تونس-افريكان مانجر
أعلنت وزارة النقل يوم الجمعة الماضي إنهاء تكليف المدير العام للطيران المدني الحبيب المكي، وبحسب مراقبين فان هذه الاقالة جاءت بعد التشكيات التي تتالت من سوء ادارته لهذا المجال الحيوي .
و تأتي هذه الاقالة الرسمية في وقت كشف فيه كريم اللومي ، رئيس الجامعة التونسية لطياري الخط، لافريكان مانجر ان السلامة الجوية في تونس قد اصبحت مهددة منذ مدة ، محذرا من وقوع كارثة على غرار حادثة الخطوط التونسية السريعة سنة 2005.
تهديدات لسلامة الطيران الجوي
و تحيلنا هذه التصريحات عن عدد من التسائلات اهمها مدى ارتباط اسباب هذه الإقالة بالتهديدات التي تطال المجال الجوي التونسي .
هذا و اكد لنا اللومي في ذات السياق، بان الادارة العامة للطيران المدني اصبحت تمثل تهديدا لسلامة الطيران في تونس بالنسية للناقلات الجوية سواء منها المحلية او الاجنبية ، مشددا على انتهاجها لسياسة اقصائية من ناحية و عدم التطوير من اداءها في تسيير الطيران من ناحية اخرى .
و شدد محدثنا على ان الادارة السابقة تعمدت معاقبة الطيارين لاسباب غير قانونية مما جعل العلاقة متوترة بينهم و بين هذه الجهة بالاضافة الى خلق جو من عدم الثقة ، معتبرا انه من الضروري ان يكون العقاب في القانون الدولي للطيران قائما على النصح و التطوير و ليس العقاب و الردع الغير مبرر .
و اوضح في ذات السياق ، بانهم عمدوا الى مراسلة وزارة النقل لتوضيح هذه الاشكاليات قبل فوات الاوان معتبرا ان ما قامت به الان يمثل نقطة ايجابية في انتظار بقية الاصلاحات .
تخفيض ترتيب تونس في مجال السلامة الجوية
و اشار ذات المصدر بان المنظمة الدولية للطيران المدني ” OACI”قامت بتفقد مؤخرا للادارة العامة للطيران المدني التونسي و كان تقريرها سلبيا بالنسبة للرئيس المدير العام للادارة السابق و المنهجية المعتمدة من طرفه.
و افاد اللومي ، بان المنظمة المذكورة قررت التخفيض من ترتيب تونس في مجال السلامة حيث كانت سنة 2009 متحصلة على 71 بالمائة من جملة المعايير المعتمدة و هو نسبة محترمة بحسب تقديره ، بينما لم يتمكن الطيران التونسي من حصد سوى 59 بالمائة سنة 2020 .
من جهة اخرى قال اللومي بان اخر تفقد للمنظمة الدولية كان سنة 2020 ، بعد ان قامت بتأجيل زيارتها سنة 2015 بطلب من وزارة النقل حينها ، مشددا على ان هذا التفقد كان سلبيا حيث تم التخفيض من ترتيب تونس في عدد من المحاور على غرار “مجال التكوين ” حيث لم نتحصل سوى على 29 نقطة بينما كنا نتحصل سابقا على 60 نقطة بالاضافة الى تراجع نسبة تونس في مجال هيكلة الادارة و الصيانة و مطابقة القوانين المحلية للقوانين الدولية .
و لفت في هذا السياق الى ان الادارة العامة للطيران المدني لم تقم الى الان بتطبيق توصيات المنظمة الدولية للطيران المدني لتحيين القوانين التونسية مع القوانين الدولية في مجال السلامة .
دعوة لاحداث هيئة طيران
و شدد محدثنا بانه يتم في جميع دول العالم اعتماد هيئة خاصة بالطيران المدني تكون مستقلة و تعنى بتطوير هذا المجال ليكون فعالا في الاقتصاد المحلي و تكون منتخبة من طرف شركات الطيران المحلية مع تزكية فيما بعد من طرف وزارة الاشراف .
و قال :”على مدى التاريخ كان على رأس الادارة العامة للطيران مختص في هذا المجال سواء من تقنيين أو مهندسيين ، فمن غير المعقول ان يكون في السابق على رأسها اداريا ، حيث ان من الشروط الدولية ان يكون على رأس اي هيئة أو ادارة طيران مختصا في هذا المجال “.
و تحدث مصدرنا عن وجود ازمة كبيرة بين الادارة السابقة و الطياريين مما ساهم في خلق جو من التوتر بينهم و بين ادارتهم ، حيث عمد العديد منهم الى التوجه الى شركات جديدة مشيرا الى مغادرة حوالي 220 طيار رسميا تونس خلال السنوات الاخيرة .
و دعا رئيس الجامعة التونسية لطياري الخط, وزارة الاشراف الى مزيد ايلاء الاهمية القصوى لهذا القطاع و العمل على تطوير القوانين المحلية لتواكب التطورات العالمية ، مطالبا بتأسيس هيئة طيران مدني مستقلة لتتمكن تونس من الانفتاح على الوجهات الجديدة و ذلك على غرار خطوط الولايات المتحدة الامريكية .