تونس- افريكان مانجر
هدّدت النقابات الأساسية لأعوان وإطارات المجمع الكيميائي التونسي بقابس، بالتصعيد في تحركاتها الاحتجاجية وإيقاف العمل كليا بالمجمع إذا لم تتدّخل الحكومة وتقوم بضخ السيولة من أجل إنقاذ الشركة من الإفلاس.
وقال كاتب عام مساعد النقابة الأساسية لاعوان المجمع الكيميائي التونسي بتونس خليل الخادمي في تصريح لـ “افريكان مانجر” اليوم الأربعاء 23 سبتمبر 2020، إنّ موظفي الشركة المقدر عددهم بـ 6 آلاف، يستنكرون الوضع الذي بلغه المجمع، ويرفضون مواصلة العمل إذا لم يتمّ صرف الأجور.
وكان مدير عام المجمع الكيميائي التونسي عبد الوهاب عجرود، قد صرّح مؤخرا لـ “اكسبرس اف ام” ان المجمع في حالة إفلاس أنّ الأموال الذاتية الصافية للمجمع بلغت 40 بالمئة من رأس المال، “مما يعني أنّنا حاليا وبالقانون في وضعية إفلاس” (المجمع الكيميائي التونسي وشركة فسفاط قفصة).
وأكد عجرود أنّ مستوى خسائر المجمع منذ سنة 2012 إلى آخر 2019، بلغت 780 مليون دينار خسائر صافية، إضافة إلى خسائر 2020 التي تقدر بـ 240 مليون دينار، مما يعني خسائر جملية بحوالي مليار دينار متوقعة في آخر 2020 وفق قوله.
هذا الوضع جعل الشركة غير قادرة حتى على الإيفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بخلاص الأجور.
وطالب كاتب عام النقابة بإحداث بتأمين نقل الفسفاط إلى وحدات الإنتاج وبإحداث خطة إنقاذ و إصلاح لقطاع الفسفاط عامة و للمجمع الكيميائي التونسي بالخصوص.
وأكد أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي بولايات الجنوب التونسي متدهور، ويستوجب تدّخلا عاجلا من الدولة وخطة واضحة لفض الاعتصامات والاحتجاجات المطالبة بالتشغيل والتنمية.
وكانت الوحدات الصناعية بالمجمع الكيميائي التونسي بقابس قد توقفت كليا عن الإنتاج منذ الأسبوع الثاني من شهر جويلية الفارط بسبب نفاذ مخزون الفسفاط نتيجة عدم تزود هذه المعامل به منذ الأسبوع الثالث من شهر جوان الماضي.
وينتظر ان تصل قبل موفّى شهر سبتمبر الجاري إلى موانىء تونس، أوّل شحنة من الفسفاط تستوردها بلادنا، وهي البلد المنتج لهذه المادّة، من الجزائر وذلك ضمن خطّة للمجمع الكيميائي التونسي تقضي بتوريد 40 ألف طنا شهريا، بما يتيح تكوين مخزون من الفسفاط ومواصلة إنتاج الاسمدة الكيميائية بنسق عادي وغير متذبذب.
وحسب المدير العام للمجمع الكيميائي التونسي، فإنّ أوّل شحنة من مادّة الفسفاط سوف تصل إلى بلادنا من الجزائر قبل موفى شهر سبتمبر الجاري ضمن خطّة أوّلية تروم توريد 500 ألف طنّ على دفعات، وهو ما يقابل مخزون إستهلاك شهر لمعامل هذا المجمع.
وقال لـ “وات” إن الهدف من وراء خيار توريد مادّة الفسفاط هو “مواصلة الإنتاج بنسق يجب أن يرتفع إلى نسبة لا تقلّ عن 75 بالمائة من طاقة إنتاج معامل المجمع الكيميائي التونسي التي تدنّت في السنوات الأخيرة إلى مستوى 40 بالمائة”.
وعرف تزويد معامل المجمع الكيميائي التونسي من الفسفاط الذي تنتجه شركة فسفاط قفصة وهو المادّة الأساسية في تصنيع الأسمدة الكيميائية، تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة إذ تدنّت كميّات الفسفاط السنوية التي يتزوّد بها المجمع من 8 ملايين طنّ في سنة 2010 إلى معدّل سنوي بثلاثة ملايين طنّ منذ سنة 2011 .