تونس- افريكان مانجر
افاد اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2014 المكلف الإعلامي بوزارة الصحة شكري النفطي ل” افريكان مانجر ” أنّ انهيار جزء من سقف الجراحة أ بمستشفى الرابطة بتونس العاصمة لم يُخلّف خسائر مادية أو أضرار بشرية تُذكر، مُؤكدا أنّ الوزارة كلفت مقاولا منذ مدّة بالقيام بأشغال تجديد السطح المذكور و قد رصدت لذلك ميزانية قدرها مليون دينار.
أشغال توسعة
وأضاف مصدرنا أنّ اشغال التوسعة لقسم الجراحة الذي يُؤمن أسبوعيا 100 عملية جراحية تزامنت مع هطول كميات كبيرة من الامطار يومي السبت والاحد الماضيين، وأوضح النفطي ان إدارة المستشفى قامت بخطوة استباقية تجنبا لأي طارئ سيما مع توقعات بتغيّر الحالة الجوية و اجلت المرضى و مختلف التجهيزات الى مكان اخر نظرا لانطلاق الاشغال وفق تعبيره.
وأكد محدثنا أن الحادثة لم يكن نتيجة لإهمال سلطة الاشراف بل هو حادث عرضي سببه التقلبات في الحالة الجوية.
صمت المسؤولين
ويأتي هذا التوضيح على خلفية ما صرحت به اليوم التقني السامي بالمؤسسة الصحية سلوى شقير والتي اكدت ان تهاطل الأمطار خلال نهاية الأسبوع الماضي تسببت في انهيار جزء من سقف قسم ‘الجراحة أ’ بمستشفى الرابطة مُخلفة هلع المرضى والعاملين بالمستشفى.
وكانت شقير قد نددت بما اسمته ب ‘صمت المسؤولين’ و عدم اكتراثهم بهذا الحادث في أكبر قسم جراحة في المستشفيات العمومية التونسية، حسب أفادتها.
وأوضحت أنه تم إجلاء المرضى إلى مكان آمن، مشيرة إلى إعلام الإدارة في أكثر من مناسبة بوجود تشققات في الجدران وتسرب للمياه، دون أن يثير ذلك أية رد فعل من قبلها.
تردّي البنية التحتية
ويُعتبر ملف المؤسسات الصحية العمومية من أبرز الملفات التي اثارت الكثير من الانتقادات لوزارة الصحة، حيث عبرت عديد النقابات المهنية وغالبية المرضى عن عدم رضاهم واستيائهم من مستوى الخدمات المقدمة في المستشفيات فضلا عن سوء حالة البنية التحتية وغياب التجهيزات الضرورية.
وحول هذا الموضوع اكد زهير النصري الكاتب العام الجديد للجامعة العامة للصحة بالاتحاد العام التونسي للشغل ل” افريكان مانجر ” أنّه بقطع النظر عن الحادثة المذكورة و انهيار جزء من سقف احد اقسام الجراحة بمستشفى الرابطة فإنّ البنية التحتية للقطاع الصحي في حالة سيئة و تفتقر للمواصفات المطلوبة التي يفترض توفرها في المستشفيات، مُؤكدا أنّ المنظومة الصحية العمومية سجلت خلال السنوات الأخيرة تراجعا ملحوظا على مستوى الآداء.
وشدّد الكاتب العام على أنّ القطاع الصحي العمومي على انه لا يُبالغ حينما يقول إن القطاع يدّق ناقوس الخطر بالنظر الى النقائص والثغرات المسجلة في مختلف المستشفيات، وأضاف النصيري ان المؤسسات التونسية كانت تضمّ عددا كبيرا من الكفاءات المشهود بها عالميا غير أنّ الآداء تراجع اليوم بشكل كبير.
وفي سياق متصل كشف محدثنا ان الوضعية الحرجة للمؤسسات الصحية العمومية يعزى الى سوء التصرف الإداري، قائلا إنّ المستشفيات العمومية تحولت في غالب الأحيان الى فضاء للبيع والشراء” سوق و دلالة” على حدّ قوله.
وفي جانب اخر اعتبر ممثل الاتحاد العام التونسي للشغل ان النشاط التكميلي الخاص اثرت سلبا على مردوية القطاع.
تراجع الأداء ب80 بالمائة
وفي تصريح لمسؤول بارز بوزارة الصحة أكد ل” افريكان مانجر” ان الفساد في المستشفيات العموميّة أصبح ظاهرة خطيرة، كما قال المصدره ذاته في تصريح سابق ان الخدمات في المستشفيات العموميّة تراجعت حاليا بنسبة تناهز 80 ٪، فيما يتوقع ان تبلغ النسبة 100 ٪ في غضون بعض الأشهر على حدّ تعبيره.
المتحدث ذاته قال ان هذه الوضعية تنبؤ بكارثة على الصّعيد الصّحّي في تونس، إن لم يتمّ البتّ بشكل سريع وعاجل في جملة المشاكل التّي يعاني منها القطاع.