تونس-أفريكان مانجر
بعد ورود معلومات تؤكد ان حكومة الحبيب الصيد تسعى إلى إجراء تحوير وزاري في مطلع شهر سبتمبر القادم و أن هذا التحوير يطبخ على نار هادئة لحلحلة الأزمة الحالية و تحسين الأداء الحكومي ،”افريكان مانجر” اتصلت بعدد من قيادات الأحزاب لرصد موقفهم من هذه المسألة.
و في هذا الإطار ،أكد نور الدين البحيري النائب عن حركة “النهضة” أن الوضع الحالي لا يسمح بتحوير وزاري و إنما يسمح بتوحيد الجهود و الصفوف و توفير الإمكانيات اللازمة للانتصار على معركة الإرهاب. و أضاف إن راشد الغنوشي رئيس الحركة أعلن في آخر تصريح له ان الحكومة الحالية تستحق الدعم حتى و ان كان لها بعض الملاحظات او بعض الاحترازات و ان معركة تونس تحتاج الى أن تؤجل لأجلها كل المعارك الأخرى وفق قوله.
و أشار البحيري الى ان البلاد عندما تكون في حالة حرب يجب التفكير كيف تنتصر و لا ان تفتح على نفسها معارك أخرى جانبية . و أكد انه ليس الوقت لاجراء اي تحوير حاليا ولا الوقت لتشكيل سلطة معارضة في ظل ما تعيشه البلاد .
من جانبه أفاد محسن النابتي القيادي بـ”الجبهة الشعبية” انه لا يجب التحوير في الأشخاص و إنما التحوير في الخيارات لمعالجة الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية و الأمنية و أن التحوير الوزاري لن يكون له أي تأثير ايجابي لانه سيكون مجرد ذر رماد على العيون فقط.و أوضح انه يجب تغيير الخيارات الفاشلة و الخالقة للازمة و انه على الرباعي الحاكم الإقرار بهذه المسالة من اجل ايجاد حلول ناجعة.
أما محمد عبو الأمين العام لحزب “التيار الديمقراطي” فقد أكد أن المسألة لا تتعلق بتحوير وزاري للخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد و أن المقصود به هو تحسين السياسات و مزيد الوضوح في الخطاب و فرض سلطة القوانين على الجميع دون استثناء و حكم البلاد لخدمة التونسيين و لا لخدمة مجموعة فقط.و اشار الى ان المشكل هو في التوجهات العامة المطروحة التي تكبل عمل الحكومة مثل مسألة عدم تطبيق القانون على الجميع.
هذا و أوردت مصادر سياسية مطلعة لـموقع “العربي الجديد” فانه يوجد تغييرات حكومية وشيكة قد تصل حدَّ تشكيل حكومة جديدة، خلال شهر سبتمبر المقبل و قد يكون هذا التغيير جذرياً، بشكل قد يعيد تشكيل التحالفات، وربما تشهد الحكومة الجديدة حضوراً بارزاً لـ”حركة النهضة” بمجموعة من الوزراء، ما يعكس تحالفاً حقيقياً بين حزبي “النداء” و”حركة النهضة” الفائزين بالمرتبة الأولى والثانية في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بعد أن ظلّ هذا التقارب محتشماً ومعرّضاً لهزات كثيرة منذ بداية تشكيل حكومة الحبيب الصيد.
و نقلت ذات المصادر أن العلاقة بين الحزبين، عرفت في الفترة الأخيرة تقارباً كبيراً بعد فترة الاختبار المتبادل التي استمرت أشهراً، تغيّر معها موقف الرافضين للتحالف من جهة “نداء تونس”، وخصوصاً من الشق اليساري في النداء.
الجدير بالذكر ان حكومة الحبيب الصيد نالت ثقة البرلمان بأغلبية مطلقة أي بـ166 صوت من مجموع 204 صوت.
وتضم الحكومة 26 وزيرا وكاتبا عاما للحكومة و14 كاتب دولة وذلك بمشاركة كل من حركة النهضة وحزب آفاق تونس إلى جانب حزب نداء تونس والاتحاد الوطني الحر والجبهة الوطنية للإنقاذ و عدد من الكفاءات ومن ممثلي المجتمع المدني.