تونس- افريكان مانجر
دعا المكلف بالإعلام في شركة فسفاط قفصة علي الهوشاتي السلط الجهوية والحكومة إلى إيجاد حلّ جذري لازمة القطاع المتواصلة منذ سنوات وإنقاذه من الانهيار الذي يعيشه، وأضاف المصدر ذاته في تصريح ل “افريكان مانجر” أنّ إنتاج الفسفاط توقف بشكل كلّي منذ يوم 14 افريل الماضي.
تعليق العمل بالمقرّ الاجتماعي
وأكد الهوشاتي أنّه وبسبب تواتر الاعتصامات وتوقف الإنتاج، فقد قررت النقابات الأساسية للإطارات العليا والوسطى وأعوان المقر الاجتماعي لشركة فسفاط قفصة التابعة للاتحاد الجهوي للشغل ، تعليق العمل بالمقر الاجتماعي بداية من اليوم الثلاثاء 05 ماي 2015 إلى حين التوصل إلى حلول ناجعة لأزمة القطاع وللإشكاليات التي تعرفها المنطقة.
وكانت النقابات قد دعت السلط الجهوية والأمنية لتأمين وحماية المقر الاجتماعي.
وأضاف المكلف بالإعلام أنّ شركة فسفاط قفصة حلّت مكان الدولة في الجهة، مُشيرا الى أنّ كلّ من له مطالب اجتماعية ومهنية يتخذ من مقرّ الشركة مكانا للاعتصام لإبلاغ صوته للسلط المعنية.
ودعا المصدر ذاته إلى التعجيل بخلق منوال تنموي جديد يُمكن من تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بولاية قفصة.
خسائر فادحة
واكد علي الهوشاتي أنّ حجم رواتب أعوان واطارات شركة فسفاط قفصة يُقدّر ب 200 مليار سنويا، مُضيفا ان الشركة وبالرغم من أهميتها في الاقتصاد الوطني فهي غير قادرة على تلبية كافة مطالب التشغيل في الجهة.
وفي السياق ذاته، حذّرت ودادية إطارات المجمع الكيميائي التونسي في وقت سابق من إمكانية عدم خلاص الأجور خلال الشهر أو الشهرين القادمين .
وأكّد الإطار بشركة فسفاط قفصة عز الدين البراني تدهور إنتاج الفسفاط من 8 مليون طن سنة 2010 إلى 650 ألف طن في الثلاثي الأول من سنة 2015 مقابل ارتفاع عدد الأعوان من 5 ألاف إلى 7 ألاف عون.
توقف كلي للإنتاج منذ 18 افريل الماضي
ومع تواصل أزمة قطاع الفسفاط، صرّح امس الاثنين المدير الجهوى للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية بمنطقة الجنوب الغربي الوردى المنصرى أن الناقلة الوطنية الحديدية تتكبد يوميا خسائر لا تقل عن 200 ألف دينار جراء تعطل عمليات نقل الفسفاط والأسمدة الكيميائية من جهة قفصة نحو معامل التحويل أو الموانئ قصد التصدير.
و قال ذات المصدر في تصريح إعلامي انه منذ 18 أفريل الماضي لم يتم شحن أي قطار بالفسفاط التجاري من وحدات الإنتاج التابعة لشركة فسفاط قفصة نحو معامل تحويل الفسفاط إلى أسمدة كيميائية الواقعة بغنوش وصفاقس والصخيرة والمظيلة.
كما لم يتم شحن أي قطار بواسطة ثلاثي الفسفاط الرفيع من معمل المظيلة في اتجاه ميناء قابس بغرض التصدير.
وتجتاح مدن إنتاج الفسفاط بولاية قفصة وهى المظيلة والمتلوى وأم العرائس والرديف منذ أكثر من شهر موجات عارمة من الاحتجاجات لطالبي الشغل الذين ينفذ مئات منهم اعتصامات بمواقع استخراج الفسفاط وإنتاجه وبنقاط تزويد مغاسل شركة فسفاط قفصة بالمياه الصناعية وأيضا بمحطات النقل الحديدى وبمسالك نقله بواسطة الشاحنات.
تراجع مكانة تونس عالميا
وأدت هذه الاعتصامات إلى شلل تام في قطاع الفسفاط بمدن إنتاجه حيث تتعطل كليا منذ ثلاثة أسابيع عمليات استخراج الفسفاط الخام وإنتاج الفسفاط التجاري الجاف منه والمبلل.
كما شلت هذه الاعتصامات قطاع إنتاج الأسمدة الكيميائية بالمظيلة الموجهة للتصدير حيث توقف معمل المظيلة لإنتاج ثلاثي الفسفاط الرفيع عن النشاط منذ نهاية الأسبوع الماضي بعد نفاذ مخزونه من مادتي الفسفاط المبلل والجاف.
وأصاب الشلل نتيجة هذه الاحتجاجات قطاع نقل الفسفاط والأسمدة الكيميائية إذ يمثل نقل هاتين المادتين نسبة تقارب 90 بالمائة من حجم نشاط الشركة الوطنية للسك الحديدية التونسية بمنطقة الجنوب الغربي.
وتراجعت مكانة هذه المؤسسة الوطنية المختصة في إنتاج الفسفاط فبعد أن كانت والى حدود سنة 2010 تحتل المرتبة الخامسة من بين منتجي الفسفاط على الصعيد العالمي حيث أصبحت الآن في المرتبة التاسعة .