تونس- افريكان مانجر
تهدف وزارة البيئة التونسية الى بلوغ صفر نفايات في أفق سنة 2050، بحسب تصريحات للوزيرة ليلى الشيخاوي، ويبدو هذا الهدف “صعب المنال” في بلد ينتج سنويا 2,8 مليون طن من الفضلات منها 350 الف طن نفايات صناعية، في حين أنّ نسبة الفضلات المنزلية التي تتم رسكلتها وإعادة تثمينها لا تتجاوز 8 بالمائة في حين يقع ردم 70 بالمائة منها في المصبات.
منظومة تشريعية في حاجة للتطوير
رأي لا يوافقه عبد الله عبد الله المدير التنفيذي لجمعية إنجاز تونس في تصريح لـ “افريكان مانجر” ، مُؤكدا أنّ الاقتصاد الدائري وإنجاز مشاريع من رسكلة النفايات والفضلات هي الحلّ الأمثل لمقاومة تأثيرات التغيرات المناخية وخلق مواطن شغل إضافية، مشيرا إلى تطوير هذه المنظومة أصبح اليوم ضرورة ولم يعد خيارا.
ولفت محدثنا على هامش حفل تتويج افضل الشركات الناشئة في الاقتصاد الدائري الذي نظمته الجمعية في نسختها الثالثة الى ان “المستقبل في الاقتصاد الدائري” مطالبا بضرورة الإسراع بسن القانون المناسب لحث الشباب على الانتصاب للحساب الخاص وضمان نجاح المشاريع.
وفي هذا السياق، بين المدير التنفيذي ان الجمعية تتولى حاليا انجاز برنامج SwitchMed وهو ممول من الاتحاد الأوروبي، وعلى اثره تم تقديم جوائز مالية لأفضل 6 مشاريع في الاقتصاد الدائري والمشاريع الصديقة للبيئة بينهم تونسيان، مشيرا الى ان الهدف الرئيسي للتظاهرة هو الاستفادة من مشاريع الاتحاد الأوروبي وتقديم مناهج مبتكرة في مجال دعم الشركات الخضراء، وبالتالي المساهمة في النظام البيئي في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ومن شأن الاقتصاد الدائري أن يخلق فرص عمل بإعتبار أن النفايات تشكل مادّة أوّليّة للاستثمار من خلال تثمينها من قبل الشركات.
مفهوم الاقتضاد الدائري
يعني الاقتصاد الدائري الابتعاد عن استخدام المواد الخام الثمينة وإنتاج السلع التي ينتهي بها المطاف في مصب النفايات، ومن خلال هذا النموذج الاقتصادي، يتم إصلاح المنتجات وإعادة استخدامها وإعادة تدويرها بدلاً من ذلك.
ووفقا للتقرير السنوي الصادر عن البنك الافريقي للتنمية بعنوان الآفاق الاقتصادية في شمال أفريقيا في عام 2023 ، فان دعم الاقتصاد الدائري في شمال أفريقيا إلى احداث نحو 3 ملايين فرصة عمل جديدة وتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 40 في المائة بحلول عام 2050.
فرص عمل جديدة
وتقول تقارير دولية أخرى ان إرساء منظمة الاقتصاد الدائري في تونس قد تساهم في خلق ما يقرب عن 100 الف فرصة عمل جديدة.
وكانت وزيرة البيئة ليلى الشيخاوي قد اكدت في تصريح اعلامي سابق لـ “وات” ” أنّ هدف وزارة البيئة هو بلوغ صفر نفايات في أفق سنة 2050″. وشدّدت على أنّ تحقيق هذا الهدف يتم بتكاتف الجميع وبجهود كلّ الأطراف.
أضافت ، « أعني بالجميع كل المؤسسات العمومية ومكوّنات الدولة بما فيها البلديّات وكذلك المجتمع المدني ووسائل الإعلام وخاصّة المواطن ».ولفتت إلى أن وزارة البيئة تعمل على توعية المواطن وإنارة الطريق للمسثمرين في مجال الاستثمار في رسكلة النفايات، موضحة، نأمل تسويق فكرة الفرز الانتقائي من المصدر، لتسهيل عمليّة الرسكلة.