تونس- افريكان مانجر- وكالات
على إثر إصدار القضاء الليبي الثلاثاء 28 جويلية 2015 حكما بالإعدام رميا بالرصاص ضدّ آخر رئيس الوزراء في عهد القذافي البغدادي المحمودي، أكد رئيس الجمهورية السابق محمد المنصف المرزوقي انه رفض أثناء أداء مهامه كرئيسا للجمهورية الموافقة على تسليم البغدادي المحمودي البالغ من العمر 69 عاما إلى حين ضمان شروط محاكمة عادلة مضيفا أن تسليمه تم دون علمه ودون موافقته مكتوبة أو شفوية منه.
تسليم دون موافقة الرئاسة
وأشار المرزوقي في بيان للرأي العام إلى أن تسليم البغدادي المحمودي تم من طرف رئيس الحكومة والوزراء المباشرين للقضية وهو ما أدى إلى أزمة في منظومة الحكم حينها مؤكدا أنه أوشك آنذاك على الاستقالة من منصبه .
و ذكر المرزوقي بأنه كان قد تقدم حال علمه بالتسليم بشكوى إلى المحكمة الإدارية ضد إجراءات العملية وقضت المحكمة ببطلان الإجراءات مؤكدا أنه سينشر لاحقا هذه الشكوى لإنارة الرأي العام في قضية لا تقبل التضليل والتشويه .
وأكد المرزوقي أنه عمل طيلة فترة رئاسته على متابعة وضع السجين البغدادي المحمودي في ليبيا من خلال إرسال لجنة اطلعت بشكل منتظم على وضعه في السجن.
تهمّ بالجملة
ووُجهت للبغدادي المحمودي تهم تتعلق بـ “التحريض والقيام بأفعال القتل وتحويل مبالغ مالية في حسابات خاصة كدعم لوجستي للنظام السابق، بهدف إجهاض ثورة 17 فيفري (فبراير)، بالإضافة إلى تهم بالفساد المالي”.
وقد سلمت الحكومة التونسية برئاسة حمادي الجبالي البغدادي المحمودي سنة 2012 إلى ليبيا،وقال الجبالي في تلك الفترة إن الحكومة الليبية قدمت ضمانات شفوية ومكتوبة بشأن احترام حقوق الإنسان والحرمة الجسدية والمحاكمة العادلة للمحمودي.
وكانت ليبيا قد وجهت طلبين رسميين بتسليم المحمودي لمحاكمته بتهمة الفساد المالي في عهد معمر القذافي، و”التحريض” على اغتصاب نساء ليبيات خلال ثورة 17 فيفري 2011 التي أطاحت بنظام
توقيع المرزوقي ليس شرطا
كما ذكر حمادي الجبالي أنّ المحمودي قام بجرائم فظيعة ، مؤكّدا على أن تسليم البغددي كان خيارا أوحد للحفاظ على أواصر الأخوة بين تونس وليبيا ودعما للثورة الليبية حسب تعبيره.
وأضاف المصدر ذاته أنّ الحكومة التونسية اتخذت بمفردها قرار تسليم المحمودي من دون أن تأخذ رأي الرئاسة، مذكرا بأن الرئيس السابق المنصف المرزوقي لم يوقع مرسوم التسليم. وأوضح الجبالي بأن تسليم البغدادي ليس مشروطا بتوقيع الرئيس المرزوقي طالما أن دستور 1959 لم يعد معمولا به.
وشغل البغداداي علي المحمودي منصب رئيس الوزراء في عهد القذافي منذ عام 2006 وحتى فراره إلى تونس في نفس الوقت تقريبا الذي سيطر فيه مقاتلون على العاصمة طرابلس في اوت 2012، حيث اعتقلته السلطات التونسية لعبوره الحدود بطريقة غير مشروعة.