تونس-افريكان مانجر
هي من المنشات العمومية الاستثنائية بعد ثورة 2011 ،حيث احتلت المرتبة الثانية من جملة المؤسسات من حيث السيولة المودعة بالخزينة العامة للدولة خلال الفترة 2017-2019 ، إنها الوكالة الوطنية للتبغ و الوقيد .
مؤسسة تشق طريقها بثبات و تطور ملحوظ ، حيث ارتفعت عائداتها بأكثر من 40 بالمائة سنة 2020 مقارنة بسنة 2014 ، و قد حققت عائدات هامة للموازنة المالية ، بلغت 1330,3 مليون دينار السنة الماضية .
و الوكالة من المنشات العمومية ، ذات الصبغة الصناعية و التجارية و تتمتع بالشخصية المدنية و الاستقلال المالي ،تم تأسيسها سنة 1964 و قد بلغ عدد أعوانها 1296 عون موفى سنة 2020 مقابل 1359 سنة 2019 .
إستراتجية جديدة في نشاطها
و بحسب وثيقة تحصل عليها “افريكان مانجر” فان الإدارة الجديدة بهذه المؤسسة تعمل على وضع توجهات إصلاحية سريعة و فعالة ، لمختلف نشطاتها الصناعية منها أو التجارية و حتى الفلاحية .
و بالرغم من تراجع إنتاجها سنة 2020 بنسبة 21 بالمائة بسبب جائحة “كورونا” فقد قامت الوكالة المذكورة بإنتاج حوالي 284.1 مليون علبة من السجائر و ذلك بعد تحسن مؤشرات الإنتاج بداية من شهر جويلية الماضي.
المجال الصناعي
و في إطار استراتيجيها لتطور إنتاجها تعمد الوكالة على اقتناء مجمع متكامل لصنع و تعليب الكريستال و إعادة تأهيل ورشة إنتاج “النفة” و تجديد الآلات مع بعث وحدة إنتاج “المعسل “.
للإشارة فقد تم التخفيض في الأداء على الاستهلاك على مادة” المعسل” من 135 بالمائة إلى 10 بالمائة في قانون المالية الحالي .
كما تعمل المؤسسة على اقتناء آلات لتفتيق السجائر المتناثرة من آلات صنع السجائر و استرجاع “السكافرلاتي” لإعادة إدراجه في دورة الإنتاج بالإضافة إلى تعديل كامل أسطول آلات صنع السجائر 20 مارس ذهبي مع إبرام عقود مع مصنعي آلات الإنتاج قصد القيام بصيانة دورية و معمقة للآلات و تكوين الأعوان .
صعوبات تجارية والحلول
و تتوزع بيوعات الوكالة إلى 73.5 بالمائة من السجائر التونسية و 26.5 بالمائة من السجائر الأجنبية.
و بالرغم من تطور رقم معاملاتها بنسبة 9 بالمائة سنة 2020 مقارنة بسابقتها إلا أن عديد الإشكاليات تحول دون تطوير هذه النسبة و ذلك على غرار تطور عدد الرخص المسندة من طرف السلط الجهوية بشكل انفرادي مع ارتفاع ظاهرة الاحتكار و المضاربة في السوق مما يساهم في وصول المنتجات للمستهلك النهائي بأسعار تمثل أضعاف الأسعار القانونية .
و للتصدي لهذه الظواهر تقوم الوكالة في إطار إستراتيجيتها التجارية على إحداث مراكز توزيع جديدة لتغطية كافة المناطق الراجعة بالنظر إليها ،و الذهاب إلى تصنيع و ترويج السجائر بوستة و التي تم الاستغناء عنها منذ سنة 2011 ، مع الانطلاق في تصنيع نوعية جديدة من السجائر “سليمس” بالإضافة المظهر الخارجي لمنتج مارس ذهبي لملائمة تطلعات المستهلكين و التطور الذي تشهده السوق التونسية في الذوق .
التصدي للسوق الموازية
و سيتم في هذا الاتجاه إدماج الفضاءات التجارية الكبرى ضمن مسالك توزيع منتجات الوكالة ، مع وضع إطار قانوني و تنظيم الجانب التجاري لترويج السجائر الالكترونية و ذلك باعتماد كراس شروط بالإضافة الى التبغ المسخن قصد ترويجه بداية من هذه السنة .
و للحد من ظاهرة التهريب ستعمل الوكالة على تطوير منتجاتها المحلية مع تكوين فرق مختصة و بصفة دائمة لمراقبة هذه الأسواق الموزاية لمنتجات التبغ تتكون أساسا من أعوان الديوانة وزارة التجارة و مؤسستي القطاع مع تعزيز و تكثيف مراقبة الطريق من قبل أعوان الأمن و الحرس الوطني .
و سيتم في ذات التمشي مراجعة جميع الرخص المسندة من قبل اللجان الجهوية مع سحب من ثبتت مخالفتهم للقوانين المنظمة للقطاع .
و في ما يهم الجانب الفلاحي فسيتم مراجعة الجانب التشريعي المنظم لزراعة التبغ للعمل على مضاعفة الإنتاج خلال 3 سنوات ليبلغ 3000 طن بداية من سنة 2023 .
صعوبات مالية و هيكلية
أما في ما يهم تذليل الصعوبات المالية و الهيكلي فستعمل الوكالة على تعديل التركيبة الجبائية لأسعار منتوجات الاختصاص و إقرار زيادة في أسعار بيع السجائر للعموم .
كما تتجه الوكالة إلى تسوية تسبيقات الخزينة و تحويلها إلى مساهمة في رأس مال المؤسسة و ذلك لتحسين التوازنات المالية للوكالة مع إدراجها ضمن قائمة المنشات العمومية التي تعمل في المحيط التنافسي و إصدار نظام أساسي خاص بأعوانها .