شكل ملف المهاجرين المفقودين في عرض البحر بين تونس وايطاليا عقب اندلاع الثورة التونسية محور المحادثة التي جرت الأربعاء 16 ماي 2012 بقصر قرطاج بين رئيس الجمهورية منصف المرزوقي ونظيره الايطالي جيورجيو نابوليتانو الذي أدى زيارة رسمية إلى تونس استغرقت يومين.
وعقب المحادثة أكّد الرئيس الايطالي أن بلاده “ستقدم كل الدعم الممكن للتخفيف من حالة الخوف الذي تعيشه العائلات التونسية الملتاعة لفقدان أبنائها في عرض البحر في رحلاتهم غير الشرعية إلى ايطاليا وستساعدهم على البحث عن المفقودين”.
وشدد الرئيس الايطالي على ضرورة إعطاء مضمون ملموس للدعم المقدم لتونس الجديدة، معلنا في هذا السياق أن وزيري خارجية البلدين “يستعدان للتوقيع على عدد من الاتفاقيات المشتركة تصب في هذا الاتجاه”.
ومن جانبه أكد رئيس الجمهورية أن ” الشراكة بين البلدين يجب ان تكون قائمة على أساس منطق يغلب مصلحة الطرفين ويخدم أهدافهما وبرامجهما التنموية والاقتصادية والاجتماعية وذلك عبر تشريك كل المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في تنفيذ مشاريع تنموية في المناطق المهمشة ودفع التشغيل وتنشيط الاقتصاد حتى يتم إيقاف موجات هجرة الشباب الذي يجازف بحياته للوصول الى الضفة الشمالية للمتوسط”.
وبخصوص متانة العلاقات الثنائية قال المرزوقي “إنها مكنت من تنفيذ عدة مشاريع تعاون شملت مجالات مختلفة لاسيما في الاقتصاد والمال والتعليم والثقافة والمجتمع” منوها ب”الدعم الايطالي لتونس لدى كل مؤسسات الاتحاد الاوروبي لكي تتبوأ مكانة الشريك المتميز”
وعلى صعيد متصل وقع وزير الشؤون الخارجية رفيق عبد السلام ونظيره الايطالي جوليو تيرسي، الأربعاء 16 ماي 2012 بمقر الوزارة، إعلانا مشتركا بين تونس وايطاليا لإقامة شراكة استراتيجية. يهدف إلى تطوير مناهج العمل ودعم الشراكة بين البلدين في مجالات الأمن والسياسة الجهوية والنهوض بالمؤسسات الصغرى والمتوسطة.
كما يمثل “التزاما” من الحكومة الايطالية لتشجيع إحداث المشاريع في المناطق المحرومة ودعم تونس في جهودها للحصول على مرتبة الشريك المتقدم مع الاتحاد الأوروبي الى جانب النهوض ببرامج التعاون الثنائي في ميادين التنمية الاجتماعية والصحة والبيئة وإحداث المؤسسات الصغرى والمتوسطة.(المصدر”وات”)