تونس- أفريكان مانجر
كذبت اليوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2012 قيادات سياسية اتهامات بالانقلاب لافتكاك الحكم والسيطرة عليه والتآمر على الدولة في وقت صرح فيه أغلبهم أنه لا علم لهم رسميا بهذه الاتهامات.
وكانت معلومات تسربت اليوم حول فتح تحقيق قضائي حول احتمال تورط قيادات سياسية في التآمر على أمن الدولة والتخطيط لانقلاب.
وتشمل هذه الاتهامات كل من الوزير الأول السابق الباجي قايد السبسي ووزراء من النظام السابق وهم كمال مرجان وأحمد فريعة ومحمد جغام. كما شملت هذه الاتهامات رجلي الأعمال المعروفين كمال لطيف وناجي المهيري.
قايد السبسي يقلل من شأن الاتهامات
وقال الوزير الأول السابق الباجي قايد السبسي وزعيم حزب نداء تونس المنافس لحزب النهضة، إنه لا علم له بمثل هذه الاتهامات الخطيرة ولم يصله إلى حد الآن أي استدعاء من أي جهة قضائية حول المسألة، مردفا بالقول إن هذه الرواية سمعها من مواقع التواصل الإلكتروني.
وقلّل قايد السبسي، في اتصال هاتفي مع “أفريكان مانجر” من شأن هذه الاتهامات التي وصفها بـ”الرواية” وصرح أنه لا يمكنه التعليق على أمر لم يحدث بعد وهو توجيه اتهامات رسمية ضده حول تآمره على الدولة وخطته للانقلاب مضيفا بأسلوب مازح “أنا لست ممن يقلبون حتى مجرد صحن لكي أقوم بعملية انقلاب”.
وأعلن قايد السبسي أنه سيقوم بالاجراءات الرسمية الواجب اتخاذها في صورة اعلامه رسميا بهذه الاتهامات، كاشفا أنه لم يوكّل إلى حد الآن محام لمسك هذه القضية نيابة عنه.
مرجان يعتبرها “مهزلة”
من جانبه، وصف الدبلوماسي السابق لدى الأمم المتحدة ووزير الخارجية والدفاع الأسبق كمال مرجان، هذه الاتهامات بـ”المهزلة”، مؤكدا لـ”أفريكان مانجر” في اتصال هاتفي أنه لم يُبلّغ إلى حد الآن رسميا بهذه الاتهامات التي وردت إلى مسامعه عبر مواقع التواصل الإلكتروني. وكشف السيد مرجان أنه مازال قيد تحجير السفر في قضية سابقة لم يغلق ملفها بعد. واعتبر أنه مثل هذه الاتهامات الجماعية هي لمجرد التنكيل والتشويه. وعبر عن استعداده للتعليق رسميا عليها في صورة أخذها منحى قضائيا رسميا.
جغام: مجرد محاولات تشويش
وفي سياق متصل، استغرب وزير الداخلية والسياحة الأسبق محمد جغام مثل هذه الاتهامات التي تتزامن مع موعد انتخابي مهم ستشهده تونس قريبا، مرجحا أن تكون مجرد محاولات للتشويش على هذا الموعد الانتخابي لإرساء نظام ديمقراطي و”ذر الرماد على العيون”.
وقال بدوره لـ”أفريكان مانجر” إنه لا علم له رسميا بهذه الاتهامات التي علم بها عن طريق مواقع التواصل الالكتروني، مستغربا في ذات الصدد عن قيام محام برفع قضية خطيرة مثل التآمر على أمن الدولة تكون عادة من مشمولات الدولة.
فريعة يستغرب والمهيري يشكك في المدارك العقلية
ولم يتمكن “أفريكان مانجر” من الحصول على الفور على كل من وزير الداخلية السابق أحمد فريعة ورجل الأعمال ناجي المهيري للتعليق على اتهامات الانقلاب والتآمر على الدولة وهما أحد أفراد مجموعة المتهمين الستة بالتآمر على أمن الدولة.
غير أن ناجي المهيري أكد في تصريحات للصباح نيوز أن لا دخل له في التجاذبات السياسية مرجحا أن من رفع مثل هذه الدعوى القضائية “ليس في كامل قواه العقلية”. بدوره أفاد أحمد فريعة لنفس المصدر أنه استغرب مثل هذه الاتهامات الخطيرة واستنكرها حسب نفس المصدر.
لطيّف يكذب
من جانبه كان كمال لطيف كذّب في اتصال هاتفي مع “أفريكان مانجر” الاتهامات الموجهة ضده حول تآمره على أمن الدولة مع قيادات سياسية أخرى، مضيفا أن المحامي الذي رفع ضده قضيتين سابقا وخسرها هو ذاته الذي رفع قضية الحال. وكان هذا المحامي تحدث عن القضيتين السابقتين في جريدة تابعة لرجل أعمال معروف تعوّد على تشويه سمعته والتشهير به، بحسب كمال لطيف.
وفي تصريحات صحافية للمحامي شريف الجبالي الذي رفع قضية تآمر على الدولة ضد هؤلاء، قال هذا الأخير إنه تم تحجير السفر على كمال لطيف الذي تم استدعاءه من طرف قاض التحقيق. واتهم المحامي الجبالي كمال لطيف بأنه يعمل على عودة الاستبداد إلى تونس من طرف حزب “نداء تونس”، بحسب تصريح له لـ”الصباح نيوز”.
ويرجح مراقبون إعلاميون وسياسيون أن يكون الهدف من وراء هذه الاتهامات الخطيرة هو محاولة التقليل من حظوظ المتهمين الست للمشاركة في الانتخابات المقبلة والتشويش عليهم. كما أنها تتزامن مع أهم الفترات التي تمر بها حاليا تونس وهي مناقشة الدستور وهو ما سيعمل على إلهاء الرأي العام والمجتمع المدني عن متابعة تطورات إرساء هذا المشروع المصيري.
يشار إلى أن هذه القضية تم رفعها من طرف المحامي شريف الجبالي منذ أشهر إلا أنه لم يتم فتح ملفها إلا منذ أسبوع تقريبا.