي، و لئن وُجهت العديد من الإتهامات للصحفين بوصفهم أساءوا التعامل مع موضوع على غاية من الأهمية فقد طالب الصحفيون المؤسستين الأمنية و العسكرية بضرورة توفير المعلومة الأمنية لمختلف المؤسسات الإعلامية دون إنحياز لهذا الطرف أو ذاك. فيما طالب آخرون القيادات الأمنية باحترام السرّ المهني و عدم الإدلاء بمعطيات خطيرة من شأنها أن تهدّد الأمن الوطني.
دورات تدريبية في كيفية التعاطي مع الحروب
و لمزيد تحسين اداء الصحفي مع ظاهرة الإرهاب قال زياد الهاني رئيس المنظمة التونسية لحماية الإعلاميين إنّه تم تقديم اقتراح لوزارة الدفاع يتمثل في تنظيم دورة تكوينية للإعلاميين في كيفية التعاطي مع الأزمات و الحروب، كما تمّ إقتراح إحداث خلية أزمة إعلامية ميدانية بجبل الشعانبي و بمختلف المناطق التي قد تشهد عمليات إرهابية لتقديم المعلومة في إبانها للصحفيين كما هو معمول به في عدّة دول.
بسمة المعلاوي