تونس-أفريكان مانجر
وسط ارتفاع عدد المرشّحين للرّئاسيّة كمستقلّين أو عن أحزاب وبلوغ تونس رقم قياسيّ على مستوى التّرشّحات للرئاسيّة، قدّم عميد المحامين السّابق عبد الرّازق الكيلاني ترشّحه للرئاسيّة ” مستقلّا” لينافس 26 مترشّحا، مع الاشارة الى أنّ هذا المرشّح تمكّن من جمع 11 تزكية من المجلس الوطني التّأسيسي أغلبهم من المحامين والمحاميّات منهم 5 تزكيات منبثقة عن نوّاب مستقلّين و6 تزكيات منبثقة عن 6 نوّاب من حركة النّهضة.
وعن أسباب دخوله السباق نحو قصر قرطاج، رغم محدوديّة صلاحيّات رئيس الجمهوريّة وعن الجهة التي تدعمه… حاور “أفريكان مانجر” المرشح عبد الرّزاق الكيلاني في الحوار التالي:
1 – رغم مسيرتك النّضاليّة في قطاع المحاماة ودفاعك عن كثير من القضايا الشّائكة، لماذا هذا السّباق المجنون نحو قصر قرطاج، وانت من موقعك يمكن أن تفعل الكثير، خاصّة وأنّ رئيس الجمهوريّة معروف بمحدوديّة صلوحيّاته ؟
أنا قدّمت ترشّحي للرّئاسيّة لأنّ هذه المرحلة تاريخيّة وصعبة وتستوجب أن يكون رئيس الجمهوريّة بعيدا علن التّجاذبات وعن التّحزّب، وقد أثبتت التّجربة اليوم أنّ من أهمّ الأسباب التي جعلت الطّبقة السّياسيّة لا تولي أهميّة كبرى لمشاغل الشّعب ولطموحاته هي التّجاذبات السّياسيّة النّاتجة عن سعيها للوصول لسلطة الحكم، والتي رغم مشروعيّتها الاّ أنّها حجبت عنهم مسألة خدمة الشّعب وتحقيق أهداف الثّورة. أنا مترشّح للتّصدّي لمنظمومة الفساد والاستبداد ورجوع النّظام السّابق الذين بصدد الزّحف من أجل العودة الى مواقعهم السّابقة.
أنا أقول أنّي أحمل في رصيدي مسيرة نضاليّة، حيث كنت في الحركة الوطنيّة الدّيمقراطيّة وكنت على رأس أصعب قطاع (قطاع المحاماة) وفي نفس الوقت اكتسبت تجربة في دواليب الدّولة من خلال تقلّدي منصب وزاري تمثّل في وزير مكلّف بالعلاقة بن الحكومة والمجلس الوطني التّأسيسي، من خلاله تعرّفت على العمل الحكومي والبرلماني وكذلك كانت لي تجربة ديبلوماسيّة بفضل المحاماة واشعاعها دوليّا وبفضل ترؤسي لبعثة تونس في الامم المتّحدة في جينيف، الشّيء الذي اكسبنني تجربة مهمّة جعلتني أحمل نظرة في الدّيبلوماسيّة المستقبليّة في السّياسة الخاريجيّة التي يجب أن تكون منفتحة على الخارج وتكون متوازنة ترتكز أساسا على الجانب الاقتصادي وتنفتح على الأسواق الافريقيّة والاسياويّة وتجلب الاستثمار الى بلادنا مع تعزيز علاقاتنا التقليدية بالدول الشقيقة والصديقة.
2 – أنتم تحصّلتهم على 6 تزكيات من قبل نوّاب عن حركة النّهضة وشغلتم منصب وزير مكلّف بالعلاقة بن الحكومة والمجلس الوطني التّأسيسي خلال حكومة الجبالي، الا يعني هذا أنّ هناك دعم من قبل حركة النّهضة ؟
انا تقلدت منصب وزير في حكومة الجبالي لان المحاماة لعبت دورا كبيرا خلال الثّورة وبعدها وبالتالي كنّا نعتبر أنفسنا شريكا في تحقيق أهداف الثورة وبالتّالي فإنّ تسمية حكومة الترويكا كانت خاطئة لانّها كانت تضمّ مستقلّين وأنا من ضمنهم، وعمليّة انضمامي للحكومة كان حرصا منّي على المشاركة في تحقيق أهداف الثّورة ومبادئها وهو شرف لأيّ انسان أن يكون في أوّل حكومة منتخبة وديمقراطيّة بعد الثّورة التي انجزها شعبنا.
