تونس- افريكان مانجر
في إطار الاستعداد لموسم الأمطار ولمجابهة التقلبات المناخية والفيضانات، أفا نجيب بن شيخة مدير إدارة المياه العمرانية بوزارة التجهيز أنّه تمّ منذ شهر جانفي 2023 الى غاية موفى سبتمبر الماضي، جهر 1510 كلم من قنوات الحماية من الفيضانات باحجام مختلفة بالإضافة الى جهر مجاري مياه وأودية ذات صلة.
جهر 26 الف كلم من القنوات على الطرقات المرقمة
ولفت المصدر ذاته الى أنّ التدخلات شملت أيضا جهر 26 ألف كلم من القنوات على الطرقات المرقمة، مشيرا الى أنّ التدخل في بعض المناطق يتكرر اكثر من 7 مرات لعدّة عوامل منها القاء الفضلات بجميع أنواعها.
وتعكف حاليا وزارة التجهيز على انجاز الدراسة الاستراتيجية للتصرف في مخاطر الفيضانات بقيمة 12 مليون دينار، علما وانه تمّ منذ مطلع العام الجاري الانطلاق في تنفيذ مشاريع حماية المناطق الشمالية والشرقية لتونس بكلفة جملية تقدر بحوالي 180 مليون دينار وكذلك تهيئة وادي قابس وانجاز جسرين على طريق الكرنيش وشارع باريس بمدينة قابس بكلفة حوالي 50 مليون دينار.
ومن أهم المشاريع المنجزة لحماية المدن من الفيضانات والبالغ عددها 14 بكلفة جملية مقدرة بـ 148 مليون دينار، ينتظر الانتهاء منها مع موفى 2024 وتهم عدة مناطق بعدد من الولايات إلى جانب برنامج لحماية الشريط الساحلي من الانجراف الى افق 2050.
الإشكالية في شبكات تصريف المياه
من جانبه، أكد انور المديني مدير الطرقات ببلدية تونس في حديث مع “افريكان مانجر” أنّ الاستعدادت لموسم الأمطار تهمّ بالأساس وزارتي التجهيز والفلاحة والبلديات والديوان الوطني للتطهير، وبيّن في هذا الصدد أنّ بلدية تونس شرعت منذ 3 أشهر تقريبا في عمليات الجهر وتنظيف بلوعات المياه وتنظيف مجاري الأمطار ورفع الأتربة للتوقي من التقلبات المناخية خلال فصلي الخريف والشتاء.
وقد تولت فرق صيانة الطرقات بولاية تونس طيلة شهر اوت الماضي تنظيف بلوعات مياه الامطار، موضحا أنّ العمل البلدي يرتكز بالأساس على المناطق الزرقاء والتي تُشكل وضعياتها سببا لتراكم المياه، وتم خلال الـ 3 أشهر الأخيرة جهر ومعالجة كل الأوساخ التي قد تعيق سيلان المياه بـ 3800 بالوعة كما تمّ كنس ورفع فواضل أشغال البناء التي تمّ تكديسها بأكان قريبة من الطرقات.
وشدد مُحدثنا على ان عمليات التنظيف والصيانة متواصلة بين مختلف الأطراف المذكورة سواء في أحواض المياه اوالأودية والبالوعات المسدودة التي يصعب مرور مياه الأمطار عبرها وانسيابها بشكل طبيعي إلى خارج المدن.
وردّا على سؤال يتعلق بأسباب الفيضانات التي تجتاح بعض المدن، أوضح مدير الطرقات ببلدية تونس أنّ “الإشكالية تكمن في شبكات تصريف مياه الامطار، أحيانا متقادمة واحيانا غير موجودة… وحتى وان وجدت فانها غير قادرة على استيعاب كمية الامطار الغزيرة المتهاطلة في وقت وجيز”، وفق تعبيره.
البلديات في “قفص الاتهام”
وقال إنّ كلّ ما يتردد بخصوص تقصير البلديات في الاستعداد واليقظة لموسم الامطار لا أساس له من الصحة، مشددا على ان البلدية ورغم محدودية مواردها المالية فانها تعمل على إتمام الاستعدادات في موعدها.
وقد طالب العديد من المواطنين برفع نسق الاستعدادت خلال هذه الفترة التي تتزامن مع حلول فصلي الخريف والشتاء للتخفيف من نتائج الامطار المرتقبة، كما طالبوا بتنظيف البالوعات والاودية وجهر مختلف شبكات تصريف مياه الامطار… حتى لا يتكرر سيناريو الفيضانات بعدد من المدن.
ووفق معطيات صادرة عن وزارة التجهيز فان الإستراتجية الوطنية للتحكم في مياه السيلان المتدفقة نحو المدن وانجاز دراسة للتصريف في مخاطر الفيضانات إلى أفق 2050 سيتم الانتهاء من اعدادها في غضون سنة 2025، وتبلغ كلفة إنجازها نحو 12 مليون دينار.
كما تفيد ذات المعطيات عن وضع دراسة تنتهي في مرحلة أولى في ديسمبر القادم والمرحلة الثانية في ديسمبر 2024 والمرحلة الثالثة ستخصّص لوضع إستراتيجية حماية الشريط الساحلي وتتضمن تحسينا للإطار القانوني والحوكمة في حماية الشريط الساحلي والتي ستدعم مشاريع ستنطلق في 2023 بكلفة 40.705 مليون دينار وتقدمت الأشغال في بعض منها بنسبة 95 بالمائة ومنها التي انطلقت خلال شهري جويلية وأوت.