على هامش الاجتماعات السنوية للبنك الافريقي للتنمية المنعقدة مؤخرا بشنغهاي كان لنا لقاء بالسيد تييري دو لونقيمار نائب رئيس البنك المكلف بالمالية الذي اجابنا عن مجموعة من التساؤلات المتعلقة بسر الاهتمام المتزايد للصين بالقارة الافريقية .
س اعتبارا للتقدم الكبيرالذي احرزته الصين امام افريقيا يبدو انها مؤهلة جدا للاستفادة من التقارب الصيني الافريقي . كيف يمكن برايكم للبلدان الافريقية الاستفادة من الوضعية الجديدة .
ج في الحقيقة فان افريقيا بصدد الاستفادة من هذا الوضع واساسا بالنسبة للبلدان المصدرة للمواد الاولية . الصين كلما حققت تطورا تكون بحاجة اكثر الى المواد الاولية وهو ما يفسر الزيادة الهامة لاستثماراتها في القارة والتي تضاعفت من 10 مليار دولار سنة 2000 الى 55 مليون دينار سنة 2006 .
ثم ان الصين بفتحها لسوقها امام الاقتصاد العالمي اصبحت بحاجة الى الزيادة حصتها في سوق التصدير . وبما ان البلدان الغربية تسجل نموا محدودا فان افريقيا تمثل سوقا مهمة نمو بمعدل سنوي بنسبة 5 بالمائة وهو مايجعل من الطبيعي ان تهتم الصين بسوق مثل افريقيا .
س يبدو ان دعم العلاقات الافريقية _ الصينية لا يفيد كل البلدان الافريقية بنفس المستوى . فالبلدان المصدرة للنسيج مثل تونس والمغرب ومصر لم يجعلها التفكيك الخاص بالاتفاقيات المتعددة الالياف تستفيد بشكل كبير . هل قمتم خلال هذا الاسبوع الافريقي المنعقد بشنغهاي باثارة هذه المسالة مع الاطراف الصينية .
ج في الحقيقة فان البنك الافريقي للتنمية كبنك لايساهم في مثل هذه النقاشات . لكن الوفود التي حضرت الى هنا بامكانها التعرض الى هذه المسائل التي تشغلها . وكانت هناك في ما يخص النسيج عديد المواقف . فتونس واجهت الوضعية الجديدة بطريقة مهمة جدا بالتعويل على الانشطة ذات القيمة المضافة العالية . ثم لايجب التغافل عن عامل القرب الجغرافي الذي يساعد تونس والمغرب . الخ … كما ان المرور الى الجودة العليا والانتاج بكميات صغيرة يتيحان مواجهة المنافسة الصينية . وهو امر غير متاح للبلدان التي تعتمد الانتاج بكميات كبيرة .
بالنسبة للنسيج اعتقد ان الصين قادرة على المرور الى الانتاج ذي الجودة العالية وهو ما يجعل مواجهة المنافسة التي لن تكون فقط صينية غير متاحة الالفائدة البلدان التي تختار الانتاج بكميات محدودة وتلتزم بالجودة وتطور الخدمات وصفة عامة التي تكسب رهان الانتاجية .
س اعتبارا لافق حرية تنقل الاشخاص الا تعتقدون ان توجد مستقبلا مشاكل اجتماعية نتيجة لهذا التقارب الصينيى الافريقي .
ج ان خصوصية الاستثمارات الصينية في افريقيا تتمثل في ان اصحابها يفضلون الاعتماد على اليد العاملية الصينية على حساب اليد العاملة المحلية . والمشكل لا يتقف عند بناء او انشاء المشروع بل يتعداه الى الصيانة والمتابعة لان السؤال المطروح هو هل لافريقيا القدرة والامكانيات اللازمة للقيام بهذه المهام . وفي اعتقادي يجب تدارس هذه المسالة وايجاد حل لها من البداية لتمكين آليات التكوين ونقل الخبرة والتكنولوجيا من مصاحبة الاستثمارا ت منذ الانطلاق . وهذا ماهو مطلوب من البلدان الافرييقية اشتراطه في مرحلة التفاوض .
س السؤال الاخير يتعلق بالوضعية المالية للبنك الافريقي للتنمية ان المتامل في النتائج الملية التي حققها البنك يطرح سؤالا حول اهداف البنك هل هي تحقيق الارباح ام المساهمة في في تنمية البلدان الافريقية .
ج الاجابة سهلة جدا . اذ ان دعم المرابيح يعني دعم البنك وايضا دعم دوره التنموي . وليس ادل على ذلك ان البنك وجه خلال السنة الفرطة ثلاثة ارباع مرابيحه الى العمليات المتعلقة بالمساعدة على تحقيق التنمية .