تونس –افريكان مانجر
قال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع بلحسن الوسلاتي إنّ الحافلة التي استهدفتها العناصر الإرهابية في الكاف مساء أمس الأربعاء كان على متنها عسكريون ومدنيون، مُؤكدا أنّه من السهل على المجموعات المسلحة التعرّف على موعد مرور الحافلة العسكرية.
استشهاد جندي خامس
وأضاف الوسلاتي أنه كان من الممكن ان تكون الحصيلة أرفع من 5 شهداء بكثير، ذلك أن عنصرين إرهابيين حاولا الاقتراب من الحافلة وإنهاء العملية بالقضاء على بقية الجرحى الموجودين فيها والمقدر عددهم ب11 عنصرا غير أنّ استعمال عدد من العسكريين لأسلحتهم واطلاق النار أجبر المجموعة الإرهابية على التراجع.
وأوضح الناطق الرسمي أنّ المعطيات الأولية تُشير إلى أنّ العناصر الإرهابية تحصنت على مستوى منطقة نبر الواقعة بين ولايتي الكاف وجندوبة وذلك لكثرة المنعرجات فيها وبالتالي يصعب رؤيتهم، كما أكد المصدر ذاته أنّ وزارة الدفاع لديها معطيات حول عدد العناصر الإرهابية التي استهدفت قواتنا الوطنية لكنها تتحفظ عنها في الوقت الحالي، خاصة مع تواصل عمليات التمشيط.
عمليات انتقامية
وحول هذا الموضوع، قال الخبير في الجماعات الإسلامية علية العلاني ل” افريكان مانجر ” إنّ الإرهابيين يُحاولون الانتقام من النجاحات الأمنية الأخيرة وخاصة من عملية وادي الليل بمنوبة والتي اسفرت عن مقتل 6 عناصر إرهابية بينهم 5 نساء .
كما اعتبر محدّثنا ان المجموعات الإرهابية تُحاول اختبار مدى جاهزية القوات الأمنية والعسكرية للتصدى لمخططاتهم، مُشيرا الى أنّ هدفهم الأساسي هو افشال المسار الانتقالي في تونس وبصفة خاصة افشال الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها يوم 23 نوفمبر الجاري .
وفي سياق متصل قال الخبير في الجماعات الإسلامية إنّه من غير المستبعد أن تسعى الجماعات الإرهابية الى اغتيال أحد الشخصيات المترشحة للسباق نحو قصر قرطاج لأنّ أي حالة وفاة في صفوف المترشحين تُؤدي وُجوبا إلى إلغاء هذه الدورة الانتخابية الرئاسية وإعادة إجرائها من جديد.
تحركات مشبوهة
من جانبه اعتبر الخبير الأمني ومسؤول قسم الاستشراف ومكافحة الإرهاب في المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل مازن الشريف أن العملية الإرهابية التي تمت في الكاف دليل على أن الإرهاب مر الى مرحلة ما يسمى بالإرهاب الانتقامي خاصة بعد النجاح الامني والعسكري في العمليات الامنية الإستباقية التي جرت مؤخرا .
وشدد الشريف في تصريح صحفي على ضرورة تفعيل دور المواطن في الرقابة والاستفادة من المعلومات التي يقدمها المواطن حول وجود تحركات مشبوهة مؤكدا ضرورة مراجعة الأخطاء الاستراتيجية حد قوله لتجنب مثل هذه العمليات في المستقبل.