تونس- افريكان مانجر
القارة الافريقية تمتلك كلّ مقومات النجاح، غير ان المعاملات الاقتصادية والمبادلات التجارية لتونس معها لا تزال ضعيفة ودون المستوى المامول، بحسب ما أكده محافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي خلال افتتاح اشغال الدورة الرابعة للمؤتمر الدولي حول تمويل الإستثمار والتجارة في إفريقيا الذي ينظمه مجلس الأعمال التونسي الإفريقي.
اندماج ضعيف
وأفاد أنّ البنوك تأخرت في الوصول الى افريقيا وهي اليوم مطالبة بالمخاطرة والتواجد هناك، متابعا ” علينا صعود القطار لا ان ننتظر على الرصيف“.
وأضاف أنه يجب علينا الاندماج في إفريقيا التي تعتبر نسبة الاندماج فيها من أقل النسب في العالم، مبينا أن التنمية لا تتحقق إلا بالاستثمار في الأسواق الكبيرة.
من جانبه، قال وزير المالية السابق نزار يعيش إنّ فرص نجاح الاستثمار في افريقيا موجودة، مؤكدا على ان القارة سوق ضخمة غير ان تونس لم تستفد منها بالشكل المطلوب، وأشار الى أنّ القارة تضمّ حاليا نحو مليار نسمة فيما تُؤكد كل الدراسات ان عدد السكان سيصل الى 2,5 مليار نسمة بعد 25 سنة.
40 مليون افريقي تحت خط الفقر المدقع
وأفاد المصدر ذاته، أنّ الناتج القومي الإفريقي تقلص بـ 2,1 بالمائة فيما سجلت تونس تراجعا بـ 8,8 بالمائة.
كما كشف الوزير السابق ان 40 مليون افريقي تحت خط الفقر المدقع، داعيا الى العمل على ضرورة تغيير طرق التمويل وملائمتها مع الوضع الحالي بما سيسمح بتطوير اقتصاديات البلدان الافريقية.
وقال إن هذه المؤشرات تدفع إلى ضرورة القيام بجملة من الإصلاحات مع العمل على استغلال إمكانيات وقدرات القارة الإفريقية الواعدة في السنوات القادمة تفاديا لمزيد تأزم الأوضاع.
وتهدف التظاهرة التي ستواصل فعالياتها حتى 26 جوان الجاري، الى إيجاد حلول لتمويل الفاعلين الاقتصاديين التونسيين ودفع صادراتهم نحو البلدان الافريقية وتمويل استثماراتهم هناك، استنادا الى ما صرح به رئيس مجلس الاعمال التونسي الافريقي انيس الجزيري، مشيرا الى ان بلادنا تمرّ في الوقت الراهن بأزمة مالية حادة وشح سيولة.
وذكر أن هذه الدورة الجديدة ورغم تواصل جائحة كورونا، فقد تميزت بحضور إفريقي كبير على أعلى مستوى حيث يشارك في فعاليات المنتدى 9 وزراء من إفريقيا ويتوزعون على النحو التالي، وزيرين من ساحل العاج ووزيرين من غينيا كونكري ووزير من بوركينا فاسو ووزير من النيجر ووزير من جمهورية الكونغو الديمقراطية ووزيرين من ليبيا.
وأفاد الجزيري بأن ليبيا هي ضيفة شرف لهذه الدورة وسيقع تنظيم ورشة عمل خاصة بها حيث سيتم التطرق إلى طريق العبور بين تونس وليبيا نحو إفريقيا جنوب الصحراء.
ويتواجد أيضا في المنتدى أكبر البنوك الإفريقية التي ستقدم التمويلات للفاعلين الاقتصاديين التونسيين الراغبين في الاستثمار بافريقيا على غرار فرع البنك الإسلامي للتنمية وصندوق الاستثمار التابع للبنك الإفريقي للتنمية وعديد المؤسسات المالية العالمية.
ازمة اقتصادية خانقة
هذا وتعيش القارة السمراء أزمة اقتصادية خانقة تفاقمت بسبب الازمة الصحية و الاغلاق الذي فرضه انتشار فيروس كورونا و رجح صندوق النقد الدولي حصول فجوة مالية قد تصل الى حدود 290 مليار دولار سنة 2023 بالنظر الى المؤشرات المالية الحالية ، و للإشارة لا تتجاوز مشاركة القارة أفريقيا في التجارة العالمية ال 2 بالمائة ، و تبلغ الصادرات الأفريقية 17 بالمائة فقط من الحركة التجارية داخل القارة، في المقابل تصل نسبة الصادرات في اسيا 59 بالمائة و68 بالمائة في أوروبا في الوقت الذي تمثل فيه القارة الافريقية 40 بالمائة من موارد العالم الطبيعية .