تونس- افريكان مانجر
تعتبر المحطة الشمسية بولاية تطاوين بالمشروع الغير مسبوق بتونس في مجال الطاقات المتجددة من حيث طاقة إنتاجها المقدرة بحوالي 10 ميغاوات وتقنياتها العصرية التي تجعل اللوحات اللاقطة تتبع تحول الشمس من المشرق الى المغرب لتوفير اعلى مردودية ممكنة فضلا عن موقعها في منطقة “القرضاب ” وهي مناسبة جدا من حيث قربها من شبكات النقل والتزود بالطاقة ذات الجهد العالي والمتوسط فضلا عن قربها من محطة التحويل في مدينة تطاوين.
و بعد أكثر من 3 سنوات من إستكمال بناء المحطة ، وقع ربطها بشبكة االشركة التونسية للكهرباء والغاز، وفقا لما أوردته المنظمة الوطنية تونس تنتج في صفحتها الرسمية على الفايس بوك.
وأنجزت المحطة الفوتوضوئية القرضاب بتطاوين ، من قبل الشركة التونسية للأنشطة البترولية بالشراكة مع شركة إيني الايطالية بتمويل في حدود 30 مليون دينار.
ربط بدون استغلال
و في هذا السياق ، أكد عبد المؤمن الفرشيسي، رئيس مشروع المحطة الشمسية بولاية تطاوين، اليوم الإثنين 07 نوفمبر 2022، أنّ، المشروع حظي بمصادقة المجلس الوزاري سنة 2016 وتم ضبط الأمور الترتيبية والتنظيم وكيفية إصدار المشاريع.
وأضاف الفرشيشي ، في حديث لإذاعة اكسبراس أف.أم ، أن المشروع يندرج في إطار توفير الطاقة أمام تراجع إنتاج المواد البترولية والغازية موضّحا أنّه يتم حاليا إنتاج الكهرباء بنسبة 95 بالمائة من الغاز الطبيعي وأن الكهرباء يمثل 40 بالمائة من إستهلاك الطاقة الأولية في تونس . ”
واكد ذات المتحدث بأنّه، قد تم فعلا ربط المشروع بشبكة الشركة التونسية للكهرباء والغاز لكن لم يدخل حيز الإستغلال بعد باعتبار ان الإنطلاق يكون بربط أولي ثم عملية تهيئة المحطة و تقوم “الستاغ “فيما بعد بالتجارب اللازمة وفق قوله.
وأضاف الفرشيشي، أنّه لم يتم بعد الإنطلاق في الإنتاج وأنّ المشروع مازال في طور إعداد المحطة والتجارب الأولية .
خسائر بالمليارات لعدم الاستغلال
في ذات السياق ، قال وزير الطاقة الأسبق منجي مرزوق إنّ تعطل دخول محطة القرضاب لإنتاج الكهرباء بولاية تطاوين حيز الاستغلال ، يفوت على الدولة عائدات سنوية بقيمة 2 مليون دينار دون اعتبار الضرائب.
وأضاف مرزوق في تدوينة نشرها سابقا بصفحته الخاصة ، أنّ تأخير استغلال محطة الطاقة الكهروضوئية يحرم الشركة التونسية للكهرباء والغاز “الستاغ” سنويا من اقتصاد اكثر من مليون دينار من كلفة انتاج الطاقة من الغاز.
وقد انتهت أشغال إنجاز أوّل محطة لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية في ولاية تطاوين موفى جوان 2020 والى اليوم لم تنطلق عملية استغلال هذا المشروع رغم ربطه بالستاغ .
معارضة تسببت في التأخير
وقد تسببت معارضة الطرف النقابي بالشركة التونسية للكهرباء و الغاز لهذه المحطة بتأخير ربطها و استغلالها معتبرين بان “نشاط انتاج الكهرباء و بيعه ” يعتبر حكرا على مؤسستهم .
هذا و عارضت الجامعة العامة للكهرباء، التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، مشروع المحطة، في البداية وقد افضت المفاوضات بين الشركة التونسية والكهرباء والغاز والاطراف النقابية الى فض الإشكال بحلول شهر سبتمبر 2021 لكن عددا من التنسيقيات الجهويّة، استمرت في تعطيل المشروع، وفق بن حميدة.
و يتمثل موقف الجامعة العامة للكهرباء والغاز في ان بيع انتاج المحطة المذكورة يكون للشركة التونسية للكهرباء والغاز دون سواها باعتبارها الطرف المختص الوحيد في الجمهورية في إنتاج وبيع الطاقة الكهربائية والغاز.
وتخطط تونس بحسب المدير العام للكهرباء والانتقال الطاقي بوزارة الصناعة والمناجم والطاقة بلحسن شيبوب على اطلاق 3 طلبات عروض لتركيب 2000 ميغاواط من الطاقة المتجددة، في اطار نظام الامتياز، باستثمارات تناهز 5 مليار دينار. وتغطي طلبات العروض مشاريع الطاقة الكهروضوئية بقدرة 100 ميغاواط ومشاريع متعلقة بالرياح بمعدل مشروعين كل سنة بقدرة 75 ميغاواط، اضافة الى مشاريع اخرى في المواقع، التي تقترحها الدولة بطاقة تبلغ 600 ميغاواط على ان تدخل الخدمة بحلول سنة 2025 .
وستوفر هذه المشاريع، بحسب شيبوب، ربحا في الوقود، لاسيما، وان متوسط السعر المتوقع للكيلوواط / ساعة يقدر بنحو 100 مليم / كيلواط، اي نصف تكلفة إنتاج الكهرباء من الغاز الطبيعي اي 200 مليم / كيلوواط ساعة.
و تعمل تونس على بلوغ 35 في المئة من إنتاج الكهرباء بواسطة مشاريع الطاقات المتجددة بحلول عام 2030 .
هذا ووفق بيانات نشرها المعهد الوطني للإحصاء، لشهر أكتوبر الماضي ،فقد زادت واردات تونس من الطاقة بنسبة 8ر100 بالمائة مع موفى سبتمبر 2022، وارتفعت واردات المواد الأولية ونصف المصنعة بنسبة 37 بالمائة والمواد الاستهلاكية بنسبة 13.4 بالمائة ومواد التجهيز بنسبة 41.1 بالمائة.
ارقام قياسية لانتاج الكهرباء بالطاقات المتجددة
دوليا ، واصل إجمالي إنتاج الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة، تحقيقَ الأرقام القياسية خلال العام الماضي، رغم الصعوبات التي واجهت الصناعة من ارتفاع أسعار المواد الخام وسلاسل التوريد وتأخيرات البناء.
وتوقّع تقرير حديث لوكالة الطاقة الدولية أن تُسجل إضافات الطاقة الجديدة والمتجددة رقمًا قياسيًا جديدًا بنهاية العام الجاري، إذ رجّح إضافة نحو 320 غيغاواط.
وتُظهر بيانات وكالة الطاقة الدولية ارتفاع إجمالي القدرات المضافة من المصادر المتجددة خلال العام الماضي إلى 294.1 غيغاواط، مقابل 276.6 غيغاواط في 2020، و192.2 غيغاواط في 2019.
ورغم توقعات وكالة الطاقة الدولية استمرار تسجيل إنتاج الطاقة النظيفة رقمًا قياسيًا خلال العام الجاري، فإنها رجحت استقرار الإنتاج خلال العام المقبل 2023، حال عدم تنفيذ سياسات جديدة.