تسعى اليوم عديد الجامعات التونسية إلى توسيع نشاطها لتمس القارة الأفريقية باعتبارها سوقا واعدة ونشطة.
سعي تم تأكيده مؤخرا خلال المنتدى الافريقي التونسي للتمكن الذي انتظم بتونس و الذي شكل المنعرج الرئيسي في تاريخ الجامعات التونسية الخاصة التي أبدت رغبتها صراحة في اكتساح القارة السمراء عن طريق مزيد استقطاب الطلبة الافارقة.
خطوة مهمة في ظل تراجع عدد الطلبة الافارقة في تونس بنسبة حوالي 50 بالمائة من 2010 الى الآن وذلك لعدة أسباب واعتبارات. وهو الامر الذي تعمل الجامعات العمومية و الخاصة على حد سواء، على تلافيه من خلال ضمان استقطاب ما لا يقل عن 20 الف طالب 2020 . يُذكر أن 74 بالمائة من الطلبة الاجانب في التعليم العالي العمومي في تونس هم أفارقة، و80 بالمائة في التعليم العالي الخاص..
جامعات في خدمة السوق الافريقية
خطوة اكدتها الحكومة على لسان رئيسها يوسف الشاهد خلال المؤتمر الذي حضره ما لا يقل عن 11 وزيرا للتعليم العالي والتكوين المهني يمثلمون بلدانا شقيقة ترتبط تونس معها بعلاقات تقليدية وتعاون مثمر في كافة المجالات، و الذي اقر استراتيجية اصلاح التعليم العالي والبحث العلمي لتحسين جودة التكوين الجامعي وتنمية الموارد البشرية وتحسين جودة الخدمات الجامعية المقدّمة للطلبة الافارقة.
و استند في ذلك الى توجه بلادنا نحو مزيد تعزيز روابط الصداقة والشراكة صلب القارة الإفريقية خاصة من خلال الاستثمار في التعليم العالي والتكوين المهني و وتوجيه اختيارات طلبة البلدان الإفريقية الواقعة جنوبي الصحراء والمتربصين واهتمامهم نحو تونس .
تكوين متطور في مستوى التطلعات
و على مدار المنتدى الافريقي التونسي للتمكن الذي دام ليومين (22و 23 اوت الجاري )، حاولت عديد الجامعات الخاصة تسليط الضوء على اهم اختصاصاتها و تركيز الاهتمام على الشعب التي تلبي حاجيات السوق الافريقية.
و لبلوغ ذلك، تم تنظيم عدد من زيارات الاطلاع لفائدة عدد من الوزارء الافارقة لعدد من الجامعات الخاصة على غرار مقر الجامعتين الخاصتين التابعتين لمجمع “بوليتكنيك انترناسيونال” وهما ” المدرسة الدولية للتقنيات بتونس” (Polytechnique International) ومدرسة القانون والاعمال (Law & Business School) .
و كان اللقاء الذي جمع ممثلي الجامعتين و الوزراء مناسبة للتركيز على مستوى التكوين المتطور الذي توفره مثل هذه الجامعات لفائدة الطلبة في عدة اختصاصات فضلا عن مختلف التسهيلات والامتيازات التي توفرها ا لفائدة الطلبة الأفارقة ( منح للمتفوقين- مساعدة على الحصول على سكن..) في انتظار مزيد حث السلطات على تقديم أكثر ما يمكن من التسهيلات للطلبة الاجانب وخاصة الأفارقة على مستوى الصرف وبطاقات الاقامة.
دور في دفع الاقتصاد
هذا و شدد الصادق شعبان رئيس ومؤسس مجمع “بوليتكنيك انترناسيونال” على أهمية هذه الخطوة بحكم ما تحققه من مداخيل بالعملة الصعبة لخزينة الدولة ومن دفع للسياحة العلمية والتربوية في تونس والتي اصبحت محل منافسة بين عديد الدول لا سيما في المغرب الاقصى.
من جانبهم، عبر الوزراء الأفارقة الحاضرين عن سعادتهم بالآفاق التي فتحتها هذه الزيارات وفتحها المنتدى لفائدة طلبة بلدانهم قصد الاستفادة من الوجهة التونسية في دراستهم الجامعية باعتبار ما اصبحت تحظى به من سمعة جيدة في افريقيا وفي العالم
هذا و اكد عدد من خبراء الاقتصاد أن السوق الإفريقية قد تمثل ساحة واعدة لا فقط للجامعات التونسية، بل للاقتصاد التونسي في السنوات القادمة، في حال تمكنت الحكومة ومنظمات الأعمال من فك شفرات الدخول إلى هذه السوق التي تسجل بلدانها نموا يتراوح بين 3 و6%.
فوفقا لاخر الإحصائيات، فإن قيمة الصادرات التونسية نحو الدول الإفريقية اليوم لا تعدو أن تتجاوز الـ33 % فقط من القيمة الجملية لصادراتنا أي ما يعادل قيمة 640 مليون دينار فحسب، وتتمثل الصادرات التونسية في اتجاه الدول الإفريقية في المواد البلاستيكية وتناهز قيمتها 40 مليون دينار وحفّاظات الأطفال 33 مليون دينار، والمياه المعدنية 31 مليون دينار بالإضافة إلى العجين الغذائي الذي قدّرت قيمة صادراته بـ30 مليون دينار وفق ما أودره موقع “الصباح” في وقت سابق.