تونس-افريكان مانجر
تدخل اليوم أزمة الدبلوماسيين التونسيين المختطفين بليبيا شهرها الثاني، و في الوقت الذي تُؤكد فيه قيادات عسكرية ليبية رفيعة المستوى إنفراجا وشيكا في الأزمة بعد قبول حكومة مهدي جمعة الإفراج عن الليبيين المعتقلين في السجون التونسية بتهمة المشاركة في أعمال إرهابية، فقد أكد الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية مختار الشواشي ل ” افريكان مانجر” الخميس 15 ماي 2014 أنّ الأخبار المُروجة لا أساس لها من الصحة.
لا وجود لًصفقة” تحت الطاولة”
و أوضح الشواشي أنّ الحكومة التونسية ترفض بشكل قطعي الإستجابة لمطالب الخاطفين، كما نفى وجود أي إتصال مباشر مع “جماعة التوحيد” التي تبّنت عمليتي الإختطاف. و شدّد مُحدّثنا على أنّه لن يتمّ الخضوع لمبدإ الإبتزاز و القبول بتفعيل إتفاقية تبادل السجناء بين تونس و الشقيقة ليبيا مُؤكدا في أنّ العمل متواصل و بشكل مكثف للمحافظة على سلامة المستشار الأول بالسفارة التونسية العروسي القنطاسي المختطف منذ 17 أفريل الماضي و الدبلوماسي محمد بالشيخ للمحافظة المحتجز منذ 21 مارس الماضي.
و في سياق متصلّ أفاد ممثل وزارة الخارجية أنّ التصريحات التي نقلتها أمس مواقع إخبارية على لسان القيادي بالقوات الخاصة الليبية مفتاح يونس عارية من الصحة، لأنّ الحكومة التونسية و على حدّ قوله لم تُوافق على طلب الخاطفين خلافا لما صرّح به المسؤول الليبي و الذي قال إنّ السلطات التونسية أُجبرت على الرضوخ لأنّ أنصار الشريعة والقاعدة تُسيطر على زمام الأمور في عدد من المدن الليبية بقوة السلاح والإرهاب و لا يمكن للحكومة اليبية أن تعترض .
السفير يعترف….
و ممّا عقدّ المسألة أكثر هو إطلاق سراح السفير الأردني المُختطف أيضا بليبيا، و تقول بعض التقارير الإخبارية إنّ الأردن وافقت على طلب الخاطفين و المتمثلة في الإفراج عن إسلاميين معتقلين لديها، الأمر الذي لم يُخفيه السفير التونسي بليبيا رضا بوكادي حيث صرّح أنّ إطلاق سراح السفير الأردني و تسليمه إلى بلاده صعّب الأمر .
كما كشف أنّ السفارة لم تتلق أي تهديدات من خاطفي الدبلوماسيين التونسيين، مُشيرا أنّ المعلومات المتوفرة تُؤكد أنّ صحتهم بخير و المفاوضات تسير رويدا رويدا . و قال بوكادي إنّ المفاوضات متواصلة بكل الوسائل على أمل التوصل إلى حلّ .
ليبيا تُؤكد…تونس تنفي
و كانت صحيفة “الدستور “ المصرية أكدت الأربعاء 14 ماي الجاري أن السلطات التونسية قررت إطلاق سراح المحبوسين التابعين لجماعة أنصار الشريعة، مقابل إطلاق سراح الدبلوماسي التونسي المختطف في ليبيا .
و نقلت على لسان مفتاح يونس القيادي بالقوات الخاصة الليبية أنّ الخارجية التونسية استجابت لطلب جماعة أنصار الشريعة في ليبيا بالإفراج عن أنصارها من المعتقلين في تونس، كما أكد القيادي بالقوات الخاصة الليبية أن عمليات الاختطاف والقتل في ليبيا تقودها مجموعات متشددة، وهي ذات المجموعات التي اختطفت السفير الأردني والدبلوماسيين المصريين وغيرهم من الأجانب .
و تتواتر هذه الأخبار في وقت أكدت فيه الحكومة التونسية في أكثر من مناسبة أنّها لن تقبل التفاوض مباشرة مع خاطفي الدبلوماسيين التونسيي لأنّ في ذلك مسّ من هيبة الدولة، و كان رئيس الحكومة مهدي جمعة قد أكد مساء أمس أنّ حكومته لن ترضخ للتهديدات والمقايضة بالنسبة للدبلوماسيين التونسية المختطفين في ليبيا .
وأضاف أن الاتصالات يوميا مع السلطات الليبية بشأنهما وأنه متفائل بالوصول إلى نتيجة ايجابية، من دون ذكر تفاصيل أخر.
بسمة المعلاوي