تونس- أفريكان مانجر
وصف اليوم المفكر الاسلامي طارق رمضان وحفيد مؤسس جماعة تنظيم الإخوان، الفائزين في الانتخابات التشريعية التونسية بـ”الوصوليين” في مجال الأعمال على شاكلة رئيس الحكومة السابق الايطالي بيرلسكوني المعروف بجمعه بين صفقات الأعمال والسياسية.
وكتب طارق رمضان تدوينة على صفحته الرسمية على الفيسبوك عنونها “تونس الشفافية المحبطة” وما اثار انتقادات لاذعة من عدد كبير من رواد المواقع الاجتماعية خاصة من تونس.
وكتب ما معناه باللغة الفرنسية أن ما حصل في هذه الانتخابات استقطاب وتشتت للأصوات في نفس الوقت، كما حصل احباط من عودة ما سماهم “البعض بثياب جديدة” مع صعود “البديل” المتمثل في اللاهثين وراء الأعمال الوصوليين على طريقة “البرليسكونية”، بحسب تعبيره.
وتوقع ان يكون المستقبل صعبا في تونس في ظل التشتت السياسي وختم تدوينته بالقول: “الغد صعب في تونس ومن دون فوز”، بحسب تعبيره المتشائم على خلاف المراقبين في تونس خاصة منهم الذي المساندين لفوز نداء تونس المحسوب على الوسطية العلمانية.
يشار إلى أن طارق رمضان هو مفكر اسلامي من اصل مصري وحاصل على الجنسية السويسرية أين يقيم. وهو حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا ونجل سعيد رمضان سكرتير حسن البنا. ويعمل طارق رمضان باحثا أكاديميا متخصصا في الفكر الإسلامي و محاضرا في جامعة أوكسفورد في بريطانيا وجامعة فرايبورغ بألمانيا، ويتركز اهتمامه في التجديد الإسلامي وبحث قضايا المسلمين في الغرب، ويعتبر أحد القيادات الإسلامية في أوروبا ويروج لما يعرف بالاسلام المعتدل. كما يعرف بمساندته للأحزاب السياسية الاسلامية وعلى رأسهما حركة النهضة في تونس.
يشار إلى أن حركة النهضة جاءت في المرتبة الثانية في انتخابات 26 اكتوبر التشريعية وفازت بـ69 مقعدا فيما تصدر حزب نداء تونس قائمة الأحزاب بأكثرية المقاعد التي فاز بها 85 مقعدا فيما جاء حزب الاتحاد الوطني الحر في المرتبة الثالثة بـ16 مقعدا والجبهة الشعبية 15 مقعدا وحزب آفاق تونس ب8 مقاعد من ضمن 217 مقعدا مكونا للبرلمان التونسي.
ويلاحظ أن الأحزاب الفائزة تمثل تيار أقصى اليمين والمحافظ على غرار آفاق والنهضة والاتحاد الوطني الحر وما يؤشر على فشل محتمل للتجربة التونسية الناجحة في مجال السياسية الاجتماعية الاقتصادية التي أنتجت طبقة متوسطة متوزانة فيما يمثل حزب نداء تونس التيار الوسطي لكن برامجه الاقتصادية ذات توجه يميني على غرار باقي الأحزاب الفائزة وبنفوذ رجال الأعمال.
في المقابل تمثل الجبهة الشعبية أقصى اليسار لكنه مر بتجربة التحالف مع أقصى اليمين من خلال تأسيس روابط حماية الثورة مباشرة بعد الثورة التونسية مع حركة النهضة الاسلامية وما يؤشر على أن هذه الكتلة يمكن السيطرة عليها من طرف هذه الأحزاب.
في المقابل يلاحظ أن الناخبين أخرجوا ومن الباب العريض الأحزاب (على غرار التحالف الديمقراطي والمسار) والتي كانت قادرة على المحافظة على النموذج الاجتماعي التونسي القائم على اقتصاد منفتح يأخذ بعين الاعتبار العدالة الاجتماعية وفي كنف نظام سياسي ديمقراطي.
وحسب بعض المراقبين فإن المشهد السياسي في تونس سيحتكره المتطرفون من أقصى اليمين واليسار وهو ما فات المفكر طارق رمضان على ما يبدو الذي سيطر تعاطفه مع النهضة على رؤيته الموضوعية لمستقبل تونس والذي يراه مشرقا إلا مع “الاسلاميين”.
عائشة بن محمود