تونس-افريكان مانجر
برهنت أجهزة الأمن التونسي بمناسبة الإحتفال برأس السنة الميلادية عن مدى قدرتها في توفير الطمأنينة للمواطنين أينما كانوا.و قد كانت الوحدات الأمنية ليلة الثلاثاء 31 ديسمبر 2013 متمركزة في كل مداخل المدن للقيام بحملات التفتيش و التثبت من الهويات قصد التصدي لكلّ ما من شأنه أن يُعكر صفو الإحتفال بهذه المناسبة سيما و قد تصاعدت وتيرة التهديدات الإرهابية في تلك الفترة.
و قد رجح مراقبون سياسيون و خبراء في الأمن الإستراتيجي أن تكون مناسبة الإحتفال برأس السنة فرصة لتنفيذ بعض المخططات الإرهابية.كما قالت وزارة الداخلية صراحة إنّ لديها معلومات جدّية تتحدث عن أنّ أعمال تفجيرية و إرهابية قد تستهدف النزل و غيرها من الفضاءات الترفيهية و المنشآت العمومية التي تشهد إقبالا مكثفا من التونسيين.
نجاح أمني و الحذر واجب
و بإتصال مع نبيل العياري كاتب عام النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي اليوم الاثنين 2 جانفي 2013 أكد ل”افريكان مانجر”أنّ ليلة 31 ديسمبر 2013 كانت ليلة مشهود بها من حيث التعزيزات الأمنية و اليقظة في مختلف النقاط كما تم إتخاذ الاحتياطات اللازمة لإحباط أي مُخطط إرهابي.
هذا و أفادنا المصدر ذاته أنّ كل الأسلاك الأمنية من حرس وشرطة وحماية مدنية وسجون كانت متأهبة للتصدي للتهديدات و قد نجحت القوات الأمنية في مهمتها و أدخلت الطمأنينة لتُبدّد بذلك المخاوف،و بذلك تكون أجهزة الأمن في تونس قد استعادت عافيتها و أسقطت كلّ التوقعات كما يُقال في الماء.
وأضاف المتحدث أنّ برنامج العمل الأمني سيتواصل خلال الفترة القادمة بنفس الوتيرة،كما ستتظافر الجهود لتطبيق القانون ضدّ كلّ من تُسوّل له نفسه الاعتداء على المدنيين أو المسّ من هيبة الدولة.
صلابة المؤسسة الأمنية
و رغم أهمية هذا الإنجاز في كونه دليلا على صلابة المؤسسة الأمنية في الظرف الاستثنائي الذي تعيش على وقعه تونس منذ سنوات،فقد أكد المحلل العسكري فيصل الشريف في اتصال مع”افريكان مانجر”أنّ الحذر في هذه الفترة لازم و مطلوب أكثر ممّا هو موجود عليه الآن.و أضاف محدثنا أنّ الإرهابيين قد يكونوا غيّروا من أجندتهم عندما لاحظوا الحضور الأمني في الشوارع التونسية و المناطق الجبلية،و قال المحلل العسكري إنّه ليس مستبعدا أن تُفكر المجموعات الإرهابية في القيام بعمليات جديدة و ذلك كرّة فعل على خبر إلقاء القبض على المدعو”أبوعياض”زعيم تنظيم أنصار الشريعة المحظور في تونس.
“أبو عياض”قد يُصعد العمل الإرهابي
وشدّد فيصل الشريف على أنّ الخبر صحيح و أنّ التضارب الحاصل في الأنباء المتعلقة به ليس سوى تمويه أو هي محاولة لربح الوقت خاصة من الجانب الأمريكي الذي يبدو أنه و بحسب المصدر ذاته يقوم حاليا بإستنطاق “أبو عياض”المورط في عدّة قضايا إرهابية منها حادثة اغتيال السفير الأمريكي في طرابلس و هو أيضا مُورط في الإعتداء على مقر السفارة الأمريكية بتونس.
و في السياق ذاته بيّن الشريف أنّ المؤسسة الأمنية الأمريكية ليست لديها ثقة في الأجهزة التونسية و عليه فقد تولت القيام بالعملية بمفردها أو ربمّا بمساعدة محدودة من الأمن الليبي.
و من المتوقع بحسب ما أفادنا به المحلل العسكري أن يتمّ الإعلان رسميا عن إلقاء القبض على “أبوعياض “في غضون الأيام القليلة المقبلة.و هو ذات السيناريو الذي تمّ اعتماده مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في شهر ماي 2011.
من جانبه قال الخبير في الجماعات الإسلامية علية العلاني إنّ التهديد الإرهابي ما يزال قائما بنسبة 50 بالمائة و عليه فإنّ الحذر واجب.و قد نوّه في ذات الإطار بالمجهود الأمني الكبير الذي بذلته المؤسستين العسكرية و الأمنية في توفير الأمن.
بسمة المعلاوي