تونس-افريكان مانجر
من المنتظر ان تنعقد بعد غد الجمعة الجلسة العامة المخصصة لمنح الثقة لحكومة الحبيب الجملي المقترحة و التي تم الاعلان عن تركيبتها الاسبوع الماضي.
و المتأمل في المشهد السياسي الحالي يتبين ان رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي لم يتمكن من جمع التأييد السياسي المطلوب و يرى البعض ان الجملي لم يكن على الطريق الصحيح عندما لم يتمسك بالمشاورات مع بعض الاحزاب التي تعتبر احد اهم اعمدة البرلمان لضمان نيل الثقة، واختار حكومة وصفها بحكومة الكفاءات المستقلين.
وعبرت اغلب مكونات البرلمان عن رفضها التصويت للحكومة المقترحة على غرار حركة الشعب و التيار الديمقراطي و تحيا تونس و حزب الرحمة و الحزب الدستري الحر بالاضافة الى تململ بعض الكتل الاخرى التي تنتظر اجراء بعض التعديلات كحزب قلب تونس.
وافاد امين عام حركة الشعب زهير المغزاوي، في تصريح لافريكان مانجر، اليوم الاربعاء 8 جانفي 2020، ان الكتلة الديمقراطية ثابتة على موقفها و لن تمنح الثقة لحكومة الجملي مشيرا الى ان حركة النهضة بدورها تواجه صعوبات حقيقية في اقناع شركائها و حشد الدعم للتصويت على حكومة الجملي.
وشدد على ان الكتلة الديمقراطية غير معنية بمشاورات اللحظات الاخيرة.
و في تدوينة نشرها على صفحته الرسميّة بالفايسبوك، أكد رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف، أنّ تعمّد الحبيب الجملي تشكيل حكومة لا تحتوي على محامين هو سبب كاف حتى لا يصوّت على منح الثقة لها.
قائلا” يبدو أنها ستكون أول حكومة في تاريخ تونس بلا محامين، بلا حماة الحريّة، هذا سبب كاف لأصوّت ضدها”، وفق تعبيره.
يشار الى ان كتلة ائتلاف الكرامة تضم 21 نائبا.
وقال نائب رئيس مجلس النواب طارق الفتيتي، إن كتلة الإصلاح الوطني مستاءة من تركيبة أعضاء حكومة الحبيب الجملي.
اما كتلة المستقبل فقد اكد رئيسها عدنان بن ابراهيم بانه لم يتم بعد تحديد موقف من مسالة منح الثقة مشيرا الى ان اغلبية أعضاء الكتلة يتوجهون نحو عدم التصويت لصالحها، معللا ذلك بان مسالة استقلالية الحكومة تعتبر نسبية وان هذه الحكومة حكومة حزبية .
من جهته القيادي بحركة النهضة فتحي العيادي اكد في تصريح لافريكان مانجر، ان موقف الحركة واضح تجاه حكومة الحبيب الجملي و ذلك بعد قرار مجلس الشورى منحها الثقة في الجلسة العامة يوم الجمعة 10 جانفي 2020 .
كما شدد العيادي على ان كامل كتلة حركة النهضة (54) نائبا سيصوتون للحكومة وذلك في اطار الانضباط السياسي و الرسمي لهياكل الحزب .
مشاورات اللحظات الاخيرة
ومازالت مشاورات اللحظات الاخيرة متواصلة حيث جمع لقاء مساء الاثنين الماضي بين رئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس حركة تحيا تونس يوسف الشاهد، برئيس حزب قلب تونس نبيل القروي وغازي القروي النائب بمجلس نواب الشعب.
ووفق بعض المصادر الاعلامية فان اللقاء مثل فرصة لانهاء “الحرب” الكلامية بين الطرفين.
كما جمع لقاء ين رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي برئيس الجمهورية قيس سعيد و الذي اعرب خلاله سعيد على ضرورة انجاح جلسة تزكية الحكومة.
والتقى مؤخرا رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي برئيس حزب قلب تونس نبيل القروي في اطار متابعة تطورات مواقف الحزب من الحكومة المقترحة.
في المقابل، اعتبر امين عام الاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في مقطع فيديو نشرته الصفحة الرسمية للمنظمة الشغيلة على موقع “فايسبوك” انه أخلاقيا وقانونيا ودستوريا محمول على الطبقة السياسية تمرير الحكومة و ملئ الفراغ او ارجاع البلاد لأصحاب الامانة الا وهو الشعب التونسي”، وفق تعبيره.
يشار الى ان تمرير حكومة الجملي بالبرلمان يتطلب 109 صوتا.