تونس- افريكان مانجر
من المنتظر أن تكون عواقب العملية الإرهابية التي استهدفت الجمعة الماضي نزلا بمرسى القنطاوي بسوسة وخيمة وكارثية على الاقتصاد الوطني، ويتوقع عدد من المراقبين أن يكون للهجوم المسلح واحدة من أبرز المناطق السياحية التونسية تأثيرات سلبية.
واستنادا إلى ما صرّح به الخبير الاقتصادي و المختص في المخاطر المالية مراد حطاب ل “افريكان مانجر”فإنّ تونس دخلت مرحلة المخاطر النهائية، كما يُرجح أن تعجز المالية العمومية عن سداد ما تخلدّ بذمتها من ديون حسب قوله.
خسائر تناهز 1000 مليون دينار
وأضاف الحطاب أنّ القطاع السياحي سيكون أبرز القطاعات المتضررة، وبخصوص حجم الخسائر جرّاء العملية الإرهابية التي راح ضحيتها 38 سائحا أجنبيا فقدر انها قد يُناهز 1000 مليون دينار. وأوضح مُحدّثنا أنّ القطاع السياحي سيُواجه أزمة خانقة يُمكن أن تتواصل إلى 3 سنوات.
وتوّقع الحطاب أن يتسبب الهجوم المسلح في إغلاق العديد من المؤسسات السياحية، مُشيرا إلى أنّ “الموسم السياحي تقريبا انتهى” خاصة إذا علمنا أنّ ربع النزل قد أغلقت أبوابها قبل عملية سوسة حسب تعبيره، وأكد المصدر ذاته أن العملية الإرهابية بنزل “الامبريال” ستساهم في تعميق الأزمة.
وتوقع الخبير في المخاطر المالية أن تنجر عن الحادثة الإرهابية إلغاء العديد من الحجوزات وتراجع أعداد الوافدين، مُؤكدا ان إفلاس العديد من المؤسسات السياحية مسالة واردة. وقال الحطاب انه من المنتظر ان يتم في غضون الفترة القليلة المقبلة طرد الآلاف من عمال النزل ومختلف المؤسسات السياحية الى جانب اللجوء إلى إحالة الآلاف على البطالة الفنية.
وأفاد محدثنا ان العديد من القطاعات ستعيش بدورها أزمة نظرا لارتباطها الوطيد بالقطاع السياحي.
عجز عن تسديد الديون
وإجمالا، قال المختص في المخاطر المالية إنّ الاقتصاد التونسي يواجه وضعا صعبا وركودا كبيرا وهو ما من شأنه أن يحول دون قدرة الدولة التونسية على الإيفاء بتعهداتها وتسديد جزء كبير من الديون المتخلدة بذمتها.
يُشار الى أنّ مدينة سوسة عاشت الجمعة الماضي على وقع عملية إرهابية خلفت38 قتيلا الى جانب منفذ العملية وإصابة 39 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وقد تم تحديد هوية 20 ضحية للهجوم الإرهابي من جنسيات أنجليزية و ألمانية و ايرلندية و بلجيكية و برتغالية.
وعود من رئاسة الجمهورية
يُشار الى ان رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي التقى أمس مجموعة من المهنيين في قطاع السياحة من ولاية سوسة يضمّ كلّ رئيس كل من الجامعة التونسية للنزل والجامعة التونسية لوكالات الأسفار، وقد تناول اللقاء انعكاسات العملية الإرهابية الأخيرة.
وأكّد رئيس الجمهورية أهميّة التضامن بين أفراد الشعب التونسي والوحدة الوطنية ومساندة عديد الدول الشقيقة والصديقة لتونس لتجاوز الوضع الحالي وأهمية مواصلة الجهد للحفاظ وتطوير موقع تونس كوجهة سياحية بارزة.
وفي تصريح إعلامي اثر المقابلة أفاد رئيس الجامعة التونسية للنزل رضوان بن صالح أن رئيس الدولة سيدفع الحكومة لمساندة المهنيين لتجاوز الصعوبات الحالية مشددا على الإرادة القوية للمهنيين للمحافظة على مكانة القطاع الاقتصادية.
ومن ناحيته ركّز رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار محمد علي التومي على أن الباجي قائد السبسي له صورة واضحة على الأوضاع الصعبة التي يعيشها القطاع، وضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمساندة المهنيين لتخطّى هذه المرحلة والعمل جميعا للحفاظ على موقع تونس في الخريطة العالمية للسياحة