تونس-افريكان مانجر
علمت “افريكان مانجر” اليوم الخميس 5 ديسمبر 2013 من مصادر مطلعة بوزارة السياحة أنّ الهياكل المهنية تعتزم خلال الساعات القليلة القادمة اصدار الردّ رسميا على التصريحات الأخيرة لوزير الداخلية لطفي بن جدو و التي أكد فيها صحة المعلومات حول التهديدات للقيام بأعمال إرهابية تزامنا مع حلول رأس السنة الميلادية.
و بحسب المصدر ذاته فإن المشرفين على القطاع سيتقدمون إلى وزير الداخلية بطلب للتراجع في أقواله،لأنّها عمّقت أزمة السياحة و لم يعد بالإمكان تدارك خسائرها.
وزارة الداخلية تُعمّق أزمة السياحة
و باتصال مع الكاتب العام للجامعة العامة للسياحة باتحاد الشغل حبيب رجب صرّح ل”افريكان مانجر” أنّ القطاع اليوم يعيش أزمة حقيقية،و رغم كلّ المجهودات المبذولة للتقليل من قيمة ما تداوله وسائل الإعلام بخصوص التهديدات الإرهابية بحلول رأس السنة الميلادية فإن وزير الداخلية “أسقط كلّ شيء في الماء” و لم يعد بالإمكان إنقاذ الموسم.
و بحسب ممثل اتحاد الشغل فإن الهياكل النقابية و المهنية أزعجهم كثيرا تصريح بن جدو،و عليه فإنه من المنتظر أن يتوجه مطلع الأسبوع القادم وفد إلى وزارة الداخلية يطلبون فيه من لطفي بن جدو التراجع في تصريحاته مشيرا إلى انه كان يُفترض عليه أن يعي جيدا مسؤولياته في هذا الإطار و لا يدلي بمثل هذه التصريحات التي وجدت صدى كبيرا في الصحافة التونسية و العالمية. و إجمالا قال محدثنا إن الآفاق سلبية جدا و القطاع في أزمة حقيقة.
من جانبه أفادنا الخبير السياحي و صاحب نزل خاص عفيف كشك أنه كان يتوجب على وزارة الداخلية أخذ احتياطاتها اللازمة للتصدي لمثل هذه التهديدات عوض التشهير بها في وسائل الإعلام.و أضاف محدثنا أن لطفي بن جدو أحبط كل محاولات إنقاذ الموسم و حتى”بصيص الأمل لم يعد موجودا” على حدّ قوله.
وبوصفه صاحب نزل خاص فقد أفادنا أنه قرر التخلي عن تنظيم حفلة ليلة رأس السنة الميلادية لأنّ كل المؤشرات تُؤكد أنّ السياحة الداخلية بدورها ستشهد تراجعا كبيرا بعد أن كان المهنيون يعولون عليها كثيرا في تطوير عائداتهم المالية.
وزارة الداخلية تنفي
و كانت أول أمس الأربعاء قد تناقلت عدّة مواقع إخبارية متطابقة خبر تأكيد وزير الداخلية لطفي بن جدو لاستعداد مجموعات إرهابية القيام بتفجيرات ليلة رأس السنة الإدارية .الميلادية، و بحسب المواقع ذاتها فإنّ الوزارة “تلقت معلومات حول كم هائل من التهديدات بهذا الخصوص“.
و باتصال مع وزارة الداخلية أوضح مسؤول أمني أنّ لطفي بن جدو لم يُصرّح بوجود تهديدات حقيقة ليلة رأس السنة الإدارية،بل قال إن الوزارة تلقت فعلا كمّا هائلا من التهديدات بأعمال إرهابية .و قد اعتادت الوزارة على مدى السنوات الماضية أخذ احتياطات أمنية خاصة ليلة رأس السنة، فما بالك بالوضع ا الاستثنائي لهذه السنة حيث تمّ وضع كل الأجهزة الاستخبارتية في حالة استنفار امني قصوى.
و قال مصدرنا إنّ الوزير لم يأت بالجديد في هذا التصريح ،فقد سبق و أن صرّح المسئولون الامنيون بذلك.و شدّد على أن الوزارة دائما ما تضع في اعتبارها أداء القطاع السياحي نظرا لعلاقته الوثيقة بالوضع الأمني.
غلق 200 نزلا
و للإشارة فإن القطاع السياحي في تونس دفع و مازل يدفع ضريبة الساسية ،فمنذ اندلاع الشرارة الأولى لثورة 14 جانفي و القطاع في تراجع متواصل و قد بلغ اليوم مرحلة حرجة حيث تراجعت الحجوزات في النزل إلى نحو 50٪ كما تتالت سلسلة إغلاق عديد النزل إلى حدود الشهر الحالي ووصلت إلى حدود إغلاق نحو 200 نزل، بحسب ما ذكره سابقا الخبير في الاختطار المالي مراد الحطاب.
بسمة المعلاوي