تونس- افريكان مانجر
تحوّلت الأحياء الشعبية بإقليم تونس الكبرى خلال الحملة الانتخابية الحالية الى قبلة غالبية الأحزاب التي قررت الدخول سباق الانتخابات التشريعية والرئاسية المُزمع اجراؤها في غضون الأسابيع القادمة.
وقد تركزت مختلف الحملات الدعائية في الاحياء الشعبية المنتشرة في ضواحي العاصمة على غرار حي التضامن والملاسين ودوار هيشر والمنيهلة وحي هلال وجبل الأحمر والكبارية وسيدي حسين السيجومي، وقد اعتبر عدد من المراقبين ان الأحزاب تخص هذه المناطق بمساحة هامة من التغطيات نظرا لما تتمتع به من كثافة سكانية. ووفقا للتعداد السكاني لعام 2014 فإن قرابة 2.6 مليون ساكن يقطنون في إقليم العاصمة تونس الذي يضمّ ولايات تونس واريانة ومنوبة وبن عروس.
فترة دعائية بامتياز
الباجي قائد السبسي رئيس حزب حركة نداء تونس اعطى إشارة انطلاق حملته الانتخابية من المنطقة الشعبية الملاسين ويعد المتساكنين بالتقليص من نسبة الفقر التي ناهزت بحد قوله 30 بالمائة.
اما رئيس الحزب الوطني الحرّ سليم الرياحي فقد قام بلقاء شعبي في حي التضامن كما ركزت حركة النهضة على هذا الحي المهم شعبيا، وافردت حركة النهضة بحسب ما أكده عدد من المتساكنين احد اكبر احياء العاصمة منطقة حي التضامن ببرنامج خاص.
وفي قراءة لاختيار عدد من الأحزاب السياسية لانطلاق حملاتها الدعائية من الاحياء الشعبية، أفاد المختص في علم الاجتماع السياسي مراد مهني ل “افريكان مانجر” الخميس 16 أكتوبر 2014 ان هذه الفترة هي فترة دعائية بامتياز وهوما يجعل مختلف الأحزاب تختار هذه المناطق.
وأضاف محدثنا ان سبب التركيز على الاحياء الشعبية يعزى كثافتها السكانية فضلا عن ضعف مؤشرات التنمية فيها، واعتبر مهني ان الاحياء الشعبية تعد مناخا ملائما لتمرير الوعود الانتخابية.
ارتفاع سقف الوعود
من جانبه اكد المحلل السياسي جمعة القاسمي ل “افريكان مانجر” انه من الطبيعي جدا ان تُحظى الاحياء الشعبية ببرامج خاصة من قبل الأحزاب بحكم عدد المتساكين الكبير، مُشيرا الى ان جميع الأحزاب ستسعى الى استمالة سكان الاحياء الشعبية بوسائل و اغراءات متعددة علّهم يحدثون التوازن على مستوى صناديق الاقتراع.
ولاحظ محدّثنا ان الأحزاب تركز على مثل هذه الاحياء خاصة و انها تتميز بارتفاع فئة الشباب.
واجمالا اعتبر القاسمي انه ومقارنة بانتخابات 23 أكتوبر 2011 فان سقف الوعود يرتفع في مثل هذه الفترات.
طاقة انتخابية
وقد لاحظ عدد من المتابعين للشان السياسي التونسي ان منطقة حي التضامن يعدّ الأكثر تنوعا وأهمية والأكثر استقطابا لنشاط الأحزاب مع انطلاق الحملة الانتخابية التشريعية.
وتقول عديد التقارير الإخبارية انّ أغلب الأحزاب السياسية ضمنت محاور التنمية والتشغيل والقضاء على الفقر، في جداول برامجها الانتخابية، وهي ذات المطالب الملحــة لهذه الشــريحة التـي طالما اعتُبرت مواطن لتطور الجريمة والادمان والانحراف.
وفي تحليله للظاهرة، قال أستاذ العلوم الاجتماعية ورئيس المرصد الوطني للشباب (حكومي) محمد الجويلي في تصريح لصحيفة” العرب اللندنية” اليوم ان سكان الأحياء الشعبية طاقة انتخابية كبرى، وقرب الأحزاب من هذه المناطق يعني ضرورة أنها تتبنى مطالبهم وتتقاسم همومهم وما يعانونه من فقر وتهميش.
وحسب الجويلي فإن هناك أيضا جانبا رمزيا في تواجدهم في الأحياء الشعبية، إذ كل خطاب سياسي يولي أهمية لهذه الفئة يكسب ودها لأن الاستجابة للمطالب الشعبية لهذه المناطق هي استجابة فعلية لمطالب الثورة في التنمية والتشغيل.
وأكد الجويلي أن المطالب الاجتماعية كثيرة ومتنوعة ومن يفوز في هذه المناطق هو قادر تبعا لذلك على تلبية كل المطالب الاجتماعية ويرتفع عنده منسوب يضمن شعبية أكبر.
حي التضامن…منطقة مغلقة
ومتابعة لأنشطة الأحزاب السياسية ومدى تواجدها في الاحياء الشعبية اكد عدد من متساكني حيّ التّضامن في تصريح سابق لـ “أفريكان مانجر” أنّ حيّ التّضامن بالعاصمة تونس أصبح “منطقة مغلقة” خاصّة بحزب التّحرير المقاطعين للانتخابات وحركة النّهضة والحزب الوطني الحرّ، مؤكّدين أنّ المال الفاسد عمّ تلك المنطقة وهناك جماعات منظّمة تقوم بتوزيع الأموال يوميّا في المقاهي والاماكن العموميّة.