تونس- افريكان مانجر
تلقى قسم دعم وإرشاد ضحايا الفساد بمنظمة “أنا يقظ” نحو 400 بلاغ شبهات فساد وتجاوزات، وقد تولت المنظمة تقديم الاستشارات القانونية في بعض الملفات فيما احالت البعض الآخر على أنظار القضاء.
القطاع العام
وقد أوضحت رئيسة القسم هندة الفلاح في حوار مع “افريكان مانجر” أن أغلب التشكيات الواردة بخصوص شبهات الفساد تهمّ بدرجة أولى القطاع العام وتشمل أساسا إهدار المال العام و الفساد في مجال الصفقات العمومية واستغلال النفوذ والمحاباة…
كما أكدت فلاح أن “أنا يقظ” تلقت تشكيات حول مناظرات الدخول للوظيفة العمومية، مُشيرة إلى أنّه وردت على قسم دعم وإرشاد ضحايا الفساد في بعض الحالات نتائج وقائمات إسمية للأشخاص الذين سيتمّ قبولهم قبل إجراء المناظرة على غرار ما حدث مع وزارة التجهيز وفق قولها.
وأفادت أنّ أغلب التشكيات صادرة بدرجة أولى عن ولايات تونس الكبرى تليها صفاقس وسوسة ونابل ثم قفصة وبنزرت.
نسق بطيئ في محاربة الفساد
وإجمالا، أكدت هندة فلاح أنّ ملف محاربة الفساد دون المستوى المطلوب كما أشارت إلى أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد لم يتخذ بعد إجراءات عملية تُؤكد شروعه الجدي في محاربة الفساد ومحاكمة المفسدين.
ودعت محدثتا الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة للحدّ من هذه الظاهرة التي استفحلت بشكل في كبير في المجتمع التونسي.
وأكدت أن قانون حماية المبلغين عن الفساد المعروض حاليا على أنظار مجلس نواب الشعب ستكون له انعكاسات إيجابية على ملف محاربة الفساد، وسيسمح بفتح الباب لفضح التجاوزات.
اتحاد الشغل في قفص الاتهام
وفي سياق آخر، إتهمت هندة فلاح النقابات المنضوية تحت راية الاتحاد العام التونسي للشغل بالمحاباة واستغلال النفوذ إما لتشغيل الأقارب والأصدقاء أو للتدخل لترسيم أشخاص دون إختصاص او للتوريث في الوظيفة العمومية.
وأضافت أنّ “أنا يقظ” تلقت العديد من التشكيات من مواطنين عبروا عن استيائهم من هذا التصرف الصادرة عن بعض النقابات التي تفرض أحيانا حصولها على نسبة معينة من الانتدابات، حسب قولها.
وتقول المتحدثة: “نعتقد أنّ اتحاد الشغل ليس فوق المسائلة”.
مركز لإرشاد ضحايا الفساد
وللإشارة فإنّ منظمة “أنا يقظ” أحدث في سبتمبر 2015 مركزا لدعم وإرشاد ضحايا الفساد.
ويعمل المركز على مساعدة المبلغين وضحايا الفساد في صياغة شكواهم ومتابعة قضاياهم إلى جانب التحري والاستقصاء في المعطيات المقدمة للوصول إلى الحقيقة كما يساهم في تحسين الإطار القانوني لمكافحة الفساد وتشريك مختلف الأطراف في إيجاد حلول مناسبة لترسيخ قيم النزاهة والشفافية في القطاع العام والخاص وذلك عبر حملات وأنشطة توعوية موجهة لصناع القرار والمواطنين كافة.
يُذكر أيضا أن “أنا يقظ” هي منظمة رقابية تونسية غير ربحية ومستقلة تهدف إلى مكافحة الفساد المالي والإداري وتدعيم الشفافية وهي نقطة الاتصال الرسمية لمنظمة الشفافية الدولية بتونس منذ نوفمبر 2013.