تونس-افريكان مانجر
سجّلت الفترة الأخيرة حملات على مختلف صفحات التّواصل الإجتماعي لمنع إرتداء النّقاب بإعتباره خطرا على أمن البلاد، خاصّة وأنّه تمّ القبض على العديد من المنقّبات المتورّطات في عمليّات إرهابيّة، كما أنّه تمّ القبض على عدد من الإرهابيين متنكّرين في زيّ منقّبات، وحسب بعض المصادر الخاصّة لأفريكان مانجر فقد تمّ القبض على أكثر من منقّبة مورّطة في عمليّة بن قردان.
النّقاب يستعمل في غير في غير محلّه
ومن هذا المنطلق، أكّد عدد من الخبراء والمراقبين للشّأن العام أنّ الحريّة الشّخصيّة مع اللّباس تنتفي في حال المسّ من أمن البلاد ومن مصلحتها، وقد أكّدت الدّكتورة سلوى الشّرفي المحلّلة السّياسيّة في تصريح سابق لـ “أفريكان مانجر” أنّه بقطع النّظر عن شرعيّة النّقاب من النّاحية العقائديّة، فقد اتّضح أنّه يستعمل في غير في غير محلّه ويشكّل خطرا أمنيّا على المواطن، إذن سدّا للذّرائع على حدّ تعبيرها يجب منعه لأنّ حقوق المواطنين وحرّيتهم وسلامتهم أهمّ من حقوق الفرد، هذا على المستوى السّياسي.
أمّا على المستوى العقائدي، فقد أكّدت محدّثتنا أنّه لا يوجد نصّ في القران أو في السّنّة يدلّ على وجود النّقاب، بل يوجد العكس على حدّ تعبيرها، مبرزة أنّ الله سبحانه وتعالى يطلب من الرّجال في القران أن يعظوا أبصارهم وهذا يعني أنّ وجوه النّساء مكشوفة، أمّا في السّنة فقد بيّت المحلّلة السّياسيّة أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم منع النّقاب في الحجّ والى يومنا هذا يتمّ الكشف عن الوجه أثناء الحجّ، رغم وجود تقاليد في السّعوديّة تلزم نساءهم بلبس “النّقاب”، إلاّ أنّ سنة رسول الله هي المتّبعة.
وفي هذا الإطار، يشار إلى أن الوحدات الأمنية في مدينة الحمامات من ولاية نابل أوقفت يوم أمس السبت 26 مارس 2016 فتاة منقبة عبرت صراحة عن مبايعتها لتنظيم” داعش “الإرهابي ووصفت الأمنيين بالطواغيت. وحسب ما أفاد به مصدر امني فإن هذه الفتاة والبالغة من العمر 24 سنة اعتبرت استباحة دماء الأمنيين في تونس أمر واجب.
الغالبية المطلقة من التونسيين ترفض إرتداء النّقاب
من جهة أخرى، يذكر أنّه في آخر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة سيغما كونساي كشفت عن نتائجه يوم الجمعة 25 مارس 2016 على قناة الحوار التونسي، عبّرت الغالبية المطلقة من التونسيين عن رفضها للنقاب بنسبة 93 بالمائة.
وقال مدير سيغما كونساي حسن الزرقوني إن سبر الآراء أُنجز خلال الفترة المتراوحة بين أواخر نوفمبر وأواسط ديسمبر الماضيين بمساعدة مؤسسة كونراد ادناور الألمانية. وقد تم اجراء سبر الأراء نفسه في 5 دول من شمال افريقيا وهي المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر.
وفي تونس شمل سبر الآراء حول اللباس الديني عيّنة مُكونة من 1009 شخص تمثّل أغلب الشرائح والفئات الإجتماعية. وتعلّق الأمر بالحجاب والنقاب بالنسبة للنساء والقميص بالنسبة للرجال. وأظهرت النتائج عموما قبول غالبية التونسيين للحجاب دون أن يعكس ذلك درجة الإلتزام الديني في حين أعلن غالبية من المستجوبين رفضهم للقميص فيما لقي النقاب رفضا يكاد يكان كليا من قبل المستجوبين.
ومقارنة بين تونس ومختلف الدول الأخرى التي اجري فيها سبر الآراء قال الزرقوني إنّ النتائج أظهرت اختلافا واضحا بين تونس والبلدان الأخرى، ويبرز الاختلاف أكثر مع ليبيا حيث يؤيّد النقاب 46 بالمائة من المستجوبين، مشيرا إلى أنّ هناك تموقع مختلف بالنسبة لما يعرف باللباس الديني في تونس.