من المنتظر ان تطور غرفة الصناعة و التجارة بتونس البوابة الالكترونية “Tunisia Trading ” لتفتح المجال امام البلدان الافريقية و تصبح “Africa Trading”.
هذا ما أعلن عنه رئيس غرفة الصناعة و التجارة بتونس منير المؤخر في حوار خص به موقع “افريكان مانجر” مشددا على أهمية هذه الخطوة التي تلعب دورا استراتيجيا لا سيما في مجال تسهيل النفاذ إلى المعلومة الاقتصادية وتمويل الدبلوماسية الاقتصادية.
فبحسب محدثنا، ستضمن هذه البوابة تبادل المعلومات بين كل المؤسسات الاقتصادية و ذلك بصفة حينية و سريعة بالإضافة الى تبادل الخبرات في كل المجالات الفاعلة.
و لبلوغ هدفها، تعمل غرفة الصناعة و التجارة بتونس حاليا على إيجاد التمويل اللازم خاصة و ان الاستمثار في مثل هذه المسائل يتطلب تمويلات هامة.
لا بد من تفعيل دور غرف الصناعة و التجارة
و تعتبر هذه الخطوة مهمة خاصة و ان تونس تأخرت كثيرا في التوجه نحو السوق الافريقية واكتفت لعدة عقود بالأسواق الأوروبية التقليدية في حين سبقتها عدة دول أخرى على غرار المغرب التي استفادت من نسب النمو الهامة، التي تحققها بلدان القارة. من بين هذه الدول نذكر، الكوت ديفوار، التي نجحت في تحقيق نسب نمو تتراوح بين 8 و10 بالمائة وهي مرشحة للتطور بشكل أكبر.
ووفقا لاخر الإحصائيات، فإن قيمة الصادرات التونسية نحو الدول الإفريقية اليوم لا تعدو أن تتجاوز الـ3 % فقط من القيمة الجملية لصادراتنا أي ما يعادل قيمة 640 مليون دينار فحسب، اما وارداتنا من إفريقيا فقد قدرت قيمتها بـ116 مليون دينار و.بلغ حجم التبادل التجاري التونسي الإفريقي 800 مليون دينار في السنوات الأخيرة التي تلت الثورة، وتسعى تونس لرفع قيمة التبادل التجاري مع مختلف الدول الإفريقية، لكي يصل إلى مليار دينار تونسي سنويًا، وتعد إثيوبيا الشريك الأفريقي الأول لتونس، تليها السنغال، ثم ساحل العاج، والكامرون.
و أكد منير المؤخر أنّ غزو السوق الإفريقية يتطلب قرارات جريئة و خاصة وضع برنامج عملي واضح يقوم على مزيد التنسيق بين كل الهياكل الفاعلة في ظل وجود عدة صعوبات تحول دون حسن استغلال الإمكانيات التي تزخر بها القارة السمراء.
و لبلوغ هذه الأهداف ، اقترح تفعيل دور المؤسسات ومنها خاصة غرف التجارة التي تشكل اليوم العنصر الأساسي في البلدان الافريقية و التي ستساعد حتما في الاستكشاف وتكوين شبكات علاقات اقتصادية وادارية وتسهيل بالتالي عمليات الانتصاب والاستثمار في هذه السوق واتخاذ موقعا ضمنها في ظل توفر الموارد البشرية التونسية.
هل أعددنا الأرضية الملائمة لاكتساح السوق الافريقية؟
وتاتي مقترحات غرفة الصناعة و التجارة في وقت تسعى فيه تونس في السنوات الأخيرة بالخصوص إلى توسيع نشاطها التجاري والاقتصادي مع القارة الأفريقية التي تربطها بها علاقة قوية منذ سنوات طويلة، وباعتبارها سوقا واعدة.
وكانت وزارة التجارة قد أعلنت في وقت سابق عن طلب تونس رسميا الانضمام إلى السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا..
بدوره، أكد رئيس الحكومة يوسف الشاهد في ديسمبر 2016، أن تونس ستتجه نحو فتح أسواق جديدة في القارة الإفريقية ، مبيّنا أنّ هذا التوجه سيتعزز بزيارات سيؤديها في مطلع 2017 إلى عدة دول إفريقية.
هذه ملامح السياسة الجديدة
وهوما أكده الوزير المستشار المكلف بمتابعة المشاريع رضا السعيدي الذي اعلن اعتماد الحكومة الحالية خطة عمل واضحة و التي دخلت مؤخرا حيز التنفيذ.
و تتمحور هذه الخطة اساسا حول تكثيف الزيارات الميدانية و هو الامر الذي لامسناه في الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد للسودان و التي تعتبر بمثابة النقلة النوعية و بداية الانفتاح على افريقيا التي تتجه نحو مزيد التمدن والتحضر.
زيارة ستتبعها زيارة ثانية بداية من افريل المقبل الى ثلاث عواصم افريقية ( النيجر و مالي و بوركينا فاسو) و التي سيكون فيها رئيس الحكومة مرفوقا بعدد من رجال الأعمال لبحث سبل التعاون الثنائي والاستثمار في هذه الدّول. دون ان ننسى الزيارة الأخيرة إلى العاصمة الغينية كوناكري التي مكّنت رجال الأعمال التّونسيين من إيجاد مجالات جديدة للإستثمار في عدّة اختصاصات.
و من المحاور الأخرى، تطرق السعيدي في حوار ل”أفريكان مانجر” الى تعزيز التمثيليات التجارية من خلال فتح خمس تمثيليات تجارية جديدة في عدد من الدول الافريقية الى جانب تدعيم النقل الجوي والبحري وابرام اتفاقيات تبادل حر مع مجموعات اقتصادية افريقية كبرى .
وئام الثابتي