يتعرض المستثمرون الصينيون لإنتقادات متزايدة من جانب الإتحادات النقابية والطبقة العاملة في ناميبيا بالرغم من العلاقات الودية بين .الصين وناميبا
وتوجه للمستثمرين الصينيين إتهامات الإستخفاف بالقانون الناميبي و”إستغلال العمال في إطار وجه جديد للإستعمار”.0
وذكر تقرير لاذع حول الشركات الصينية في ناميبيا وعلاقات العمل أصدره معهد موارد وبحوث العمل في ناميبيا نهاية الأسبوع أن الإستثمار الصيني لا يختلف أبدا عن “أى إستثمار أجنبي آخر” بالرغم أواصر .التضامن والصداقة القديمة” بين ناميبيا والصين
ولاحظ الباحثون في المعهد أن الإستثمار الصيني ظل يركز على التشييد والتنمية العقارية والبيع بالتجزئة وأن القليل من رأس المال الصيني يتم إستثماره في .مشروعات البني التحتية والقيمة المضافة
وقال هيربرت جاوش وليبومبو ساباريا الباحثان في مجال علاقات العمل بالمعهد إن الإستثمارات الصينية تساهم في تخليد “النموذج الإستعماري الكلاسيكي المتمثل في تصدير المواد الخام وإستيراد السلع المصنعة” وهو .إتجاه يجب أن ينتهي
.وترتبط ناميبيا بعلاقات جيدة مع الحكومة الصينية وزار الرئيس الصيني هو جينتاو البلاد في 2007 ووقع إتفاقية تجارية ثنائية مع ناميبيا بقيمة 100 مليون .دولار أمريكي
وتعود العلاقات بين البلدين إلي الستينات من القرن الماضي عندما قامت الصين بدور كبير في مساعدة المقاتلين من أجل الحرية الناميبيين في طرد النظام .العنصري البغيض والمستبد إلي خارج البلاد
وقدمت الصين منذ 1990 أكثر من 130 مليون دولار .كقروض ميسرة وقروض بدون فوائد
ولم تستفد ناميبيا حتي الآن من خط الإعتماد بقيمة .100 مليون دولار الذي تم توقيع إتفاقيته في 2007
وأشار معهد موارد وبحوث العمل إلي أن جملة الإستثمارات الصينية المباشرة لناميبيا بلغت حوالي 220 مليون دولار في سنة 2006 . وبالرغم من ذلك قال المعهد إن المستثمرين الصينيين أبرزوا مخالبهم .الرأسمالية لإستغلال الناميبيين الذين لا حيلة لهم
وقال الباحثون في المعهد “إن سياسات وممارسات الحزب الحاكم في الصين حولت البلاد إلي مشروع رأسمالي ناجح بالرغم من أن الحزب لايزال يسمي نفسه بالحزب الشيوعي. وأن الصين تستخدم قوانين السوق الذي يدفعه رأس المال من أجل مصلحتها الخاصة”.0 وإضافة إلي ممارسات العمل غير الإيجابية أوضح الباحثون في المعهد أن رجال الأعمال الصينيين في البلاد يستخفون بالقوانين الناميبية فيما يتعلق بالنظام المصرفي حيث يحتفظون بالأموال التى يحصلون عليها من عملياتهم التجارية تحت وساداتهم وفي بعض .الأحيان يتاجرون في العملات الأجنبية في السوق الأسود
وأوضح الباحثون “أن ممارسات العمل الحالية في الشركات الصينية في ناميبيا تعتبر غير مقبولة ولا يمكن إحتمالها”.0
وأضاف الباحثون “أن مصدر القلق الخاص يتمثل في عملية منح العطاءات للشركات التى لا تلتزم بالقوانين والنظم الوطنية وأن العمال يتركون بدون حماية من ممارسات الإستغلال الشديدة” مشيرين إلي أن العمال الناميبيين عانوا لعقود من الإستغلال خلال الفترة الإستعمارية العنصرية وكان الإعتقاد سائدا من “أن تحقيق الإستقلال يعني إنهاء إستغلال السود وإنهاء العنصرية إلى الأبد”.0
وأوضح الباحثون “أن الكثيرين من العمال الناميبيين أشاروا إلي أنهم يعتبرون ظروف العمل في الشركات الصينية تمثل شكلا جديدا للإستعمار. وأنها ببساطة تذكرهم بالظروف التى عانوها قبل الإستقلال في 1990 “.0
واقترح الباحثون أن تعمل ناميبيا على إعتماد سياسات تسعي لتطوير التجارة داخل الإقليم وفي القارة الإفريقية كلها حيث أن التجارة الإقليمية والقارية متخلفة وتهيمن عليها الشركات العالمية الجنوب .إفريقية