تونس-افريكان مانجر
أظهرت التحريات الأمنية حول العملية الإرهابية التي جدت يوم أمس الاحد 06 سبتمبر 2020 بمدينة اكودة من ولاية سوسة ، أن منفذي العملية كانت تلتقي بالمساجد أين يعمل البعض على استقطابهم، مما جعل عديد المراقبون يتساءلون عن مدى صحة عودة المساجد التونسية لسيطرة الدولة .
و في هذا الإطار ، أكد كاتب عام نقابة الأئمة و رئيس نقابة الإطارات الدينية ، الفاضل عاشور , في جوار لافريكان مانجر ان كل الإطار الديني من الأئمة و قائمين على أعمال المساجد في تونس تم تحيدهم و تعيينهم من قبل وزارة الشؤون الدينية مشددا على انه في عهد الوزير السابق عثمان البطيخ تم تحييد كل الأئمة .
و استبعد عاشور استقطاب الاهابيين بالمساجد الراجعة بالنظر للدولة ، الا انه لم ينفي وجود مساجد أخرى بقيت خارج سيطرة الوزارة و التي يتم بناءها بصفة فردية و عشوائية حيث تكون فيها إمكانية تجنيد الشباب سهلة .
و أكد ذات المصدر على أن العمل على إعادة السيطرة على هذا النوع من المساجد تم إيقافه من عهدة الوزير السابق عثمان البطيخ .
من جهة أخرى قال كاتب عام نقابة الأئمة إلى أن المشكل الحقيقي لا يكمن في هذا الجانب فسحب بل يكمن في عدم وجود مقاربة دينية تتصدى للفكر “الظلامي ” و الذي يتم به استقطاب شبابنا .
و شدد عاشور على أن خطاب وزارة الشؤون الدينية لا رتقي لمستوى تطلعات الشباب و للمُتغيرات المجتمعية ، موضحا بان حوالي 6 بالمائة من الأئمة فقط في تونس من خرجي الجامعات مما يتسبب في عدم كفاءة البعض من إطارات المساجد .
و أوضح ذات المصدر على أن الوزارة ليس لها الاعتمادات المالية الكافية لتشغيل أصحاب الشهائد العليا في المجال الديني و خاصة على رأس المساجد التونسية .
من جهة أخرى تحدث الفاضل عاشور كذلك عن عدم وجود مواقع تونسية تقوم بتقديم النصائح الدينية أو بتفسير القران و إعطاء الفتاوى و الدراسات الصحيحة و ذلك على عكس “دعاة الفتنة ” الذين يجدون لتجنيد الشباب التونسي 98 بالمائة من المحتوى الوهابي و التكفيري بمواقف الانترنت .
و دعا كاتب عام أئمة المساجد إلى فتح فضاء المساجد للمجتمع المدني و لأساتذة الفلسفة و العلوم الاجتماع و المسرحيين و الفنانين ليصبح فضاء روحانيا يقدم الإحاطة النفسية و الاجتماعية للمواطن و ان لا يقتصر على الصلاة فحسب بحسب قوله .
يذكر أن عملية أكودة الإرهابية أدّت إلى استشهاد عون حرس وإصابة آخر ، كما تمكّنت الوحدات الأمنية من القضاء على ثلاثة إرهابيين.