تونس –افريكان مانجر
افاد اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2014 الناطق الرسمي بوزارة الدفاع بلحسن الوسلاتي ل “افريكان مانجر” أنه لا وجود لمعلومات أو تقارير استخباراتية حول اعتزام جماعات مسلحة بليبيا تنفيذ هجوم مسلّح على التراب التونسي، مُؤكدا أنّ الحديث على إعطاء أوامر لإسقاط أي طائرة قادمة من طرابلس لا أساس له من الصحة.
هبوط اضطراري
وأوضح الوسلاتي أن الجيش التونسي لا يسقط الطائرات بشكل اعتباطي، لأنّه من الوارد أن تدخل طائرة ما المجال الجوي الوطني ويكون ذلك على وجه الخطأ. وشدّد ممثل وزارة الدفاع الوطني على أنّه في حال فشل الدفاع الجوي في التعرّف على وجهة أي طائرة قد تخترق المجال التونسي ورفضت قيادتها الكشف عن هوياتهم فإنّه يمكن لقوات الجيش استعمال القوة واجبارها على الهبوط الاضطراري.
ونفى بلحسن الوسلاتي أن تكون للسلطات التونسية معلومات حول ما نقلته أمس الاحد صحيفة “الخبر الجزائرية”، بخصوص رصد قيادة امريكية في كل من مصر وتونس والجزائر لمنظومات الأجواء الليبية تدريب مجموعات إرهابية على طائرات حربية في ليبيا واحتمال آستغلالها في هجمات جوية ضد دول الجوار. كما أكد أن قيادة الجيش التونسي لم تعطي أوامر بإسقاط أي طائرة قادمة من ليبيا.
في المقابل قال الناطق الرسمي إنّ وسائل الدفاع الجوي الوطنية في يقظة تامة وعلى أشد الاستعداد طوال العام للتصدي لأي تهديدات تمس من الأمن القومي.
سيناريو مسبعد
وحول هذا الموضوع أكد العميد المتقاعد و رئيس المركز التونسي لدراسات الامن الشامل مختار بن نصر ل “افريكان مانجر” أنّ المجال الجوي التونسي محمي، غير أنّ كل طائرة مشكوك في امرها تقوم وحدات الجيش بإجبارها على الهبوط في أي مكان.
وقال محدثنا إنّه لا وجود في الوقت الحالي لطائرات حربية في ليبيا قادرة على مثل هذه المناورات، سيما في ظلّ الوضع السياسي الداخلي بطرابلس. واعتبر مختار بن نصر ان الحديث هن هجمات إرهابية باستعمال الطائرات أمر مبالغ فيها لأنّه من الصعب جدّا بحدّ قوله إيجاد طاقم قيادة كامل يتولى القيام بالهجمات.
يُذكر أنّ الصحيفة الجزائرية اكدت ان مصدر أمني رفيع قال إن القوات الجوية في الجزائر ومصر وتونس تتبادل المعلومات باستمرار حول النشاط في المجال الجوي الليبي الذي يخضع للمراقبة باستعمال الرادارات على مدار الساعة من قبل عدد من الدول الغربية في إطار دول منظومة الدفاع والأمن 5+5 وقيادة القوات الأمريكية في أوروبا، والهدف هو منع الجماعات السلفية المتشددة من استعمال الطائرات.
ونوه المصدر إن المشكلة تكمن في نقطتين أساسيتين، هما عدم سيطرة الحكومة الليبية على أكثر من ثلث المطارات المدنية والعسكرية، وعدم وجود دليل قاطع على أن كل الطائرات الحربية في سلاح الجو الليبي السابق تم تدميرها أو تحت سيطرة الحكومة الليبية.
وأشارت ذات الصحيفة أنه تقرر رفع درجة التأهب في أسلحة الجو وقيادات القوات الجوية في الدول القريبة من ليبيا مباشرة، بعد إعلان تنظيم الدولة الإسلامية داعش عن تسيير أول رحلة جوية تدريبية لطائرة حربية في سوريا.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مصدر عليم إن قيادة قوات الدفاع الجوي الجزائرية تراقب الأجواء الليبية بالرادارات وطائرات الاستكشاف التي تنطلق من مطار الأغواط العسكري على مدار الساعة، وأن خطة التعامل مع أية طائرة مشتبه فيها، تتضمن إرسال طائرات قتالية لإجبارها على النزول أو تدميرها في الجو في حالة رفض طاقمها الرد على الاتصالات.
هجمات إرهابية باستعمال طائرات مدنية
ويُعتبر الحديث عن وجود مخططات لشنّ هجمات إرهابية باستعمال طائرات ليس بالجديد، فقد سبق لوسائل اعلام جزائرية ومنذ نحو شهرين تقريبا ان نشرت خبرا مفاده أنّ جماعات إرهابية تنوي تنفيذ هجمات إرهابية باستعمال الطائرات على شاكلة هجوم 11 سبتمبر حيث ذكرت تقارير استخباراتية أنّ حركات جهادية تعدّ للقيام بهجمات جوية بواسطة 11 طائرة مدنية ليبية تمت السيطرة عليها بمطار طرابلس، وتستهدف هذه الطائرات على الخصوص مؤسسات حساسة بالدول الثلاث.
وكان التقرير الأوروبي قد رجح أن يكون المسلحون قد عمدوا إلى تلغيم هذه الطائرات بالمتفجرات لاستعمالها ضد أهداف عسكرية واقتصادية ومؤسساتية بكل من الجزائر وتونس والمغرب باعتبارها دولا معادية للحركات الجهادية.