تونس-افريكان مانجر
اعتبر اتحاد الأساتذة الجامعيين “إجابة”، ان تحويل صبغة المؤسسات الجامعية من مؤسسات عمومية ذات صبغة إدارية إلى مؤسسات عمومية ذات صبغة علمية وتكنولوجية شرطاً أساسياً للجودة والاعتماد هو خاطيء.
وأوضح الناطق الرسمي باسم اتحاد اجابة، زياد بن عمر، أن المضي والعمل على إرساء الجودة والاعتماد لا يشترط تغيير الصبغة بل له مقاييس موحدة حسب كل تصنيف ولا يمنع مؤسسات عمومية ذات صبغة إدارية من دخول الاعتماد والجودة.
ولفت إلى أن دعم استقلالية الجامعات والمؤسسات دون مراجعة الحوكمة والتصرف بها بشكل يضمن الشفافية ويعطي دقة التسيير لمن يستحق حسب مقاييس تجمع ما بين التأهيل والكفاءة يعتبر أمراً خطيراً جداً إذ أن الحوكمة الحالية بالجامعات على درجة كبيرة من السوء، وفق نص البلاغ.
كما اعتبر بن عمر، في بيان له، أن دعم استقلالية الجامعات والمؤسسات دون آليات متابعة ومراقبة بشكل موضوعي وفعال تفتح أبواب سوء تصرف وفساد لا يمكن تلافيها، فضلا عن ان دعم الموارد الذاتية للمؤسسات لا بد أن يشترط بعدم المساس بمجانية التعليم والتكوين للطالب التونسي وأن لا يكون باباً مقنناً للخوصصة وضرب مجانية التعليم وجودته.
وأكد ان ما تعتبره الوزارة تشجيعاً للمؤسسات على تحمل مسؤولياتها هو خطر ينذر بتخلي الدولة عن دعم الجامعة العمومية وضخ الأموال لها بتعلة تغيير الصبغة، مشيرا الى أن ميزانية وزارة التعليم العالي نقصت بألاف المليارات في العشرية الأخيرة.
كما شدد على ان تغيير صبغة المؤسسات بهدف تعبئة موارد ذاتية دون وضع خطط وأهداف وطنية يمكن أن يجعل من المؤسسات والجامعات إمارات صغيرة تبحث عن الربح ويدخل التعليم في السلعنة ويهدد الإنسانيات والعلوم الأساسية بالاندثار ويهدد أحد أهم ركائز التعليم العمومي ألا وهي تكوين مواطن سليم يدعم استراتيجيات وطن منيع.
وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أفادت في بلاغ لها امس الاثنين، أن مجلس الوزراء صادق يوم السبت 15 جانفي 2022، على 6 مشاريع أوامر رئاسية تتعلق بتحويل صبغة جامعة المنستير، وجامعة صفاقس، وجامعة قابس، وجامعة القيروان، وجامعة سوسة، وجامعة تونس المنار، وعلى 9 مشاريع أوامر رئاسية تتعلق بتحويل صبغة مؤسسة تعليم عال وبحث (المدرسة الوطنية للمهندسين بسوسة، المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس، المدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير، كلية الطب بسوسة، كلية الطب بتونس، كلية الطب بصفاقس، كلية العلوم بقابس، المعهد العالي للتربية والتكوين المستمر، المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بسوسة).
ويمكّن تحويل الصبغة من دعم قدرة هذه المؤسسات على مواصلة مسار الاعتماد الذي يقتضي تطوير طرق تسييرها وتنظيمها ليتماشى مع المعايير الدولية في هذا المجال بما يعزز مقروئيتها وتنافسيتها ويمنحها إشعاعا دوليا يمكنها من الارتقاء في التصنيفات العالمية ويفسح لها المجال للانخراط في شراكات علمية مميزة وذات قيمة مضافة عالية.
وبحسب وزارة التعليم العالي، فانه سيكون لتحويل الصبغة أثرا على مستوى تحمل هذه المؤسسات مسؤوليتها في تحقيق الأهداف التي التزمت بها في إطار عقود البرامج التي ستربطها بالوزارة، بما يمكّن من تحفيزها على تحسين جودة أدائها البيداغوجي والمالي والعلمي وعلى مواصلة مسار الاعتماد الذي يعد ضمانة للرفع من تنافسيتها ومقروئيتها على المستوى الدولي.
وشددت الوزارة على أنّ تطوير منظومة التعليم العالي يقتضي انخراط المؤسسات الجامعية في نظم ضمان الجودة والاعتماد بما يمكن من تعزيز دورها التنموي داخل محيطها الاقتصادي والاجتماعي ومزيد إشعاعها على الصعيد الدولي عبر تحسين مستوى ترتيبها في التصنيفات الدولية.