لقد عرض عليّ في تلك الفترة منصب وزير مكلّف بالعلاقة بن الحكومة والمجلس الوطني التّأسيسي لانّي كنت شخصيّة مستقلّة والحكومة حينها في حاجة لهذه الشّخصيّة حتّى تكون الوسيط والموفّق في صورة حصول خلاف أو سوء تفاهم بين الحكومة وأعضاء المجلس الوطني التّأسيسي ولقد وفقت في هذه المهمّة وتوصّلت الى تقريب وجهات النّظر حين وقعت خلافات وازمات في تلك الفترة.
أنا لم أكن ألهث وراء المناصب، اذ عرضت عليّ عدّة مناصب بعد الثّورة من طرف الحكومتين المتعاقبتين واعتذرت لاني كنت حينها منكبّا على انجاز البرنامج الذي انتخبت على أساسه من طرف المحامين ولمّا نتهيت من انجازه وعرض عالّ منصب وزير في أوّل حكومة منتخبة ديمقراطيّا بعد الثّورة قبلت ذلك وهو شرف لكل انسان أن يكون في خدمة وطنه.
3 – يعتبر الكثيرون سلطة رئيس الجمهوريّة محدودة ولا يمكن أن تخدم الشّعب، فما هو تعليقك ؟
يجب التذكير بان رئيس الجمهوريّة هو رئيس الدّولة والضّامن لاستقلالها واستمراريّها ولديه صلاحيّات بخصوص أهمّ الوزارات: الدّفاع (الأمن) والخارجيّة (العلاقات الدبلوماسية) ويترأّس أيضا مجالس الوزراء ومن هذا المنطلق فانّه من صلوحيّاته اشعار الحكومة بايّ اخلالات أو تقصير في عملها ورئيس الجمهوريّة هو الحارس الضّامن لاستمراريّة الدّولة واحترام الدّستور في مجال الحقوق والحرّيات وفي مجال التّمييز الايجابي بين الجهات وكلّ ما جاء في الدّستور من مبادئ، فاذا لم تحترم الحكومة وتعمل بما جاء بمقتضيات الدّستور فانّ دور رئيس الجمهوريّة وواجبه الفات نظر الحكومة وتذكيرها بواجب احترام مقتضيات الدستور على هذه المبادئ فانّ من واجب رئيس الجمهوريّة تنبيهها واتّخاذ الاجراءات المنصوص عليها في القانون الدّستوري.
4- جميع المرشحين تقريبا انطلقوا في حملتها الانتخابيّة فما هو برنامجكم بالأساس مع الاشارة إلى أن البرامج متشابهة؟
أهم شيء في شخصيّة المترشّح ليس البرنامج الانتخابي، كلّ شخص يمكن أن يكتب ما يشاء من مقترحات ووعود وبين المقترحات والوعود والتّطبيق بون شاسع، انا احمل من خلال مسيرتي برنامج جيّد، لكن المهمّ ليس هذا، المهمّ أن نحسّ بهموم الشّعب ومشاغله، وفي اعتقادي هذه ميزة تجعل من الرّئيس ينتصب كمدافع عن الشّعب وعن مطالبه، كما أنّ رئيس الفترة القادمة يجب أن يعيد تركيز مؤسّسات الدّولة ويسترجع هبتها.
اليوم هبة الدّولة من خلال بعض الممارسات ضعفت وهزلت، وأصبح المعتمد والوالي ورئيس الجمهوريّة يفتقدون لأهمّ مقوّماتهم وهذا أضعف الدّولة وللاسف الارهاب يتغذّى من ضعف الدّولة وعلى هذا الاساس يجب أن يحرص رئيس الجمهوريّة المنتخب على استرجاع هيبة الدّولة وبتلك الطّريقة يمكن الانطلاق مجدّدا من أجل العمل على خدمة أهداف الثّورة.
هدى